نتنياهو بدأ يخسر الرهان بل ويضع بداية لنهاية الكيان فعليا
عقب أقل من 24 ساعة من قرار المحكمة الدولية الجنائية بوقف العمليات الإسرائيلية العسكرية فى غزة.. يعلن نتنياهو التحدى ويواصل المجازر فى رفح ويقوم بقصف متعمد لخيام النازحين بالقرب من مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» شمال غرب رفح الفلسطينية وأسفرت عن استشهاد أكثر من 45 شهيداً وإصابة حوالى 250 آخرين معظمهم من النساء والأطفال فى واحدة من أبشع المجازر وفى أقذر التحديات الإنسانية كحادث مأساوى فى استهداف المدنيين العزل.. وبينما يطالب العالم إسرائيل بتحمل مسئولياتها تجاه المدنيين وحذرت فيه مصر من انتهاكات الكيان الصهيونى وحذرت من دخول جيش الاحتلال إلى ممر فيلادلفيا.. لكن الحكومة اليمينية فى الكيان برئاسة نتنياهو تواصل تحدى العالم سياسياً وإنسانياً برغم أنه من المؤكد أن تخسر الرهان لأسباب عديدة أهمها هذا الاجماع الدولى إنسانياً وسياسياً ضد الكيان ورفض هذه الممارسات وتزايد أعداد الدول التى تعترف بدولة فلسطين خاصة فى أوروبا.. حيث دخل هذا الاعتراف حيز التنفيذ فعلياً وهو ما يؤكد أن نتنياهو بدأ يخسر الرهان بل ويضع بداية لنهاية الكيان فعلياً.
ومادامت القوى الصهيونية فى العالم خاصة فى أمريكا تساند الكيان فى كل الأحوال.. بل وتدعمه فى الباطل والعدوان فإن نتنياهو يعرف أنه سيظل طليق اليدين فى ضرب وقتل أصحاب الحق فى فلسطين خاصة غزة.. وبرغم الدعم الشعبى العالمى لفلسطين وأهل غزة فى الفترة الأخيرة حتى فى أمريكا نفسها.. وبرغم تزايد الاعتراف الدولى خاصة فى أوروبا بدولة فلسطين فإن نتنياهو مستمر فى عدوانه الظالم وخروقاته الخطيرة فى حق كل ما هو شرعى والغريب أن هناك جهات فى أمريكا وبعض الدول تحاول ترويج الروايات الإسرائيلية عن وجود مقاتلين فى حماس وسط المدنيين.. بل إنه بعد مرور حوالى 48 ساعة على المجزرة الإسرائيلية فى غنيم التى اعترف فيها بعض قادة الكيان الصهيونى بخطأ هذه الغارة المأساوي.. فإن الكيان وجه ضربة أخرى لمخيم للمدنيين أسفر عن استشهاد ما يزيد على 30 فلسطينياً فى رفح معظمهم من النساء والأطفال وكأنه يتحدى من جديد وهو فى الحقيقة يعلن عن سقوطه المروع إنسانياً وسياسياً بعد سقوطه العسكرى حيث وجهت المقاومة ضربات موجعة للكيان برغم الحصار والحرب غير العادلة ضد الفلسطينيين لأكثر من ثمانية شهور وتوقف المساعدات الإنسانية لأهل غزة مقابل الدعم اللامحدود عسكرياً وسياسياً من أمريكا للكيان لدرجة أن رئيس اللجنة الأمنية فى الكونجرس الأمريكى يحاول تمرير قرار باعتبار القوات الأمريكية التى تساند الكيان الإسرائيلى فى فلسطين المحتلة من قدامى الحروب وعددهم يزيد على 20 ألف جندى أمريكى يحاربون جنباً إلى جنب مع جنود الكيان الصهيونى ضد المقاومة.
لقد هدد الاتحاد الأوروبى بفرض عقوبات على نتنياهو والكيان ووجهت معظم دول العالم انتقادات جادة لإسرائيل وطالبوها بحماية المدنيين فى غزة وخاصة رفح وحذرت مصر أكثر من مرة من عواقب هذه التصرفات ولكن فيما يبدو أن نتنياهو يتعامل مع الموقف بمبدأ الطلقة الأخيرة لأنه يعرف جيداً أنه إذا لم يحقق أهدافه المعلنة فى هذه الحرب فإنه حتماً سيفقد وكل اليمنيين دورهم وهى بداية الانهيار السريع والمحتوم للكيان الصهيونى وهو ما يؤكده الصمود الفلسطينى الكبير رغم مواصلة العدوان الإسرائيلى برًا وجوًا على رفح على مرأى ومسمع من العالم كله ويتناسى البعض أنه ليس لها من دون الله كاشفة.