لم يحمل خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى الكونجرس الأمريكى أى مفاجآت، ولم يخرج عن المتوقع له باستمرار الاداعاءات والمزاعم بالنصر فى حربه الغاشمة على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 9 شهور.
لكن اللافت فى الخطاب هو رد الفعل من جانب غالبية أعضاء الكونجرس الذين وصفوا الجلسة بأنها «تاريخية» ودخلوا فى نوبة تصفيق حادة كلما نطق نتنياهو أمامهم. ورصدت وسائل الإعلام أن التصفيق بلغ عددا قياسيا بـ 81 مرة فى الكلمة التى جاءت فى نحو 52 دقيقة منذ دخوله إلى القاعة وسط احتفاء واسع، بمعنى أن معدل التصفيق لنتنياهو داخل الكونجرس، كان مرة كل نحو 40 ثانية بشكل متقطع.
وشهد دخول نتنياهو من قاعة الكونجرس وصولًا إلى المنصة الرئيسية لإلقاء كلمته أكبر فترة للتصفيق، بلغت نحو 3.13 دقيقة، حتى إعلان رئيس مجلس النواب الأمريكى مايك جونسون منحه الكلمة.
فى المقابل، غاب ما يقرب من نصف الديمقراطيين فى مجلسى النواب والشيوخ عن خطاب نتنياهو، احتجاجًا على مواصلة نتنياهو الحرب فى غزة. وبررت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكى والمرشحة المحتملة لانتخابات الرئاسة غيابها عن الخطاب بضرورة قيامها بتنقّل كان مقررا من قبل، على الرغم من أنه كان يفترض وفق البروتوكول أن تترأس الجلسة.
وكان من بين المقاطعين رئيسة مجلس النواب السابقة نانسى بيلوسى وعضو الأغلبية السابق فى مجلس النواب جيم كلايبورن، والنائب ألكساندريا أوكاسيو كورتيز.
من جانبها، وصفت نانسى بيلوسي، الخطاب الذى ألقاه نتيناهو بأنه الأسوأ مقارنة بأى شخصية أجنبية أخرى تمت دعوتها ومنحها شرف مخاطبة كونجرس الولايات المتحدة.
وقالت بيلوسى فى منشور عبر حسابها على منصة «إكس»: كنا نأمل أن يقضى رئيس الوزراء وقته فى تحقيق هدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يعيد الرهائن».
فى الوقت نفسه، لجأ النائب الديمقراطى الأمريكى جيرى نادلر لطريقة خاصة فى التعبير عن الاستياء من حضور نتنياهو أمام الكونجرس وفضل عدم التغيب لتسجيل موقفه، حيث ظهر نادلر جالسا فى مكانه المخصص يتصفح كتاب «سنوات نتنياهو» المعروف بانتقاده الشديد للمسؤول الإسرائيلي، بينما كان الحضور يتجهزون لبدء خطاب رئيس الوزراء أمامهم.
يأتى هذا بينما يلتقى نتنياهو فى واشنطن بالرئيس الأمريكى جو بايدن ثم نائبته كامالا هاريس فى اجتماعين لا يتوقع أن يلقى خلالهما التجاوب نفسه كما فى الكونجرس.
وسيسعى بايدن الذى أعلن تخليه عن الترشح لولاية ثانية، لممارسة المزيد من الضغط على نتنياهو على أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر بين الجيش الإسرائيلى وحركة حماس فى قطاع غزة.
وبالرغم من تأكيد بايدن دعمه لإسرائيل منذ اندلاع حرب غزة، لكنه فى المقابل يوجه انتقادات متزايدة لإسرائيل مع تزايد حصيلة القتلى المدنيين فى القطاع.
فى السياق، قال مسؤول أمريكى كبير إن بايدن سيحاول معالجة بعض «الثغرات الأخيرة» المتبقية قبل التوصل إلى اتفاق، عندما يستقبل نتنياهو فى البيت الأبيض.
وكشفت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية عن توقعات بأن يتخذ بايدن موقفًا أكثر صرامة وحزمًا تجاه نتنياهو خلال لقائهما فى ظل تصاعد الضغوط على بايدن للعب دور أكثر فاعلية فى إنهاء الصراع بغزة وتحقيق تقدم فى مفاوضات وقف إطلاق النار.
وأوضحت المجلة أن الرئيس الأمريكى وضع استراتيجية جديدة للتعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، فبعد أشهر من الدعم العلنى المتحفظ، يخطط بايدن لمناقشة قضايا حساسة بشكل مباشر وصريح مع نتنياهو.
وتشمل هذه القضايا استخدام إسرائيل للقنابل واسعة النطاق فى غزة، التى أدت إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين، بالإضافة إلى الرد الإسرائيلى على الهجمات الأخيرة من قبل الحوثيين فى اليمن.
ونقلت «بوليتيكو» عن مسؤول أمريكى رفيع المستوي: ان « بايدن مصمم على تحقيق تقدم ملموس فى هذا اللقاء، لقد تجاوزنا مرحلة المجاملات الدبلوماسية ونحن الآن فى وضع يتطلب إجراءات حاسمة».
من ناحية أخر ي كشفت نيويورك تايمز أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قد يسحب اعتراض الحكومة البريطانية السابقة علي طلب المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتيناهو