مسيرة فنية امتدت 40 عاماً.. 80 عرضاً مسرحياً و10 أفلام
75 عاماً مضت على رحيل رائد وأسطورة الكوميديا الأول فى مصر والعالم العربي، الفنان الكبير ونجم نجوم الكوميديا نجيب الريحانى الذى يتواكب ذكرى رحيله اليوم الأحد، فقد توفى فى 9 يونيو سنة 1949 عن عمر 60 عاماً وبضعة أشهر، والذى تميز فى أعماله الفنية بأسلوبه الساخر وحسه الفكاهى وخفة دمه حتى استطاع أن يصبح علامة بارزة فى تاريخ المسرح المصرى والعربي، وأيضاً السينمائي. . آخر ما تبقى من إرثه الفنى الملموس، ليحتل مكانة كبيرة فى قلوب جمهوره الممتد من المحيط إلى الخليج.
الفنان الراحل نجيب الريحانى تميزأيضاً بخفة ظله وحضوره وقدرته على تقديم أدواره بمشاعر صادقة يجعلك كمشاهد تبكى وتضحك فى آن واحد فأطلق على نفسه لقب « الضاحك الباكى »، فقد كان يمتلك حساً فكاهياً ممتزجاً بالدراما انفرد به عمن حوله من الفنانين، فهو قيمة فنية كبيرة، وعملاق من عمالقة التمثيل، وتمكن أن يطور المسرح الكوميدى ويربطه بالحياة اليومية التى يعيشها الرجل البسيط فى واقعه، ويبتعد تماماً عن المسرح الأوروبى والذى كان الذخيرة الأساسية لنصوص مسارح مصر.!!
ورث نجيب الريحانى حس الفكاهة وخفة دمه من أمه « لطيفة بحلق «، وتعلم منها أسلوب السخرية من الشخصيات التى تلتقى بها من الجيران والأهل والأصدقاء خاصة فى المواقف التى تزخر بها حياتهم، إلى جانب نشأته فى « باب الشعرية والحى الشعبى الشهير» الذى كان أحد عوامل ارتباطه وامتزاجه بالكوميديا التى تميز أبناء الشعب المصرى عن كافة شعوب المنطقة، فكان اختلاطه مع أبناء الحارة الشعبية ساهم فى أن يردد مفرداتهم على المسرح ويقترب كثيراً من رجل الشارع المصري، ويخرج من إطار الأسلوب الدرامى للعروض التى تقدم باللغة الفصحى أو باللغة الفرنسية – التى كانت سائدة لفترة على مسارح مصر – إلى العروض الكوميدية الساخرة. . ترك نجيب الريحانى بصمته فى تاريخ الفن المصرى والعربي، فهو صاحب مدرسة الكوميديا الجادة البعيدة عن الهلس والحوار الخارج عن المضمون، والعبارات ذات الإيحاءات غير الأخلاقية ، كما تمكن من أن يترك وراءه مدرسة بنفس فلسفته فى الأداء، صار عليها عدد من تلاميذه ومحبيه أمثال فؤاد المهندس ومحمد صبحى وعادل خيرى الذى أعاد تقديم مسرحياته بمشاركة نجوم فرقة الريحانى أنفسهم الذين كانوا أحياء، وتم تصوير عدد من تلك المسرحيات عبر التليفزيون المصري، لنتأكد مع الأيام أن نجيب الريحانى كان وما زال زعيم الفكاهة وزعيم الكوميديا برغم محاولات البعض النيل منه.
«المولد. . والأصل»
ولد نجيب إلياس ريحانة فى 21 يناير عام 1889 فى حى باب الشعرية بالقاهرة لأب عراقى مسيحى من مدينة الموصل يعمل فى تجارة الخيول إلى جانب امتلاكه مصنعًا للجبس يدُرُّ عليه ربحًا وفيرًا، وأم مصرية قبطية تدعى لطيفة بحلق، وكان نجيب هو الولد الثانى بين ثلاثة أشقاء، وكان لحياته وتربيته ونشأته بين الطبقات الشعبية عاملاً هاماً فى أن يجسد تلك الطبقة فى أفلامه ومسرحياته.
التحق نجيب الريحانى بمدرسة الفرير، وتعلم اللغة الفرنسية وأجادها، كما كان يجيد إلقاء الشعر العربى بلغته الفصحى خاصة أشعار الكبار المتنبى وأبى العلاء المعرى حتى نال تقدير معلميه وثنائهم له خاصة الشيخ بحر أستاذ اللغة العربية، كما شهدت مدرسته بزوغ موهبته فى التمثيل بعدما انضم إلى فريق التمثيل المدرسي، حتى أسند إليه رئاسة الفريق بمدرسته، حيث كان اساتذته معجبين أيضاً بأدائه التمثيلى وقدرته الفائقة على إلقاء الشعر باللغتين العربية والفرنسية، واثناء الدراسة توفى والده الذى أوصى بكل ثروته لابنة أخته اليتيمة، بحجة أن أولاده الذكور قادرون على إعالة أنفسهم عن الفتاة اليتيمة، ليجد الشقيق الأكبر توفيق، مسؤولاً على إعالة أمه وشقيقيه الصغار.
«موظف بصعيد مصر»
ومن ثم أنهى الريحانى دراسته الثانوية وحصل على شهادة البكالوريا وهو فى سن ال 16 عاماً، وبعدها دخل سوق العمل فكانت البداية عندما عمل فى شركة لإنتاج السكر ككاتب حسابات بمدينة نجع حمادى بصعيد مصر كى يساهم فى نفقات أسرته، وكانت ملكاً لرجل الإقتصاد المصرى عبود باشا، وكان يتقاضى راتباً يصل إلى 6 جنيهات شهرياً، وكان دائم التنقل بين القاهرة والصعيد، وفى أجازاته كان يحرص على مشاهدة العروض المسرحية التى تعلق بها، ولكنه لم يستمر طويلاً فى عمله بالصعيد وتركه ليستقر بالقاهرة ويجد عملاً بالبنك الزراعى ليكون قريباً من مسارح شارع عماد الدين.
وفى البنك تعرف على صديقه الشامى عزيز عيد الذى كان مولعاً بالمسرح، حتى أنه أسس فرقة مسرحية عام 1907 وضم صديقه الريحانى فكان يسند له الأدوار الصغيرة والثانوية بسبب إرتباطه بعمله صباحا فى البنك، إلا أن الحال لم يستمر طويلاً إذ تم فصله من عمله لعدم انتظامه فكان دائم التأخير والغياب، واعتقد نجيب الريحانى أن تفرغه بالكامل للتمثيل بعد ان ترك عمله فى الصعيد ثم البنك الزراعى سيفتح له أبواب المسرح. . ولكنه عانى الأمرين ليجد عملاً ثابتاً بالمسرح وإزداد الامر سوءاً بعدما طردته والدته من المنزل بعد فصله من عمله كونها قد ضاقت منه، فعاش لِفترةٍ كالمشردين فى شوارع القاهرة، فكان يُمضى نهاره جالسًا فى المقهى لساعات طويلة حتَّى تُغلق أبوابه فى الثانية صباحًا، ثُمَّ يذهب لِيرقد على أحد الأرصفة المجاورة لكوبرى قصر النيل حتَّى طُلوع الشمس، وهكذا كان يمضى يومه.
«ضيف المقاهى»
وبعد فترةٍ ليست قصيرة تمكَّن نجيب الريحانى من العُثور على عملٍ كمُترجمٍ بِفرقة الشيخ أحمد الشَّامي، وترجم لها مسرحيتين فرنسيتين، واستمر يتنقل بين فرقة وأخري، وأياماً كثيرة يصبح عاطلاً بلا عمل، فأصبح ضيف مقاهى شارع عماد الدين، بعد أن رفضته الفرق المسرحية، فيجلس بالساعات الطويلة طوال اليوم وحتى أخر الليل منتظراً الفرج من إحدى الفرق، ولكن تبقى فرقة الممثل الشامى سليم عطا الله – شقيق الممثل أمين عطاالله – والتى كانت تعمل بالإسكندرية هى أول فرقة مسرحية يتقاضى منها نجيب الريحانى أجراَ شهرياً بلغ أربعة جنيهات، إلا أنه لم يستمر طويلاً فى الفرقة، حيث غار منه صاحب الفرقة وبطلها من إشادات الجمهور والنقاد بأدائه ففصله من الفرقة.
ومع ضيق الحال إضطر نجيب الريحانى أن يتجه إلى الملاهى بناءً على نصيحة صديقه إستيفان روستي، فعرض الريحانى على أصحاب الملاهى الليلية أن يقدم إسكتشات فكاهية، فوافقوا لأن أصحاب الملاهى والكازينوهات يبحثون عمن يجعل الابتسامة ترسم على وجوه الزبائن، وبالفعل تمكن الريحانى من تقديم إسكتشات ضاحكة تنتقد سلبيات المجتمع بشكل ساخر متقمصاً شخصية « كشكش بك « التى أصبحت عنوان أعماله المسرحية لسنوات.
«فرقة الريحانى»
وبعد رحلة طويلة بين الفرق المسرحية، وقبل حلول عشرينيات القرن الماضى تمكن نجيب الريحانى أن يؤسس فرقته المسرحية والتى حملت اسم « فرقة الريحانى « بالاشتراك مع صديق عمره الكاتب بديع خيرى والذى كان علامة فارقة فى حياته مثله مثل أبوالسعود الإبيارى مع إسماعيل يس، وقدمت الفرقة عروضاً كثيرة مقتبسة من المسرحيات الكوميدية الفرنسية، وحقّقت الفرقة شهرة واسعة فى أرجاء مصر والعالم العربي، كما تمكن الريحانى وبديع خيرى أن يُحوَّلا عدداً من تلك النصوص المسرحية إلى أفلامٍ سينمائيَّة ناجحة مع بداية الإنتاج السينمائى فى مصر، وزادت الفرقة قوة وإجادة مع انضمام عمالقة التمثيل الذين كانوا فى بداية الطريق وشباباً فى ذلك الوقت بينهم عباس فارس ومارى منيب وميمى شكيب وعبدالفتاح القصري، بينما انفرد نجيب الريحانى بدور البطولة مجسداً شخصية الإنسان البسيط الذى تضعه الظروف فى مواقف حرجة، وقدمها فى قالب كوميدى ساخر.
واجهت فرقة الريحانى منافسة شديدة من الفرق الأخري، خاصة فرقة « فوزى الجزايرلى « وفرقة «على الكسّار» الذى كان يحاول جذب جمهور الريحانى وهو ما كان يفعله أيضاً الريحاني، واعتمد الإثنان على الارتجال والخروج على النص، وانطبع فى الأذهان أن عروضهما هزلية، وغايتها انتزاع الضحك من الجمهور، وإن كانت قيمة مسرحيات الريحانى فى أنها تعالج المجتمع المصرى من خلال المضمون الاجتماعى والأخلاقي، وتلك كانت فلسفة الريحانى فى أعماله التى ميزته عن الآخرين طوال مسيرته الفنية ، ومع اشتداد المنافسة تلقت فرقة الريحانى عروضاً لتقديم مسرحياتها بين دول الشام وأيضاً دول امريكا الجنوبية والتى كانت تزخر بالمهاجرين العرب، فوجدها فرصة لنشر فنه خارج مصر إلى جانب زيادة وتضاعف أرباحه.
«مسيرة 40 عاماً»
امتدت مسيرة نجيب الريحانى لما يقرب من 40 عاماً ما بين نجاح وفشل، وتحقيق أرباح وخسائر، وقدم أكثر من 80 عرضاً مسرحياً ثلثها من إنتاج فرقته المسرحية منها : الجنيه المصرى – الدنيا لما تضحك – لو كنت حليوة – حكم قراقوش السكرتير الفنى – الستات ما يعرفوش يكدبوا – ياما كان فى نفسى – الشايب لما يدلع – إلا خمسة – الدلوعة – حكاية كل يوم – ما حدش واخد منها حاجة – 30 يوم فى السجن – وحسن ومرقص وكوهين والتى كانت تعتبر آخر أعماله المسرحية إنتاجاً عام 1945، أما الفترة التى عقب ذلك العرض حتى وفاته فكان يعيد عرض مسرحياته الناجحة التى سبق وأن قدمها مع فرقته، والتى كانت تجد قبولاً جماهيرياً كبيراً سواء فى مصر أو فى عروضها بدول الوطن العربى حتى لقبه الجمهور العربى بلقب « موليير العرب « إلى جانب لقبه الأثير « الضاحك الباكى «، إلى جانب لقب الجمهور المصرى « ملك الكوميديا «.
كان نجاح استعراضات الريحانى فى عروضه المسرحية وسط احداث مهمة فى العقد الثانى من القرن الماضى والاحتلال البريطانى أو ساهم بديع خيرى ونجيب الريحانى وسائر فنانى مصرالمسرحيين بإذكاء روحها من خلال الاستعراضات التى كانت تُقام على المسارح، وقام كُلٌ من خيرى والريحانى بعروضهما فى إثارة الكراهيَّة ضدَّ الاستعمار.
فى عام 1920 أقدم نجيب الريحانى على إنتاج الأوبريت الشهير « العشرة الطيبة «، واسند للفنان سيد درويش تلحين الأوبريت وأغانيه التى كتبها بديع خيرى وشارك فى تمثيلها مع أبطاله نجيب الريحانى وروز اليوسف وحسين رياض واستيفان روستى وزكى مراد والد الفنانة ليلى مراد وعبدالوارث عسر، وبالرغم أن الأوبريت يعتبر من أشهر الأعمال المعروفة عبر الأجيال المتعاقبة لتميز أغانيه وألحانه الموسيقية إلا أنه لم ينجح فى وقتها .
«ريا وسكينه»
كان للفنان نجيب الريحانى السبق فى تقديم أول عمل فنى يتناول حكاية السفاحتين «ريا وسكينة « فى عرض مسرحى قبل أن تقدمها كل من الفنانتين شادية وسهير البابلى بعده بـ 60 عاماً، وقد عرضت المسرحية فى فبراير عام 1922، أى فى العام التالى الذى تم تنفيذ فيه حكم الإعدام فى السفاحين الأربعة، وقد شاركت فى العرض الفنانة بديعة مصابنى فى دور إحدى الضحايا، بينما لعب الريحانى دور السفاح مرزوق، وحاول الريحانى بذلك العرض أن يهجر المسرح الكوميدى إلى المسرح الدرامي، إلا أن الجمهور لم يقتنع بأدائه الدرامى الدموى حتى أنهم كانوا يضحكون فى جوانب كثيرة من العرض لأنهم اعتادوا ان يروا الريحانى فناناً كوميدياً
«السينما فى حياتى»
قدم نجيب الريحانى للسينما المصرية عشرة أفلام بدءاًً من فيلمه الأول الصامت (صاحب السعادة كشكش بيه) عام 1931 وحتى آخر أفلامه (غزل البنات) عام 1949، وهو الفيلم الوحيد الذى لم يره بل إنه توفى أثناء تصويره ولم يكمل بقية مشاهده، كما تتجلى عظمة نجيب الريحانى الفنية فى أن له ثلاثة أفلام من العشرة نالت تقدير النقاد ضمن قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية وهى أفلام (سلامة فى خير – سى عمر – غزل البنات) بل إن فيلم « غزل البنات « إحتل المركز التاسع فى ترتيب أفضل الأفلام، وهى مرتبة متقدمة.
« صاحب السعادة كشكش بيه « هو أول فيلم لنجيب الريحانى على الشاشة السينمائية عام 1931، والذى أخرجه صديقه إستيفان روستى وشارك فى تمثيله ضمن أفلام السينما الصامتة، ولكن بعد ثلاث سنوات عام 1934 تم إعادة عرض الفيلم بعد إدخال شريط الصوت.
وفى نفس العام 1934 أنتج فيلمه الثالث « ياقوت « والذى وافق عليه نجيب الريحانى على الفور، لأنه كان قد عاد من أمريكا الجنوبية مفلساً، وقد تم تصويره وإخراجه فى 6 أيام بمدينة نيس الفرنسية.
فى سنة 1936 لعب نجيب الريحانى بطولة فيلمه الرابع « بسلامته عايز يتجوز «، والمأخوذ من مسرحيته الغنائية « الدنيا جرى فيها إييه «، وفى سنة 1937 لعب بطولة فيلمه الخامس « سلامة فى خير « والذى كان اول أفلام المخرج نيازى مصطفي، كما يعد الفيلم صناعة مصرية 100٪ لأول مرة، فكان المونتاج والتصوير والإخراج والموسيقى وغيرها من طاقم فنى مصري، كما أن الفيلم هو أحد ثلاثة أفلام لنجيب الريحانى فى قائمة أفضل مائة فيلم فى السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1998، كما ترجع أهمية ذلك الفيلم إلى أنه أعاد الريحانى للتمثيل السينمائى بعدما قرر اعتزال السينما.
«سامية وتحية»
وبعد أربع سنوات عام 1941 لعب نجيب الريحانى بطولة فيلمه السادس « سى عمر « فى ثانى مشاركة مع المخرج نيازى مصطفي، والذى توقف عن تصوير الفيلم فى منتصفه بعد اختلافه مع صناع الفيلم ونجيب الريحانى فترك الفيلم، مما دفع الريحانى ليحل محله ويكمل إخراج الفيلم والذى اختير ضمن قائمة أفضل مائة فيلم فى السينما المصرية، وهو من الأفلام القليلة التى التقت فيها الشقيقتان ميمى وزوزو شكيب فى أفلام السينما المصرية.
وفى سنة 1946 لعب الريحانى بطولة فيلمين أحدهما « لعبة الست « وهو فيلمه السابع، والذى أعاد الفنان محمد صبحي، إنتاجه مسرحياً، وعرض على المسرح بنفس العنوان مع الفنانة سيمون، والتى لعبت دور الفنانة تحية كاريوكا فى الفيلم، ثم كان فى نفس العام فيلمه الثامن « أحمر شفايف « والذى لعبت بطولته الفنانة سامية جمال، والمفارقة أن الفيلمين هما الوحيدان اللذان أنتجا فى عام واحد للريحاني، وللمصادفة أن بطلتى الفيلم فى الأصل راقصتان، تحية كاريوكا فى لعبة الست. . وسامية جمال فى أحمر شفايف.
وفى العام التالى عام 1947 لعب بطولة فيلمه التاسع « أبوحلموس « والمأخوذ عن المسرحية الفرنسية بيشون، ثم كان آخر أفلامه العشر « غزل البنات « عام 1949 حيث توفى الريحانى قبل ان يكمل تصوير مشاهد الفيلم، وهو الفيلم الوحيد للريحانى الذى شارك فيه بالغناء دويتو « عينى بترف « مع الفنانة ليلى مراد، وهو أيضاً احد افلام الريحانى الثلاثة ضمن قائمة افضل مائة فيلم فى السينما المصرية، كما ان ذلك الفيلم شهد اول ظهور للفنانة هند رستم على الشاشة السينمائية، وإن كانت ظهرت فى مشهد وحيد ككومبارس صامت وهو مشهد فى أغنية « اتمخطرى ياخيل « وسط مجموعة الفتيات راكبات الخيل ويسرن خلف بطلة الفيلم ليلى مراد.
«وفاة الريحانى»
توفى نجيب الريحانى فى 9 يونيو 1949 بالمستشفى اليونانى بالعباسية، بعدما بلغ 60 عاماً وما يقرب من خمسة أشهر بعدما أصيب بمرض التيفود مما أثر على قلبه ورئتيه، وقد وصل لكبار المسئولين فى الدولة حقيقة مرضه وخطورته، حتى ان رئيس الوزراء مصطفى النحاس كان يتابع حالته المرضية، وأمر باحضار الحقن المخصصة للعلاج من مرض التيفود من الخارج، حيث كان ذلك المرض من الأمراض المستعصية فى ذلك الوقت، والمفارقة أن الحقن المضادة لذلك المرض قد وصلت مطارالقاهرة صباح يوم وفاته، إلا أن روحه لم تنتظر إحضارها من المطار للمستشفى ففارقت الحياة قبل وصولها.