كلما اشتدت أعراض وأوجاع الفشل والإخفاق الإسرائيلى فى تحقيق أى أهداف معلنة وغير معلنة للعدوان الصهيونى على قطاع غزة، وأبرزها، تصفية القضية الفلسطينية، وتفريغ سكان القطاع من أى وجود لهم وإجبارهم على النزوح، وفشل مخطط التهجير والتوطين على حساب الأراضى المصرية وكلما ضاق الخناق على نتنياهو على صعيد الداخل الإسرائيلى أو على الصعيد الدولى والإقليمي.. كلما أطلق العنان للأكاذيب والمزاعم وخرج يهذى بأحاديث الإفك والخزعبلات، وتخاريف الفشل، يبحث فى جعبته الفارغة عن أى ألاعيب يحبط ويجهض بها أى محاولات أو وساطات لإنهاء العدوان وتبادل الأسري، وهو ما تكرر كثيراً خلال 11 شهراً بعد العدوان البربري.
فشل نتنياهو فى إطلاق الرهائن والأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية باستخدام الضغط العسكرى وحرب الإبادة، وجاء العثور على ست جثث من أسراه لدى حماس ليمثل المطرقة التى تهوى على رأس رئيس الوزراء الإسرائيلى الأكثر تطرفاً ومهما حاول فى إيجاد المبررات والذرائع إلا أن الداخل الإسرائيلى لم يقتنع بخزعبلات نتنياهو، وبات محاصراً ورغم ذلك لا يتوقف عن التعنت والإجرام. وإطلاق العنان للأكاذيب وهى وسيلته للفت الانتباه عن فشله وإخفاقه، وما يعانيه من حالة هياج وسخط إسرائيلى على ممارساته وسياساته وإحباطه لكافة الجهود التى تسعى إلى إبرام اتفاق ينهى العدوان، ويطلق سراح الأسري.
على مدار 11 شهراً، لم تتوقف أحاديث الإفك، والأكاذيب والخرافات والمزاعم التى يطلقها نتنياهو من اتهامات وإشارات خبيثة عن مصر، بدأت بأن القاهرة تحول دون دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، رغم أن المعبر مفتوح على مصراعيه من الجانب المصرى على مدار الساعة واليوم والأسبوع، لكن ممارساته وإجرامه وتعنته واستهداف جيش الاحتلال بالقصف أكثر من ٤ مرات، ثم تدميره من الجانب الفلسطيني، واحتلاله وهو الأمر الذى رفضته مصر جملة وتفصيلاً، متمسكة بنصوص الاتفاقيات السابقة والمترسخة، بوجود الجانب الفلسطينى على الجانب الآخر من المعبر، وأنها لن تتعامل مع الكيان فى إدخال المساعدات وهو موقف تاريخى ينبع من ثوابت وشرعية وقانونية متأصلة، وعلى مرات كثيرة آخرها تصريحات نتنياهو فى الثانى من سبتمبر الجاري، تتواصل خرافات نتنياهو وخزعبلاته بأن محور فيلادلفيا هو السبب الرئيسى فى دخول الأسلحة، وأن الأسلحة تدخل من الحدود المصرية، رغم أنه يعلم يقيناً أن مصر على مدار السنوات الماضية، عانت كثيراً وقامت بإغلاقه والقضاء على كافة الأنفاق، ونقلت المساكن الحدودية إلى الداخل، وشيدت جدارا فاصلا يحول دون بناء أنفاق جديدة، وأنها نجحت وانتصرت على الإرهاب منفردة، لذلك فإن نتنياهو يحاول دائماً إلقاء فشله وإخفاقه، وخوفه من الحساب من خلال إطلاق الأكاذيب والمزاعم حول دور مصر، وهو يريد بذلك تحقيق أهداف مريضة وخبيثة، أبرزها لفت الانتباه الإسرائيلى وانشغاله بهذه الاتهامات عن الفشل الكامل والشامل على كافة الأصعدة سواء فى تهجير الفلسطينيين، أو توطينهم فى سيناء حسب مخطط شيطانى تصدت له مصر بحسم وقوة، ورفضت كافة الضغوط والإغراءات والحصار، وغيرها من أساليب ووسائل رخيصة.
العثور على ٦ جثث من الرهائن والأسرى الإسرائيليين، أصاب المجتمع الإسرائيلى بالجنون، وصب جام غضبه على رئيس الوزراء الفاشل.. وهو ما حدا بنتنياهو أن يخرج بهذه التخاريف والمزاعم والأكاذيب عن مصر ليخطف انتباه شعبه لكن دون جدوي، فالإضراب، كان نتيجة حتمية.
نتنياهو الذى يجد سعادته فى استمرار العدوان على غزة ثم التوسع إلى الضفة وتدمير الأخضر واليابس، والحجر والبشر وتخريب البنية التحتية، والإمعان فى القتل والحرب والإبادة والتصعيد وتهديد المنطقة، وسط مخاوف من اندلاع حرب شاملة، يريد التستر والحماية ويجدها فى استمرار العدوان والتعنت وإحباط أى محاولة لإيقاف العدوان وتبادل الأسري، لأنه يخشى الحساب على أشياء كثيرة، ليس فقط الإخفاق والفشل وتهديد وحصد أرواح الإسرائيليين وإلحاق خسائر باهظة على كافة الأصعدة عسكرية وأمنية، واقتصادية، وعزلة، وهجرة عكسية وصلت إلى مغادرة مليون إسرائيلى للدولة الصهيونية دون رجعة، ثم ما حدث فى طوفان الأقصي، ناهيك عن عدم تحقيق أى هدف، ومصير الأسرى والرهائن الذين لا يعودون إلا قتلى وجثثا سواء بالقتل الخاطئ من جيش الاحتلال أو القصف الوحشي، لذلك يخشى المصير، المظلم، وانتهاء حياته السياسية ويسعى إلى استمرار اليمين المتطرف وأيضاً من قضايا فساد، ومحاولاته إجراء تغييرات فى منظومة القضاء الإسرائيلى لعبت فى صالحه، لذلك فهو محاصر من كافة الاتجاهات، ولا يجد أى مخرج سوى استمرار العدوان والتصعيد وحرب الإبادة، وإفشال أى جهود أو محاولات لوقف إطلاق النار والعدوان وتبادل الأسري، لأنه يدرك أن نهايته محتومة.
نتنياهو فى مأزق مرضى وسياسي، ويعانى من حالة متأخرة، باءت معها كل محاولات العلاج والإقناع بالفشل، فخوفه ورعبه على مصيره، ومستقبله السياسى والشخصى يدفعه إلى مثل هذه السلوكيات مثل الكذب والتمادى فى الإجرام، والتعنت والتلاعب، لذلك، لن ننتظر منه جديداً بات مكشوفاً، فكلما فشل، وضاق عليه الخناق الداخلى حلق أكثر فى فضاء الأكاذيب الواسع.
بيان الخارجية المصرية، رفض بقوة تصريحات نتنياهو فى محاولة بائسة للزج باسم مصر، وفسرتها بأنها محاولة لتشتيت انتباه الرأى العام الإسرائيلي، ثم عرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن والمحتجزين وعرقلة جهود الوساطة المصرية ـ القطرية ـ الأمريكية ورفض مصر لكافة المزاعم التى يتم تناولها من جانب المسئولين الإسرائيليين.. وحملت مصر الحكومة الاسرائيلية عواقب إطلاق مثل تلك التصريحات التى تزيد من تأزيم الموقف وتبرير السياسات العدوانية والتحريضية التى تؤدى إلى مزيد من التصعيد فى المنطقة.
الرد الحاسم لمصر، يؤكد أن مثل هذه الأكاذيب، لن تغير ثوابت مصر الراسخة، ومواقفها القاطعة.
تحيا مصر