في إنجاز طبي جديد يعكس التطور المستمر في المستشفيات الجامعية، نجحت وحدة أمراض الدم وزرع النخاع بمستشفى أبو الريش المنيرة في إجراء أول عملية زرع نخاع بعد إعادة افتتاحها في يونيو 2024، عقب توقف دام أربع سنوات بسبب أعمال التطوير والتحديث. يُعد هذا النجاح، الذي يحمل الرقم 66 في تاريخ الوحدة، انطلاقة جديدة نحو تقديم رعاية متقدمة للأطفال المصابين بأمراض الدم الخطيرة.
تم إجراء العملية لطفل يبلغ من العمر 13 عامًا كان يعاني من فشل نخاعي كامل (Severe Aplastic Anemia)، وهي حالة مرضية خطيرة تتطلب تدخلاً عاجلاً ودقيقًا. وبعد الفحوصات، تبيّن أن شقيقته الصغرى هي المتبرع المطابق، لكن نظرًا لكون وزنها نصف وزنه، تم الحفاظ على صحة المتبرع من خلال تقسيم عملية التبرع إلى يومين باستخدام أحدث طرق التبرع بالخلايا الجذعية، المعروفة بـ “Day Zero” المزدوج، حيث تم تقسيم عملية الزرع على يومين متتاليين لضمان نجاح العملية.
دخل الطفل المستشفى في ٨ يناير 2025، حيث خضع لتحضيرات مكثفة، وعُزل داخل كبسولة طبية معقمة مزودة بأحدث التقنيات لحمايته من أي مضاعفات محتملة. وبعد نجاح العملية، استكمل مرحلة التعافي داخل الوحدة، وخرج في حالة صحية مستقرة، ليُضاف هذا النجاح إلى سجل المستشفيات الجامعية في تقديم خدمات طبية عالية الجودة.
أكدت الدكتورة منى حمدي، رئيس وحدة أمراض الدم وزرع النخاع، أن إعادة تشغيل الوحدة بعد تطويرها مكّنتها من استقبال عدد أكبر من المرضى وتقليل قوائم الانتظار، مما يسهم في إنقاذ مزيد من الأطفال الذين يعانون من أمراض الدم المزمنة. كما ثمّنت الجهود الكبيرة التي بذلها الأستاذ الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات بجامعة القاهرة، في دعم إعادة تشغيل الوحدة، مشيرةً إلى دوره في توفير الأجهزة الحديثة والمستلزمات الطبية اللازمة، بالتنسيق مع إدارة المستشفيات الجامعية.
من جانبه، أكد الدكتور حسام صلاح أن نجاح أول عملية زرع نخاع بعد إعادة تشغيل الوحدة يعكس التزام جامعة القاهرة بتقديم خدمات طبية متقدمة وفقًا لأحدث المعايير العالمية. كما شدد على الدور المحوري الذي تلعبه المستشفيات الجامعية، وعلى رأسها مستشفى أبو الريش المنيرة، في توفير العلاج المجاني للمرضى غير القادرين، دعمًا لرؤية الدولة في تحقيق العدالة الصحية.