لم يألُ «نتنياهو» جهداً فى أن يسير على خطى أسلافه من اليمين المتطرف متبعاً خطى أبيه «بنزيون نتنياهو» فى إعادة كتابة التاريخ وتزييف الحقائق لكى ما يبرر ما يقوم به من إبادة جماعية يرى العديد من اليهود أنها قد فاقت مذابح «الهولوكست».. وعلى الرغم من تصاعد الأمل لدى «نتنياهو» واليمين المتطرف مع فوز «ترامب» الذى يرى البعض منهم أنه النسخة الأمريكية «لنتنياهو» والرئيس المفضل لديه إلا أن البعض الآخر يرى أن مهمته سوف تكون صعبة للغاية وأن «ترامب» لن يعطى له شيكاً مفتوحاً لفعل كل ما يريد.. بينما أيد البعض موقف «نتنياهو» فى تبرئة ساحة «هتلر» من مذابح «الهولوكست» ولصق التهمة بالحاج «أمين الحسيني» مفتى القدس ومنهم وزير الدفاع «موشيه يعلون» الذى قال إن فكرة الحل النهائى كانت من أفكار «هتلر» وأيدها «المفتى متهماً السلطة الفلسطينية بالتحريض على ما أسماه بإرث النازي.. ويأتى تصريح «نتنياهو» الذى أثار موجة من الغضب فى أعقاب التصريح الذى أدلى به وزير الطاقة» يوفال شتيانتز» فى المؤتمر الذى عقد مؤخراً فى واشنطن والذى اتهم فيه الرئيس الفلسطينى «محمود عباس» بالتحريض على غرار إرث النازى حيث رأوا أنه تزييف تاريخى خطير.. وقد دفع ذلك النائب «إيتسيك شمولي» من «حزب الاتحاد الصهيوني» إلى مطالبة «نتنياهو» بالاعتذار لضحايا «الهولوكست» وإن ذلك عار كبير أن يصبح رئيس الدولة اليهودية من منكري» الهولوكست» وإن لم تكن السابقة الأولى التى يشوه فيه «نتنياهو» الحقائق التاريخية إلا أنها تعد الأولى من نوعها.. وقد صرح»نتنياهو» فى تصريحات أدلى بها قبل سفره إلى برلين للقاء وزير الخارجية «جون كيري» إنه لم يقصد التقليل من مسئولية هتلر عن «المحرقة» وإنه هو المسئول عن «الحل النهائي» وهو الذى اتخذ القرار إلا أنه من السخافة أيضاً تجاهل الدور الذى لعبه الحاج «أمين الحسيني» وأنه كان المحرض لهتلر على إبادة يهود أوروبا.. بينما صرح المتحدث بأسم المستشارة الألمانية «ستيفن سيبرت» قائلاً: إن كل الألمان يعرفون تاريخ الهوس العنصرى القاتل الذى مارسه النازيون والذى أدى إلى المحرقة إلا أنه لا يوجد سبب لتغيير وجهة نظرنا فى التاريخ وأن هذه الجريمة تقع على عاتق ألمانيا.. بيد أن «نتنياهو» فى محاولة للصق التهمة «بالمفتي» زعم بأن هتلر لم يكن يريد إبادة اليهود بل طردهم إلا أن المفتى ذهب إليه وأقنعه بأنه إذا طردهم فسوف يأتون جميعاً إلى فلسطين وأقترح عليه حرقهم .. بيما يرى «جيمى ديميتري» محرر الرأى في» بولتيكو أوروبا» أنه على الرغم من تعهد «ترامب» بوقف الحروب الدائرة حالياً فى جميع أنحاء العالم يبدو أن «نتنياهو» يرى أنه سوف يطلق يده فى فعل ما يريد على نحو أكبر مما كان عليه الوضع فى عهد «بايدن» وحديث أقل عن حل الدولتين والتهديد بخفض المساعدات العسكرية.. وفى الأسابيع الأخيرة من الانتخابات كان «نتنياهو» يتودد «لترامب» من خلال المكالمات الهاتفية طالباً مشورته وهو ما تباهى به «ترامب» أثناء حملته الانتخابية ولم يذكر فى حديثه الأخير أمام الكونجرس الأمريكى اسم «هاريس».. فى مقال «جوليان بورجر» فى الجارديان رأى أن فوز «ترامب» يعد انتصاراً لنتنياهو ولكنه لن يحصل على كل ما يريده وإن كان الواقع يؤكد أنه سيكون الرئيس المفضل لديه لا سيما فى تلبية أهدافه على نحو أكبر مما كان عليه الوضع فى عهد «بايدن».