انتشار الأمراض الجلدية بين النازحين .. 9 ٪ من سكان القطاع هُجّروا
بعد نحو 300 يوم من العدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة، لم يجن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى أية مكاسب سوى المزيد من العار فى سجلات التاريخ بعد إزهاق الأرواح والدمار والانتقام بلا هوادة. كانت آخر قرارات نتنياهو الانتقامية منع اطفال غزة من العلاج فى الامارات ردا على مقتل اطفال الجولان السورية المحتلة فى هجوم مجدل شمس.
أمر نتنياهو أمس بتأجيل مغادرة الأطفال المرضى والجرحى من قطاع غزة لتلقى العلاج فى الإمارات وفق مصدر مطلع لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.
وبحسب المصدر فإن نتنياهو قرر تأجيل خروج الأطفال من القطاع ردا على مقتل 11 طفلا جراء القصف الصاروخى فى مجدل شمس. وذكرت جمعية الأطباء من أجل حقوق الإنسان أن القرار هو «لعبة قاسية من قبل الحكومة الإسرائيلية على حياة الأطفال».
كان من المفترض أن تقلع أمس طائرة أولى تقل نحو 250 طفلا مريضا من قطاع غزة إلى الإمارات.
فى الوقت نفسه، أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلى فتح تحقيقا عسكريا فى شبهة انتهاك جنود إسرائيليين للقانون الدولى بتفجيرهم خزان مياه الشرب الرئيسى فى رفح بقطاع غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن جنودا من اللواء 401 بالجيش الإسرائيلي، فجروا خزان المياه بعبوات ناسفة بموافقة قادتهم المباشرين، لكن دون الحصول على موافقة قادة المنطقة الجنوبية بالجيش.
ويقع خزان المياه فى حى تل السلطان قرب المناطق الإنسانية التى حددها الجيش على أنها آمنة، ورغم ذلك، صور أحد الجنود عملية تفجير خزان المياه وقال إنها تكريم «ليوم السبت».
وتبلغ سعة الخزان، الذى تم تمويله عام 2018 من الحكومة اليابانية والـUNDP ثلاثة آلاف متر مكعب، وكان مصدر المياه الصالحة للشرب لسكان القطاع الذى نزحوا إلى مدينة رفح، قبل توغل القوات الإسرائيلية فى المدينة جنوب القطاع.
يأتى ذلك بينما تراكمت الهموم على النازحين بعد انتشار سلسلة من الأمراض المرتبطة بالتكدس وعدم توفر المياه النظيفة فى صفوف النازحين بقطاع غزة، من أبرزها الأمراض الجلدية التى ظهرت على اجساد الأطفال وتسبب لهم آلاما مبرحة.
وبحسب إحصائية للمكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة، أن عدد النازحين الذين أصيبوا بأمراض معدية نتيجة رحلات النزوح المتكررة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة بلغ أكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني. وأوضح المكتب ان 350 الف فلسطينى أصيبوا بأحد الأمراض الجلدية داخل مخيمات النزوح.
من جهته ارجع محمد صقر مدير التمريض فى مجمع ناصر الطبى انتشار الأمراض الجلدية بين صفوف النازحين لتلوث البيئة، وانعدام المياه النظيفة وكذلك عدم توفر الطعام الصحي. وأشار إلى ان تراكم كميات كبيرة من النفايات قرب خيام النازحين وانتشار مياه الصرف الصحى من العوامل المؤدية لانتشار الأمراض الجلدية.
يذكر أن مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، «أوتشا»، قال إن 9٪ من سكان قطاع غزة تم تهجيرهم خلال الأسبوع الماضى فقط بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
أوضح المكتب الأممى أن 29 ألف شخص كانوا موجودين فى المنطقة التى أمر الاحتلال بإخلائها الأحد الماضي. وأضاف أن النزوح المتكرر يحرم المدنيين من البقاء على قيد الحياة بكرامة.
وذكر أن شركاء الأمم المتحدة فى المجال الإنسانى يقدرون أن أكثر من 190 ألف فلسطينى شُردوا هذا الأسبوع من خان يونس ودير البلح منذ صدور أمر الإخلاء. ولا يزال مئات آخرون عالقين فى شرق خان يونس مع تواصل القتال.
ورغم كل هذه المعاناة، مازالت إسرائيل تشتهى المزيد من الدماء، حيث أعلنت وزارة الدفاع لدولة الاحتلال أمس، أنها أبرمت عقدا بقيمة 220 مليون دولار مع شركة أنظمة «إلبيتElbit» الإسرائيلية لشراء قذائف هاون دقيقة التوجيه.
قالت الوزارة الإسرائيلية إنها اشترت قذائف هاون من نوع «Steel Sting» من طراز PGMs، لتسليح الذراع البرية للجيش الإسرائيلي، وهو عبارة عن قنبلة هاون دقيقة، تجمع بين التوجيه بالليزر ونظام تحديد المواقع العالمى (GPS).
كانت الطائرات الإسرائيلية قد واصلت أمس قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 297 من الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي٠
وزارة الصحة بغزة قالت إن الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 66 شهيدا 241 اصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية. ولفتت الى انه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدنى الوصول اليهم.
أجبر الاحتلال الاسرائيلى عشرات الآلاف من سكان مخيمى البريج والنصيرات على النزوح بعد إصداره قرارات إخلاء شملت كامل مخيم البريج والأجزاء الشمالية والشرقية لمخيم النصيرات بوسط القطاع.
من ناحية أخري، وعلى صعيد الدعم الدولى للقضية الفلسطينية، ابلغ رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر الرئيس الإسرائيلى يتسحاق هرتسوغ إن هناك حاجة إلى «خطوات فورية» نحو وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
وقال مكتب ستارمر فى بيان «إن الخطوات ضرورية حتى يمكن إطلاق سراح الرهائن وتقديم مساعدات إنسانية إضافية لمن هم فى أمس الحاجة إليها».
جاء فى البيان أن «رئيس الوزراء أكد مجددا دعمه المستمر لحق إسرائيل فى الدفاع عن النفس وفقا للقانون الدولي». التقى ستارمر بهيرتسوغ فى باريس، حيث كانا حاضرين فى الألعاب الأولمبية.
كما أعلنت الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، فى بيان رباعي، الإثنين، التزامها بدولة فلسطينية «تأخذ فى الحسبان المخاوف الأمنية المشروعة لإسرائيل»، فى إطار حل الدولتين الذى يحقق السلام فى الشرق الأوسط.
أضافت الدول الأربع، فى البيان، أنه «يجب أن تتوقف الأفعال التى تقوض فرص حل الدولتين مثل التوسع الاستيطانى الإسرائيلى والتطرف العنيف من كل الأطراف».
واجتمع كبار الدبلوماسيين من اليابان والولايات المتحدة وأستراليا والهند فى طوكيو، أمس، لمناقشة المخاوف الأمنية والدعم المشترك لتعزيز السلامة البحرية والأمن السيبرانى فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ وسط توترات متزايدة مع الصين.