تتوقف كثيرًا، وتأخذك الدهشة، ويكاد عقلك يطير، من فرط جنون هذا المتطرف الذى يقود حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، يستمتع بقتل الأطفال والفساد، وصرخات الجوعى جراء حصار يفرضه على شعب أعزل، مشاهد الدمار والخراب، والدماء، هى غاية رئيس الوزراء المتطرف بنيامين نتنياهو الذى ادمى قلوب العالم وضرب الإنسانية فى مقتل، فعدوان الكيان الصهيونى على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة اقترب من اتمام عامه الأول، وامتد إلى الضفة، إمعانًا فى القتل والهدم والدمار والإبادة دون أدنى استجابة للتوقف عن التصعيد وتهديد المنطقة بأسرها بحرب شاملة تأكل الأخضر واليابس.
احتار العالم فى البداية ليعرف سر اصرار نتنياهو على عدم ايقاف آلة القتل والإبادة فى قطاع غزة، واستعداده للتصعيد وفتح جبهات جديدة وادخال المنطقة فى حرب شاملة، اكتشف الجميع ان نتنياهو لا يحب إلا نفسه، لا يبحث إلا عن البقاء فى منصبه السياسي، مرعوب ومذعور من الحساب والعقاب، ليس فقط للفشل والهزيمة الاستراتيجية التى منيت بها إسرائيل فى طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضي، وهذا الاختراق الذى حول الكيان الصهيوني، إلى دولة الموتي، ولكن لأنه يريد الاستمرار والبقاء والوجود السياسي، على رأس الحكومة الإسرائيلية، حتى لو انهارت إسرائيل وحتى لو قتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء وارتكب كافة صنوف جرائم الحرب والإبادة وأيضا يريد الإفلات بجلده من المحاكمات على جرائم الفساد التى ارتكبها وابرزها 3 قضايا ثم اتهامات حول محاولاته تغيير منظومة القضاء الإسرائيلى من أجل حماية نفسه من جرائم اقترفتها أياديه الآثمة.
«نتنياهو» لا يرى إلا نتنياهو.. يقامر بحياة أسرى ورهائن إسرائيل لدى المقاومة الفلسطينية لا يتورع عن قتلهم ولا يتوقف عن القصف المتواصل وهو يعلم أنه يعرض حياتهم للخطر غير مبال بصرخات وحسرات أهاليهم الذين لا يتوقفون عن البكاء والصراخ من أجل عودتهم عبر اتفاق لوقف اطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن، يتفنن فى اجهاضه واحباطه بمراوغات وخداع، وهروب فى لحظات حاسمة.
رئيس الوزراء الإسرائيلى الاكثر تطرفًا نتنياهو يريد أن يحرق ويدمر كل شيء، فرغم أعداد القتلى والمصابين فى صفوف جيش الاحتلال ورغم الاحتجاجات العارمة، ورفض قوى المعارضة بل والقوى السياسية فى إسرائيل لسياساته ورغم الخسائر الاقتصادية الفادحة التى تكبدها الكيان الصهيونى جراء استمرار العدوان على الشعب الفلسطينى ورغم الاخفاقات والهزيمة، والفشل على مدار 11 شهرًا ورغم عزلة إسرائيل الدولية، وارتفاع معدلات الهجرة العكسية من إسرائيل والتى تشير التقديرات إلى هروب اكثر من مليون إسرائيلى صهيونى خارج الكيان دون رغبة فى العودة، إلا أن نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف ترفض ايقاف العدوان، وعقد اتفاق لتبادل الأسرى والرهائن الذى يطالب به جموع الصهاينة فى الكيان الشيطاني.
أنانية وانتهازية نتنياهو وراء اصراره على التصعيد، واغلاق اذنيه لاصوات الداخل والخارج التى تطالبه بالتوقف، مستعد بل ويدفع المنطقة إلى الحرب الشاملة، كل ذلك من أجل حماية رقبته، وما يهمه فقط هو الحفاظ على نفسه، ويمينه المتطرف، وخوفه من الحساب والعقاب لذلك مع الفشل والهزيمة النكراء، وما سببه لإسرائيل من خسائر، فانه لا يتورع أيضا عن اطلاق الأكاذيب والمزاعم والأباطيل وممارسته الخداع والأوهام التى يحاول بها تخدير المتطرفين أمثاله، وترويجه لاضغاث أحلام توسعية، والكيان غير قادر على الوقوف على قدميه، ذهب نتنياهو يمارس أسوأ أنواع الدجل والشعوذة على شعبه، يمعن فى تسويق أوهامه، ونشر أكاذيبه، يعلن أنه باق فى محور صلاح الدين «فيلادلفيا» رغم أنه وقع بنفسه على الاتفاق فى 2005 وهناك اجماع سواء من وزير دفاعه، أو قادة إسرائيل العسكريين والأمنيين أنه لا جدوى من البقاء فى محور «فيلادلفيا» لأنه أمر يخالف القوانين والشرعية والاتفاقيات المبرمة منذ 5002، وتؤكد القاهرة بأنه لا تغيير سواء فى الوضع فى محور صلاح الدين أو معبر رفح فيما قبل 7 أكتوبر 2023 فلا وجود لقوات الاحتلال فى «فيلادلفيا» أو الجانب الفلسطينى من معبر رفح، وهى حدود مصرية ــ فلسطينية وأن مصر لن تتعامل إلا مع الجانب الفلسطينى وهو أمر تقرره السلطة الفلسطينية والتوافق الفلسطينى تلك ثوابت مصرية راسخة لا تتنازل عنها ولم ولن تتغير رغم حملات الأكاذيب والتشويه الممنهجة والمدفوعة التى تطلقها منصات الإخوان وأسيادهم الصهاينة.
نتنياهو لا يعرف الإنسانية، ولن يذهب إلى اتفاق لوقف العدوان واطلاق النار وتبادل الأسري، وربما ينتظر من يأتى إلى البيت الأبيض فى نوفمبر القادم، ولن يتوانى عن التصعيد، ويريدها حربًا شاملة، ولن يتورع أو يتوقف عن اطلاق الاكاذيب كل ذلك من أجل نتنياهو وليس لصالح إسرائيل، وفى كل هذه المواجهات فشل جيش الاحتلال، ولم يبق له سوى القصف جوًا ليسقط المزيد من الشهداء والأطفال والنساء وتدمير المنازل على أهلها.
خبراء الصحة النفسية، لن يجدوا صعوبة فى تشخيص حالة نتنياهو المرضية، من انتهازية وانفصام للشخصية والاوهام، فقد سيطرت عليه حالة من الرعب والفزع، والخوف من المصير المجهول جعلته يفقد أدنى حدود التفكير السليم ودفعته لمواصلة الإجرام، واطلاق الاكاذيب والمزاعم، حتى وصل به الأمر انه يزعم ان الإجراءات الإنسانية التى اتخذتها إسرائيل وجيش الاحتلال لحماية المدنيين الفلسطينيين غير مسبوقة وكأنه لا يعى ولا يدرك ولا يعلم أنه قتل واصاب ما يقرب من 150 ألف فلسطينى من الاطفال والنساء وكبار السن، ودمر قطاع غزة بالكامل ويتعمد تدمير البنى التحتية والاساسية لاحكام الحصار والتجويع ضد الفلسطينيين، وقتل اكثر من 170 صحفيًا مع سبق الاصرار والترصد لاغتيال ووأد الحقيقة التى تعمى بصره.
و تبقى حقيقة واضحة مثل الشمس، أن نتنياهو يطلق الاكاذيب والمزاعم حول مصر، من أجل الهاء شعبه، ولفت أنظار الإسرائيليين للتغاضى عن فشله وسياساته المدمرة للكيان التى ذهب الخبراء الإسرائيليون أن نتنياهو يذهب بإسرائيل إلى الهاوية ولولا الدعم والمساندة الأمريكية لاختفت ونتمنى أن يكون ذلك قريبًا حتى تعود الإنسانية والأمن والسلام للبشرية.
تحيا مصر