فى تأكيد جديد على انها لا تريد سلاماً ولا وقفاً للحرب بل تصر على إفشال كافة جهود التهدئة، واصلت اسرائيل لليوم الثالث على التوالى عدوانها السافر على محافظتى جنين وطولكرم بالضفة الغربية المحتلة بينما وقعت اشتباكات مسلحة بين مقاتلين فلسطينيين ووحدات إسرائيلية وأعلنت اسرائيل استشهاد قائد حماس فى جنين واثنين من معاونيه.
شهدت مناطق مختلفة من الضفة المحتلة عدة اقتحامات إسرائيلية خلفت دماراً كبيراً فى البنية التحتية لا سيما فى مخيم نور الشمس بطولكرم بينما دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية فى جنين ومخيمها وما زالت هناك اعداد كبيرة من الضحايا تسقط بين شهيد ومصاب كما أن هناك تضييقا على المستشفيات.
بالتزامن مع ذلك واصل الاحتلال عمليات المداهمة والتفتيش لعشرات المنازل التى حولها إلى ثكنات عسكرية، بينما هدمت الجرافات الإسرائيلية أجزاء من مسجد خالد بن الوليد فى جنين.
فى السياق أعلن جيش الاحتلال استشهاد وسام حازم قائد حركة حماس فى جنين خلال تبادل لاطلاق النارموضحا أن حازم مسئول عن تنفيذ وتوجيه عمليات إطلاق نار وتفجير عبوات ناسفة إلى جانب أعمال أخرى فى الضفة الغربية. واضاف جيش الاحتلال أن طائرة بدون طيار استهدفت مجموعة من المسلحين الفلسطينيين وسط اشتباكات مع قواتها فى مدينة جنين بالضفة الغربية، مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء.
وتعانى مناطق واسعة من جنين والمخيم من انقطاع المياه بسبب تدمير خطوط المياه الرئيسية، إضافة لانقطاع التيار الكهربائى عن عدة حارات فى المخيم بعد إطلاق القوات الإسرائيلية النار على مولدات الكهرباء الرئيسية.
فى الأثناء اندلعت مواجهات مع قوات إسرائيلية اقتحمت مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية، فيما قالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، إن القوات الإسرائيلية اعتقلت 5 فلسطينيين من داخل المخيم.
وأوضحت الوكالة أن القوات الإسرائيلية اقتحمت «بلاطة» معززة بجرافات عسكرية، وسط إطلاق الرصاص الحى، وقنابل الغاز السام والصوت، مما أدى إلى اندلاع مواجهات داخل المخيم.
من جانبه قال مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فيليب لازارينى،، إن إسرائيل قتلت أكثر من 150 طفلاً فلسطينياً فى الضفة الغربية المحتلة، منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية البريطانية، عن بالغ قلقها إزاء العملية العسكرية التى ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلى حاليا فى الضفة الغربية المحتلة. وأوضحت الخارجية البريطانية أن هناك مخاطر جادة بشأن زعزعة الاستقرار مع وجود حاجة ماسة إلى خفض التصعيد، داعية السلطات الإسرائيلية إلى ممارسة ضبط النفس والالتزام بالقانون الدولى، كما طالبت باتخاذ إجراءات صارمة ضد أفعال أولئك الذين يسعون إلى إشعال التوترات.
فى الوقت نفسه، طالبت الصين، إسرائيل بالتوقف فورا عن جميع العمليات العسكرية فى قطاع غزة، وفتح جميع المعابر الحدودية، ووقف قمعها وتقييدها للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، ووقف هجماتها على الضفة الغربية، وكبح عنف المستوطنين وإفلاتهم من العقاب.
جاء ذلك على لسان قنغ شوانج، نائب ممثل الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة إحاطة فى مجلس الأمن الدولى بشأن الوضع فى الشرق الأوسط بما فى ذلك القضية الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالأوضاع فى غزة، استشهد 6 مواطنين على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وأصيب آخرون أمس فى قصف شنته طائرات الاحتلال الإسرائيلى ومدفعيته على أنحاء متفرقة فى قطاع غزة، ليرتفع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 23 شهيدا، وفقا لمصادر طبية.
وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال قصف مجموعة من المواطنين فى شارع العجارمة بمخيم جباليا شمال القطاع، مما أسفر عن استشهاد 4 مواطنين على الأقل وإصابة آخرين، جرى نقلهم إلى مستشفيى الشهيد كمال عدوان والإندونيسى. كما استشهد طفل وأصيب آخرون فى قصف الاحتلال منزلا فى مخيم المغازى وسط القطاع.
الى ذلك، أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلى، الجمعة، أن الفرقة 98 أكملت عملياتها العسكرية فى منطقتى خان يونس ودير البلح، بعد شهر من المعارك. وفى أبريل الماضى، أعلن الجيش الإسرائيلى انسحاب قواته من خان يونس، ثم عاد مجدداً، فى يوليو الماضى، إلى المنطقة الواقعة فى جنوب قطاع غزة.سياسيا، ذكرت قناة القاهرة الاخبارية أن جهود الوساطة الرامية إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار فى غزة، تلقت ضربة من المجلس الوزارى الأمنى المصغر للاحتلال «الكابينت»،بعد اقرار بقاء قوات من الجيش فى محور فيلادلفيا.