كل رئيس وزراء إسرائيلي لاسيما من اليمين المتطرف يراوده ذلك الحلم ألا وهو أن يكهن علي «مذبح الهيكل» علي غرار النموذج الذي قدمه الملك»داود» فهو كان ملكاً وكاهناً في نفس الوقت وهو ما يبرر لنا سبب إصرار «نتنياهو» علي المضي في الحرب وكل ما قام به من مذابح.. وقد صرح الحاخام «مامو» بأنهم كانوا عازمين علي ذبح «البقرة الحمراء» في أكتوبر 2023 وهدم «المسجد الأقصي» لذلك سمي هجوم حماس «بطوفان الأقصي»ٍ.. لقد كان «هنري مورجنثو»سفيراً للولايات المتحدة وعين فيما بعد علي رأس بعثة لإقناع الدولة العثمانية بالحياد وعدم دخول الحرب إلي جانب ألمانيا إلا أنه قد رأي أن حيادها لن يحقق هدفهم في إقامة الوطن القومي في فلسطين.. لعل ذلك هو السبب الحقيقي وراء إصرار «نتنياهو «علي المضي قدماً في الحرب ليس فقط للقضاء علي «حماس» بل وتحقيق حلم «إسرائيل الكبري» التي لا يألو جهداً في عرض خريطتها في كل لقاءاته..ناهيك عن إصراره علي مواصلة الحرب وتهجير الفلسطينيين بالدفع بهم إلي سيناء وهو ما تصدي له «الرئيس السيسي» لأنه يدرك تماماً أبعاد ذلك المخطط وتلك النوايا والمقاصد لإنهاء الوجود الفلسطيني من خلال الوطن البديل بالتوطين في سيناء والتهجير إلي عدة دول علي غرار الشتات اليهودي.. من هنا كثر الحديث عن احتمال نشوب حرب بين مصر وإسرائيل وتعددت الاراء هل ستقدم مصر علي الحرب بعد ما يقرب من 46 عاماً علي «اتفاقية السلام» لا سيما في ظل تلك الحالة من التوتر بينها وبين إسرائيل نتيجة لموقفها الحازم من تصفية القضية الفلسطينية وإعادة إعمار غزة والوقوف في وجه مشروع منتجع «ريفيرا» الشرق الأوسط.. وهناك تخو فات كثيرة داخل إسرائيل من فكرة المواجهة مع مصر وأنها ستكون مواجهة خاسرة ولهذا أقول أن الأيام أثبتت مدي الرؤية الثاقبة للقيادة السياسية وقراءتها للمستقبل من خلال إعادة بناء القوات المسلحة وتسليحها بأحدث الأسلحة لتصبح من القوي العظمي وتغيير معادلة القوة في المنطقة من خلال منظور أوسع للعلاقة الوثيقة بين «الأمن القومي المصري» و»الأمن القومي العربي».