تحت شعار «نحو نهضة صناعية رقمية»انتهت أعمال الدورة الثامنة لمؤتمر ومعرض «وطن رقمى «برعاية كريمة للرئيس عبدالفتاح السيسي.. وكانت الدورة الأخيرة فرصة كبيرة للتشبيك بين إمكانيات الحلول والتطبيقات التقنية التى طورتها شركات تكنولوجيا المعلومات المصرية وبين احتياجات المؤسسات الصناعية المصرية لتحسين عملياتها وزيادة إنتاجيتها، مما يسهم فى خفض التكاليف وتنمية قدراتها التنافسية والتصديرية وفتح أسواق جديدة.
الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء تفقد عقب افتتاحه للمؤتمر نيابة عن الرئيس السيسى جناح تكنولوجيا المعلومات وضم نحو 40 شركة مصرية للتكنولوجيا.. وأشاد الدكتور مدبولى بما قدمته شركاتنا الوطنية من أحدث حلولها التكنولوجية وتطبيقاتها المبتكرة والتى ستساعد كافة المؤسسات الصناعية فى تطوير قدراتها التنافسية وتحسين إنتاجيتها وتطوير منتجاتها بما يتواكب مع التغيرات والمتطلبات العالمية وزيادة قدراتها على فتح أسواق جديدة لمنتجاتها ومضاعفة صادراتها.. ووفر الجناح فرصة رائعة لعقد لقاءات ثنائية لبحث فرص التعاون بين شركات التكنولوجيا وكافة المؤسسات الصناعة المتواجدة بالملتقي.
وكعادتها كل عام طرحت غرفة صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مجموعة من المبادرات .. أولها مبادرة «رقمنة المصانع المصرية» بالشراكة مع اتحاد الصناعات بهدف تحفيز تبنى تكنولوجيا «التصنيع الذكي» لتحقيق التحول الرقمى على مستوى كافة القطاعات الصناعية، وزيادة التنافسية لتصبح عنصرًا فاعلاً فى عصر الثورة الصناعية الرابعة والمساهمة فى تسريع العمل نحو جعل مصر مركزاً اقليمياً رائداً فى إقامة المصانع الذكية.. وأعلنت الغرفة عن تبنيها لمشروع وطنى كبير برقمنة 1000 مصنع فى أنحاء الجمهورية بخبرات وطنية خالصة.. وقال المهندس خالد إبراهيم ان رقمنة الآلف مصنع مرحلة أولى لمبادرة قومية ممتدة عبر السنوات القادمة وقال إن هدفنا الوصول بمسيرة التحول الرقمى إلى كل مصنع فى مصر وحتى الورش الصغيرة نسعى إلى رقمنتها أملاً فى تطويرها وزيادة إنتاجيتها وحتى لا تتخلف عن الركب التكنولوجى العالمي.
خلال الموتمر فتحت الغرفة نافذة جددة لتوفير فرص عمل للشباب واطلقت ملتقى التوظيف للكوادر التكنولوجية فيما يعد ترجمة فعلية لبرنامج عمل الغرفة لتنفيذ محور تنمية القدرات، وفاجأ الملتقى الجميع عندما كشف عن امتلاكنا لقاعدة متنوعة من الموارد البشرية التى تمتلك المهارات الرقمية اللازمة لدعم عملية التحول الرقمى بكافة المؤسسات الصناعية.
المهندس خالد إبراهيم رئيس الغرفة رجل صناعة من طراز فريد ومؤمن تماماً وعن قناعة راسخة بإمكانات شركاتنا الصغيرة ومتناهية الصغر وما لديها من كفاءات متميزة ونادرة.. ومؤمن أيضاً أن هذه الشركات المحلية الصغيرة قادرة على تقديم منتجات وبرمجيات فائقة الجودة وبمعايير عالمية.. إبراهيم ثمن كثيراً رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى للمعرض ما يعكس اهتمام الرئيس بقطاع الصناعة ككل وطالب رئيس الغرفة بضرورة تضافر وتنسيق جهود الجهات المعنية بالدولة لتنميتها والمضى قدما نحو إعداد إستراتيجية ملائمة للنهوض بصناعة تكنولوجيا المعلومات المحلية تعتمد على تقديم مختلف أوجه الدعم المالى والتسهيلات والتمويل البنكي، بشروط ميسرة عند التعامل مع الجهاز المصرفي.
تحدث إبراهيم نيابة عن قادة الشركات التكنولوجية الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال الشباب قائلاً: نتطلع إلى تعزيز فرصنا فى النجاح ونفاذ منتجاتنا للأسواق الخارجية عبر دعم الخدمات التسويقية لتنمية الأعمال الدولية والمشاركة فى المحافل والفعاليات الدولية وإرسال البعثات الترويجية لاستكشاف الأسواق الخارجية، لدورها الكبير فى توفير فرص عمل لائقة ومستقرة للملايين من الشباب والمرأة فى جميع أنحاء الجمهورية خاصة فى المحافظات الحدودية والوجه القبلى علاوة على أهميتها فى دعم الابتكار والتنافسية لكافة المنتجات المصرية على المستوى الدولي.. فكثير من الصناع الصغار قد لا تتوافر أمامهم الفرصة للسفر للخارج وعرض منتجاتهم فى الأسواق العربية والافريقية بوجه خاص وهنا يأتى دور الدولة ومؤسساتها الداعمة للمنتج الوطنى ودفعه لغزو الأسواق الخارجية.
فى ختام أعمال المؤتمر سألت المهندس خالد إبراهيم: هل نحن قادرون فعلاً على تحقيق الشعار الذى رفعه المؤتمر هذا العام «نحو نهضة صناعية رقمية؟ قال إبراهيم: نحن على يقين تام أن ذلك لن يتحقق بالتمنى والرغبة ولكن بالعمل الجماعى المستمر وعلينا اتخاذ خطوات جادة وسريعة نحو تحقيق أهدافنا التنموية لصناعة تكنولوجيا المعلومات المحلية فى ظل دعم كل من الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومساندة المهندس محمد السويدى رئيس اتحاد الصناعات المصرية.. وأشار إبراهيم إلى أن العقبة الأساسية التى يمكن ان تقف حائلاً أمامنا هى البيانات ومدى توافرها مشدداً على حاجتنا إلى قاعدة بيانات موحدة لكافة المصانع والمواقع الإنتاجية فى مصر حتى يحدث تكامل بينها وحتى لا يحدث أى تضارب فيما بينها وأكد أن وزارة الاتصالات بالتعاون مع وزارة الصناعة واتحاد الصناعات قادرة على توفير هذه المنظومة البيانية المطلوبة.
ختاماً استطيع أن أؤكد بما لا يدع مجالاً للشك – ومن خلال الروح الرائعة للتعاون والتطوير والحماس الشديد من كافة الأطراف.. حكومة وشركات وغرف واتحادات – اننا نسير على الطريق الصحيح وان حلم تحقيق نهضة صناعية رقمية وتحويل مصر إلى مركز إقليمى للصناعات الذكية يمكن أن يتحول إلى حقيقة واقعة خلال سنوات محدودة ما دامت الإرادة السياسية متوفرة تعانقها رغبة جامحة من جانب الشركات الوطنية خاصة الصغيرة والمتوسطة.