«الشيطان يعظ».. هذا هو الوصف الدقيق لخطاب رئيس وزراء اسرائيل فى الكونجرس وتسويقه للكذب وتغييب الحقيقة المرة انه «مجرم» حرب قاتل أطفال فلسطين الذى يرتدى ثوب الواعظين من التوراتيين.. وصدقت نانسى بيلوسى رئيس مجلس النواب الأمريكى السابقة عندما قالت انه «الأسوأ» فى المقارنة بالشخصيات التى ألقت خطابا داخل قاعة الكونجرس فى تاريخه.. فهو كما ردد السيناتور بيرنى ساندرز ليس فقط مجرم حرب بل «كاذب».. هل نظر «النتن ياهو» إلى المرآة وهو يلقى خطابه وهو يرى المئات من أطفال فلسطين يواجهون القتل والجوع والتشريد والدمار من حكومة لا تعرف غير التطرف والعنصرية عنوانا.. أى خطاب وأى كونجرس يستمع لمجرم حرب مطلوب من محكمة العدل الدولية.. وهذا ليس غريبا ممن سبقوه من رؤساء وزراء الكيان وكانوا أعضاء فى الهاجانه قبل قيام اسرائيل كانوا أيضاً مطلوبين للعدالة «wanled» شامير وبن جوريون وبيجن وجولدا مائير وبيريز ورابين وبعده شارون وديان فى قائمة طويلة من النازيين الجدد والذين لا يليق أن يحملوا لقب سوى العنصريين «لا عهد ولا ثقة فيهم».
كيف لهذا العنصرى أن يتحدث عن السلام ويده ملوثة وملطخة بدماء الأبرياء أبناء فلسطين العزل من السلاح الخداع الذى استخدمه نتنياهو فى خطابه جعل الكثيرين من أعضاء الكونجرس لا يحضرون كى لا يكونوا شركاء فى هذه «المهزلة» التى أراد أن يروجها فى خطابه «يضلل» به المجتمع الدولى «الصامت» أمام أعمال الإبادة الجماعية لشعب أعزل.. ذهب لأمريكا وسط معركة انتخابية باقى لها 100 يوم ليتولى كرسى الرئاسة رئيس أو رئيسة لأكبر دولة فى العالم.
الفشل يحيط بـ «نتنياهو» الذى يعلم تماما ان ايقاف الحرب يعنى انه أمام المحكمة فى اليوم التالى فى قضايا الفساد العائلى داخل الكيان الصهيونى ذهب «النتن ياهو» إلى أمريكا مصطحبا بعض عائلات المحتجزين لدى المقاومة فى خداع عالمى انه «الضحية» ونسى ان الصراع العربى – الاسرائيلى عمره 76 عاما من الخداع والكذب والتضليل وضرب بكل حلول السلام عرض الحائط والمقررات الأممية ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية.. واعتراف أكثر من 145 بدولة فلسطين .. أى خداع وتزوير للتاريخ يسوقه نتنياهو على جثث أكثر من 40 ألف شهيد فلسطينى وأكثر من 100 ألف جريح فى عالم ينظر بصمت لأسوأ مجازر فى التاريخ الحديث.
الأكذوبة الأكبر التى زادت غضبى وأنا أسمعه انه يحارب «الارهاب» والسؤال هل محاربة ما اسماه «الارهاب» هو قتل الأطفال الأبرياء وهدم المستشفيات وحضانات الأطفال المبتسرين «الخُدع» هل هذا التسويق للكذب سينطلى على أحد ومذابحه اليومية تتصدر شاشات العالم.. فعلا الوقاحة ليس لها حدود.. ان الرد الذى كان مهما هو تلك المظاهرات التى وقعت أمام الكونجرس تصفه بأنه «مجرم» ومطلوب للعدالة ويجب القبض عليه وهذا لم يكن فى مكان واحد بل فى الجامعات وأمام مبنى الكابيتول.
لا أعتقد ان الأجواء المشحونة فى واشنطن وسط أزمات انتخابية لم تر أمريكا مثلها منذ جورج واشنطن إلى اليوم ستغسل وجه هذا «المجرم» سواء مقابلة «كا مالا هاريس» أمل الديمقراطيين فى الإطاحة بشعبوية ترامب الطامح بالعودة إلى البيت الأبيض.. وظن ان نتنياهو الذى ذهب إلى واشنطن لإلقاء خطابه فى مكان مألوف له وهى رابع مرة يلقى خطابات فى هذا المكان متفوقا على رئيس وزراء بريطانيا «تشرشل».. لكن لو قارن بين خطابه هذه المرة وخطابه عام 1996 سيجد ان الانتقادات كثيرة وان كثيرا من نواب الكونجرس لا يثقون فى نتنياهو «الكاذب» و»المضلل» الذى يسعى للخروج من المستنقع الذى وجد نفسه فيه فى موسم انتخابى مرتبك.. وهنا يعيد ما قاله «تشرشل» أملاً فى مده بالمال والسلاح مقولة تشرشل إبان الحرب العالمية الثانية «اعطونا الأدوات بشكل أسرع سننهى المهمة بشكل أسرع» هذا الكلام بعد عقود عندما يردده هذا العنصرى يجعلنا نؤكد ان خسائر اسرائيل فى هذه الحرب بلغت أقصى مدى.. وان نتنياهو هو المتهم بالفساد يحاول انقاذ نتنياهو «المجرم» وكلاهما واحد.. فانتصار المقاومة فى عملية طوفان الأقصى كشف الغرب والعالم وأكد ان حقوق الشعب الفلسطينى لا تضيع وان غسل ماءالوجه لا ينظف قبيحا.. وللحديث بقية.