هل تصدق أن نتنياهو «يعظ».. بطبيعة الحال البشر لا يصدقون أن الشيطان يدعو للخير والسلام، فكيف يصدقون نتنياهو عندما يرتدى ثياب الواعظين، لقد تفوق على إبليس وأبنائه وأحفاده وتجاوزت شروره عقول بنى الإنسان، وتغلب على الجميع من الأشرار على مدار التاريخ فى الإبادة والقتل، للأطفال والنساء والمدنيين والشيوخ بدم بارد، فى الفساد والإفساد، فى الطغيان، فى الكذب والاحتيال، فى ضرب كل الفضائل والأخلاق، والرحمة، لذلك بات أشرار هذا العالم يتعلمون منه، ويحرصون على قراءة مجلداته فى علوم الدمار والخراب والقتل.
تخيل أن يخرج عليك نتنياهو وهو أشد أنواع المجرمين فتكًا وفسادًا ويتحدث عن الخير والسلام والحرية والعدالة، وحقوق المرأة، والحياة وهو الأكثر فصاحة ولباقة فى الحديث عن الشر والخراب، والدمار، والإبادة، والفساد، والفشل، والإنانية، والفاشية، قادر على أن يدرس ويعلم الشيطان، فنون الشر فى أحقر معانيها.
ولك أن تتخيل أيضا أن يخرج نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى المتطرف، ليقدم العظات والنصائح للشعوب، أى شعوب، ربما تدرك أن «القيامة ستقوم وأن ذلك من علامات الساعة» فقد فوجئت بأن نتنياهو يوجه نصائحه للشعب الإيرانى وهنا أقصد مضمون حديثه أتوقف عند ما قاله من نصائح وعظات الشيطان موجهًا كلامه وحديثه للشعب الإيراني، قائلاً «لا تدعو أحلامكم تموت، المرأة، الحياة، الحرية، لا تفقدوا الأمل واعلموا أن إسرائيل وآخرين فى العالم الحر يقفون إلى جانبكم» عندما قرأت هذا الكلام الصادر عن شيطان قلت إن لم تستح فأفعل ما شئت، قاتل وفاسد وفاشل يدعو إلى الفضائل، وله دفاتر فى علوم الشر، من يتصفحها يجد أنه شيطان فى صورة إنسان وقد فعلها إبليس من قبل عندما ظهر فى صورة عربي، لايقاع الفتنة فى قريش.
نتنياهو على مدار أكثر من 400 يوم لم يرحم فيها صراخ الأطفال، قتلهم بدم بارد، وكذلك النساء والشيوخ، وحوَّل قطاع غزة إلى مجرد أطلال واشلال، ناهيك عن حصار وتجويع، وقصف متواصل لمقرات مدارس ومراكز الإيواء.
نتنياهو يتحدث عن الأحلام والحياة، والحرية، وهو من مزق قوانين الإنسانية، واظهر بإجرامه عجزًا أمميًا وصمت وفشل دولي، ودمر النظام الدولى وإذا انتقلنا إلى المشهد اللبناني، فقد وصل عدد الشهداء إلى 3287 شهيدًا و14222 جريحًا، ودمار هائل خاصة وأن جيش الاحتلال لا يعرف شيئًا عن أخلاقيات الحرب، جل أهدافه الإبادة والقتل والتدمير، دون وجود أى ضمير أو وازع إنساني.
نتنياهو الذى يرتدى ثوب الواعظين، ودعاة السلام والحرية، متهم فى العديد من قضايا الفساد أبرزها «رشاوي»، واستدعته النيابة الإسرائيلية مؤخرًا، فطلب التأجيل بذريعة الانشغال فى الحرب، ولكن نيابة الاحتلال رفضت ذلك وبات مطالبًا بالمثول أمامها ناهيك عن تحقيقات قادمة فى قضية انكاره لمعرفة أى معلومات عن طوفان الأقصى لكن المعلومات الجديدة تشير إلى أنه كان على علم بنوايا الهجوم فى السابع من أكتوبر من العام الماضى ثم الفضائح المتلاحقة حول فساد مكتبه.
نتنياهو أيضا فاشل بدرجة امتياز يغامر بدولة الاحتلال، ويذهب بها إلى المجهول فإذا كان حقق نجاحات تكتيكية فانه لم يحقق أى انتصارات استراتيجية، ونزيف القتلى والجرحى فى جيش الاحتلال يتزايد بالإضافة إلى فقدان جيش الاحتلال القدرة على خوض معارك برية لم يفلح فى السيطرة أو الثبات أو التمسك بالأرض.
أهداف نتنياهو لم تتحقق لا يوجد نصر بعد أكثر من 400 يوم على العدوان، مجرد تدمير ممنهج قال إنه سيطلق سراح المختطفين، فشل زعم القضاء على قدرات المقاومة، ومازالت تسدد ضربات قاتلة لجيش الاحتلال، اطلق العنان للوعود بأنه سيعيد المستوطنين الصهاينة إلى مستعمرات الشمال، وبات الشمال مشتعلاً بالحرائق بفعل صواريخ حزب الله، أضف إلى ذلك النزيف الاقتصادى الخطير وتشكلت أجيال جديدة من الشباب فى أمريكا والغرب أكثر المؤيدين لدولة الاحتلال ترفض وتكره إسرائيل، ولعل المظاهرات والاحتجاجات فى جامعات وشوارع الغرب تشير إلى أن وجه الكيان ظهر على حقيقته أمام العالم، ولم يعد اصلاحه أو تجميله امرًا قابلاً للتزييف أو الخداع، فـ»الماشطة» لن تفلح فى فعل أى شيء مع «الوش» العكر نتنياهو رغم الخراب والدمار والقتل والإبادة التى أصاب بها قطاع غزة ولبنان إلا انه جلب لإسرائيل الكوارث والمصير المجهول وبات الكيان الأكثر قبحًا وكراهية فى العالم.
نتنياهو لم يترك جريمة إلا وارتكبها، لكن ما يضاف إلى ذلك هو أنه كذاب أشر، زعم واتهم مصر بالكثير من المزاعم والخزعبلات تارة أن مصر من تغلق معبر رفح وتمنع المساعدات وتارة أخرى ان الأسلحة التى تأتى إلى المقاومة الفلسطينية تآتى من مصر وإذا بالحقيقة تصفعه.. مقاتلات جيش الاحتلال هى من تستهدف وتدمر المعبر من الجانب الفلسطيني، ثم فضيحة قيام الإسرائيليين ببيع الأسلحة للمقاومة.
وإذا اجتهد البعض فى مصير نتنياهو ففى ظنى أن السجن هو الأقرب يعقبه موت اشبه بموت إرئيل شارون رئيس الوزراء المتطرف الذى تفوق عليه نتنياهو وربما يكون الاغتيال على يد أحد الصهاينة خلاصة انه يسرع من وتير القضاء على إسرائيل، رغم انه يراهن على دونالد ترامب، وعلاقتهم القوية، وربما اختار ترامب فريق إدارته من الصقور الأشد تطرفًا وانحيازًا لإسرائيل وكراهية فى فلسطين من أجل تنفيذ المخطط الذى تم الاتفاق عليه يدعم الصهيونية العالمية و هو يعجل بالنهايات المأساوية للكيان وعصابة المتطرفين من أصحاب الأوهام وأضغاث الأحلام.
فى النهاية يخرج نتنياهو فى ثياب الواعظين، فتلك آفة العصر، وهى الضربة القاصمة التى اسقطت أقنعة الزيف وأحاديث الأفك الأمريكية والغربية حول الحرية وحقوق الإنسان، والإنسانية وغيرها التى أضحت سلعًا منتهية الصلاحية بفضل اجرام نتنياهو ومساندة الغرب لهذا الإجرام الذى تجاوز الحدود..
تحيا مصر