ماذا تريد إسرائيل؟! وماذا يحدث داخل إسرائيل؟!
وماذا يريد رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو؟!
صحيفة لوموند الفرنسية أكدت فى افتتاحيتها مؤخراً أن إسرائيل قد أصبحت فى حالة حرب دائمة وأبدية.. لا تتوقف ولا تنتهي!!
العالم يتحدث الآن عن قصة واحدة.. قصة حالتين من حالات وقف إطلاق النار فى لبنان.. وفى قطاع غزة.
وفجأة.. تغيرت استراتيجية إسرائيل.. من ردع ميليشيات حزب الله إلى ضرورة القضاء على ميليشيات حزب الله نهائياً فى جنوب لبنان.. ومن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة إلى ضرورة القضاء على حركة حماس نهائياً وتحقيق النصر الكامل فى الحرب على قطاع غزة.. وبدأت إسرائيل تنفيذ مخطط شيطانى لترحيل أبناء الشعب الفلسطينى من أرضه فى غزة.
أكد نتنياهو أنه لن يتراجع بدون تحقيق النصر المطلق على حماس وتحقيق الأمن المطلق لإسرائيل.
وتقول صحف تل أبيب إن الأمن المطلق لإسرائيل لن يتحقق إلا من خلال القيام بتدمير الجيش السوري.. ونزع سلاح سوريا بالكامل.. ومنع الجيش السورى من إعادة بناء نفسه من جديد.. واحتلال جنوب لبنان واحتلال أراضى سوريا من الجولان.. حتى جنوب دمشق!!
خطة شيطانية
ويؤكد وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتز أن كل ما تقوم به إسرائيل حالياً يتم بالتنسيق الكامل بين تل أبيب وواشنطن.. وبضوء أخضر من إدارة الرئيس ترامب.. وقد بدأت إسرائيل فعلاً فى تنفيذ خطة شيطانية لترحيل أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة من أراضيهم.
وقامت قوات الغزو والاحتلال الاسرائيلى فى غزة بترحيل 70 فلسطينياً لديهم جوازات سفر أوروبية.. عبر قاعدة رونين الجوية الإسرائيلية فى صحراء النقب فى طائرة عسكرية رومانية أقلتهم إلى جهة غير معلومة فى أوروبا.. وذلك تنفيذاً لخطة الرئيس الأمريكى ترامب فى إقامة ريفيرا الشرق الأوسط فى قطاع غزة.
اعترف وزير الدفاع الإسرائيلى كاتز.. بأنه لا توجد دولة واحدة فى العالم تبدى استعدادها لاستقبال أعداد كبيرة من اللاجئين من أبناء فلسطين، وقد أقامت إسرائيل مكتباً خاصاً أو وكالة للتهجير لتشجيع الفلسطينيين الراغبين فى الرحيل على مغادرة غزة إلى أى دولة أو جهة تريدهم أو تقبل بوجودهم فيها.
واعترفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية بأن موجة جرائم الحرب والهجمات الجوية الإسرائيلية الدموية على الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة ليس لها من هدف سوى إجبار أبناء غزة على الرحيل بالقوة المسلحة أو مواجهة خطر الموت بالغارات الجوية التى لا تتوقف ويسقط فيها مئات الضحايا يومياً.
وتعترف تل أبيب علناً بأن نتنياهو يرفض تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.. ويريد الإفراج عن بقية الرهائن بدون تقديم أى تنازلات. وبدون إنهاء الاحتلال الإسرائيلى لقطاع غزة.. نتنياهو يريد تحقيق النصر الكامل على حركة حماس.. ويريد تحقيق الأمن المطلق لإسرائيل على حدودها الجنوبية مع قطاع غزة.
يؤكد اليمين الصهيونى المتطرف فى حكومة نتنياهو أنه ينتظر الضوء الأخضر الأمريكى لإعلان ضم الضفة الغربية نهائياً لأراضى إسرائيل.
لكن معهد الأمن القومى الإسرائيلى فى تل أبيب يرفض أن يحدث ذلك فى ظل الظروف الراهنة.. حيث يعيش ٣ ملايين من أبناء الشعب الفلسطينى فى مدن وقرى الضفة الغربية..
الأمن المطلق
هكذا يوصى معهد الأمن القومى الإسرائيلى فى تل أبيب بعدم ضم أراضى الضفة الغربية.. بدون التطهير العرقى الشامل وطرد كل أبناء الشعب الفلسطينى من القدس ومدن وقرى الضفة الغربية.. وهذا هو السر وراء تصعيد هجمات المستوطنين الصهاينة ضد أبناء الشعب الفلسطينى فى مدن وقرى الضفة الغربية فى جرائم تطهير عرقى واسعة النطاق.. بضوء أخضر أمريكى ساطع وواضح.
وتستغل إسرائيل نظرية تحقيق الأمن المطلق لحدودها مع قطاع غزة ومع لبنان وسوريا.. من أجل الغزو والتوسع واحتلال المزيد من الأراضى العربية.. وليس فى القدس والضفة وغزة فقط.
نعم.. إسرائيل تسعى لتحقيق الأمن المطلق لحدودها مع قطاع غزة ومع لبنان.. وفى الصراع العسكرى مع إيران.. وتعتمد فى ذلك أساساً على ترسانتها من الأسلحة النووية ولكن خبراء الاستراتيجية يحذرون من أن المبالغة فى الاعتماد على نظرية الأمن المطلق قد تكون هى أقصر طريق يؤدى إلى الانهيار والسقوط.
ففى 1988.. أكد الأمريكى بول كيندى أن الاتحاد السوفيتى قد تمكن من تحقيق الأمن المطلق لوجوده وحدوده.. بأقوى ترسانة نووية فى العالم.. وفى عام 1991 بعد ثلاثة أعوام فقط انهارت امبراطورية الاتحاد السوفيتى السابق.. وانفصلت جمهورياته.. وتحولت إلى دولة مستقلة.. واختفى الاتحاد السوفيتى من خريطة العالم.. فى أسوأ كارثة استراتيجية تعرضت لها روسيا فى القرن العشرين.
وفشلت نظرية تحقيق الأمن المطلق.. حتى بالأسلحة النووية!! .
لكن ماذا يحدث فى إسرائيل من الداخل.. وقد ظهر آهارون باراك رئيس المحكمة العليا السابق فى إسرائيل على شاشات القناة الثانية عشرة فى التليفزيون الإسرائيلى ليعلن أنه يشعر بالخوف والرعب لأن الأوضاع تتدهور بسرعة داخل إسرائيل بصورة قد تؤدى سريعاً لاشتعال حرب أهلية.
أكدت قناة التليفزيون الإسرائيلية أن الصراعات السياسية الداخلية تتصاعد فى إسرائيل.. سواء بين أحزاب المعارضة وأحزاب الائتلاف المتطرف الحاكم بقيادة نتنياهو.. أو بين نتنياهو ورئيس جهاز الأمن الداخلى رونين بار.. الذى صدر قراراً بإقالته.. وأخيراً التوتر بين نتنياهو والمحكمة العليا فى إسرائيل.
أثناء إذاعة البرنامج توقف الإرسال فجأة للإعلان عن قيام سلاح الطيران الإسرائيلى بالتصدى لصاروخ باليستى انطلق من اليمين فى اتجاه مطار بن جوريون.. وهذا يؤكد ما قاله آهارون باراك أن الصراعات الداخلية فى إسرائيل تتصاعد وإسرائيل فى حالة حرب يرفض نتنياهو أن تنتهى أو تتوقف.
قرار بالإعدام
يعترف الإسرائيليون بأن نتنياهو لا يريد الاستمرار فى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار واستكمال الانسحاب الإسرائيلى من غزة مقابل الإفراج عن بقية الرهائن.
عائلات الرهائن تتهم نتنياهو حالياً بأن قراره باستئناف الحرب فى غزة.. هو فى الواقع قرار بالإعدام ضد بقية الرهائن.
الجبان
اليمين الإسرائيلى المتطرف مازال يتمسك بضرورة القيام بانقلاب ضد النظام القضائى فى إسرائيل على حساب الأسس الليبرالية.. وهذه قضية أخرى تلهب الصراع الداخلى فى إسرائيل.
كبار الكتاب الصهاينة يقولون هذا هو نتنياهو الذى يرفض أن يتحمل مسئولية الفشل العسكرى الإسرائيلى فى مواجهة هجوم حماس.. ونتنياهو قد يحاول حتى منع إجراء الانتخابات العامة الإسرائيلية فى موعدها خلال أكتوبر 2026.
لقد تضاعفت مشاعر العداء والكراهية بين المعارضة والحكومة فى إسرائيل..
مرحلة دموية جديدة
قرار مواصلة الحرب.. يضمن لنتنياهو البقاء فى السلطة ولذلك أعلن أن هذه الضربات الجوية الجيدة على قطاع غزة مجرد بداية.
ويقول بول بيلر إن نتنياهو يدعى أن هذه الهجمات الجوية الدموية تستهدف تدمير حماس مع أن هذه الهجمات الجوية من المستحيل أن تحقق لنتنياهو ما فشل الجيش الإسرائيلى فى تحقيقه خلال 16 شهراً من الحرب حتى الآن.. ويؤكد بيلا أن هذه الهجمات الجوية الإسرائيلية فى الواقع رحلة جديدة من جرائم التطهير العرقي.. ضد أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة.
إدراة ترامب ساهمت فى التوصل لوقف النار.. لكنها شجعت إسرائيلى على التخلى عن الاتفاق وأعطت لنتنياهو الضوء الأخضر لاستمرار الحرب.. ودافعت عن إسرائيل أمام مجلس الأمن الدولي.
خطة ترامب
وقد أعطى ترامب إسرائيل مؤخراً صفقة جديدة من الأسلحة الأمريكية والقنابل المضادة للأنفاق والخناق العميقة تزيد قيمتها على 12 مليار دولار.. والهدف هو أن تتمكن إسرائيل من مواصلة الحرب للوصول إلى هدف التهجير.
أمريكا تشترك الآن مع إسرائيل فى صنع أبشع كارثة دموية يتعرض لها الفلسطينيون.. أمام أنظار العالم كله.
وفى الضفة الغربية تقوم إسرائيل بهجمات عسكرية وحشية ضد مدن وقرى ومعسكرات اللاجئين فى الضفة الغربية.. هكذا يتكرر فى الضفة الغربية سيناريو جرائم الحرب والتطهير العرقى لأبناء الشعب الفلسطيني.
يقول بول بيلر من الواضح أن المستوطنين الصهاينة يريدون إزالة الوجود الكامل لأبناء الشعب الفلسطينى من الضفة الغربية والقدس.. كما يحدث فى غزة.. وخطة ترامب كانت عامل التشجيع المعلن لجرائم التطهير العرقى لإنهاء الشعب الفلسطيني.
الحرب على سوريا
وهناك حملة عسكرية إسرائيلية جديدة ضد سوريا.. تستهدف جميع قواعد الجيش السورى رغم أنه لم يتم إطلاق رصاصة واحدة من سوريا ضد إسرائيل منذ سقوط بشار الأسد.
وقامت إسرائيل باحتلال المزيد من الأراضى السورية خارج مرتفعات الجولان.. على الطريق إلى دمشق.
ويؤكد بول بيلر أن الحرب الإسرائيلية المتواصلة ضد غزة ولبنان وسوريا.. تستهدف تحقيق الأمن المطلق لإسرائيل حتى لو أدى ذلك لانعدام الأمن بالنسبة لجميع الأطراف الأخري.. إسرائيل تريد الأمن المطلق.. والتوسع فى أراضى الدول العربية المجاورة والاستيلاء على كل أراضى فلسطين.
ويؤكد بول بيلر أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تجد نفسها تتورط فى الحرب إلى جانب إسرائيل فى الشرق الأوسط.. ليس فقط ضد إيران أو الحوثيين.
أمريكا وإسرائيل يريدان حرمان إيران من إنتاج الأسلحة النووية مع أن إسرائيل دولة نووية منذ عشرات السنين وأمريكا قوة نووية عظمي.