باريس: مصممون على الاعتراف بفلسطين وندعم مراجعة الشراكة بين أوروبا وإسرائيل
هاجم رئيس بنيامين نتنياهو بريطانيا وفرنسا وكندا، بعد انتقادات قادة الدول الثلاث لتصعيد الحرب على قطاع غزة وحرمانه من المساعدات.. وزعم نتنياهو إن الحرب الدائرة فى غزة «يمكن أن تنتهى غدا إذا تم إطلاق سراح الرهائن المتبقين وألقت حماس أسلحتها وتم نفى قادتها «، مشيرا إلى ضرورة «جعل غزة منطقة منزوعة السلاح».
واتهم رئيس وزراء الاحتلال قادة بريطانيا وفرنسا وكندا بـ»تقديم جائزة كبيرة لحماس»، بعد أن دعوا إلى إنهاء العمليات العسكرية المكثفة فى غزة. وأضاف: «لا يمكن توقع أن تقبل أى دولة أى شيء أقل من ذلك.
وكان رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندى مارك كارنى أدانوا التصعيد الإسرائيلى «البشع» فى غزة، محذرين من اتخاذ «إجراءات ملموسة» تصل إلى حد فرض عقوبات ما لم تتوقف عن توسيع عملياتها العسكرية وتسمح فورا بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. كما دعا قادة الدول الثلاث حركة حماس إلى إطلاق سراح الرهائن.
فى الوقت نفسه، أكدت فرنسا أمس تمسكها بالاعتراف بدولة فلسطين، معربة عن دعمها لمراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبى وإسرائيل، بحسب وزير الخارجية الفرنسى جان نويل بارو، الذى حذر الإسرائيليين من عواقب إذا لم توقف هجومها الجديد على قطاع غزة.
وقال بارو إن تسهيل إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة «غير كاف»، داعياً تل أبيب إلى ضمان تقديم مساعدات ضخمة وفورية بدون أى عوائق للقطاع الفلسطيني. وأوضح بارو أنه من المؤكد أن الجيش الإسرائيلى يمنع وصول جميع المساعدات الإنسانية منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، وقد قرر فتح الباب قليلاً، لا سيما لأسباب سياسية داخلية». وأشار إلى أن هذه المساعدات غير كافية.
وحذر الوزير الفرنسى فى مقابلة مع إذاعة «فرانس إنتر» من أن «الوضع فى غزة لا يمكن أن يستمر؛ لأن العنف الأعمى الذى تمارسه الحكومة الإسرائيلية ومنع المساعدات الإنسانية حولا غزة إلى مكان للموت إن لم نقل مقبرة. وأضاف أن هذا غير كاف على الإطلاق.. يجب أن يتوقف كل هذا، لا يمكن أن نغض الطرف عن معاناة سكان غزة، يجب تقديم مساعدات فورية وضخمة وبدون أى عوائق.
ودعا بارو إلى وقف هذا الوضع فوراً «فالجميع يدرك أنه اعتداء صارخ على الكرامة الإنسانية، وانتهاك لجميع قواعد القانون الدولي، ويتعارض أيضاً مع أمن إسرائيل، الذى توليه فرنسا أهمية، لأن من يزرع العنف يحصد العنف.
وقال الوزير الفرنسى إن باريس تدعم مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبى وإسرائيل لمعرفة ما إذا كانت إسرائيل تحترم التزاماتها تجاه حقوق الإنسان، وأضاف بشأن المساعدات «هذا غير كاف على الإطلاق.. هناك حاجة إلى مساعدات فورية وضخمة».
وأضاف: «بمجرد ثبوت انتهاكات حقوق الإنسان، يمكن تعليق الاتفاقية»، موضحاً أن مثل هذا القرار سيكون له تأثير تجارى على إسرائيل. وأضاف: «الصور التى تصلنا من غزة ووضع المدنيين والنساء والأطفال يجبراننا اليوم على المضى قدما».
وفى الداخل الإسرائيلي، شن رئيس حزب الديمقراطيين المعارض الإسرائيلي، يائير جولان، هجوما شديدا على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قائلا إنها تقتل الأطفال كهواية، مشيرا إلى أن تل أبيب ستصبح منبوذة بين الأمم. واتهم جولان، بلاده بـ «قتل الأطفال كهواية»، وذلك فى مقابلة أجراها مع إذاعة «كان بيت» الإسرائيلية.
ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية عن السياسى المعارض اليسارى القول، إن «إسرائيل فى طريقها لأن تصير دولة منبوذة بين الأمم، كما كانت جنوب أفريقيا من قبل – إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة. والدولة العاقلة لا تشن حربا على المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع أهدافا لتهجير السكان.
وأضاف جولان أن «هذه الحكومة تعج بالأشخاص المنتقمين، الذين يفتقرون إلى الأخلاق والقدرة على إدارة البلاد فى حالات الطوارئ.
وتوالت ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة من تصريحات يائير جولان، ودعاه رئيس حزب الوحدة الوطنية الإسرائيلي، بينى جانتس، إلى التراجع والاعتذار عن «تصريحاته المتطرفة والكاذبة»، بحسب ما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية. كما أدان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تصريحات جولان، حيث قال: «يجب أن يتم نبذ كل من يوجه اتهامات زائفة ضد إسرائيل ويشوه سمعتها وسمعة جيش الدفاع الإسرائيلى أثناء فترة الحرب، من الحياة العامة.
ومن بين من أدانوا جولان وانتقدوه، رئيس الوزراء السابق نفتالى بينيت، ووزير الأمن القومى إيتامار بن جفير، ووزير الهجرة أفير سوفير، ووزير التعليم يوآف كيش، وعضو الكنيست الإسرائيلى عن حزب الليكود، موشيه سعادة.