لقد فاقت أعمال العنف والإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى كافة أشكال الهمجية والبربرية التى عرفها التاريخ من جانب ذلك اليهودى المتطرف الذى لا يؤمن بالحلول الوسطى ولا يجيد سوى المساومة والتلكؤ والكذب .. لقد تأصل ذلك المبدأ لدى «نتنياهو» بشارع هابورتزيم رقم 4 وهو العنوان الذى ولد فيه والذى استقى فيه ورضع ذلك الحقد والغل والتعطش لسفك الدماء على يد والده «بنزيون نتنياهو» ذلك اليمينى المتطرف .. وقد استقى ذلك المبدأ والنهج الذى سار عليه من خلال ذلك المقطع الذى كان يتلى على مائدة «عيد الفصح «عبر جميع الأجيال وهو أن يهوه»الله» القدوس المبارك ينقذنا من يد كل عدو يصعد علينا لإهلاكنا وتدميرنا.. ويؤكد الباحث «ديفيد رنيميك» على ذلك قائلاً أن الحجادة (الروايات التلمودية) كانت المكون الرئيسى لفكر «بنزيون نتنياهو» رأس العائلة وهو الرجل العلمانى الذى يسعى ويعمل جاهداً من أجل خلاص الشعب اليهودى من خلال قوة السلاح..تلك هى العقيدة التى تم غرسها فى نجله الأوسط «بنيامين نتنياهو «وصارت فيما بعد إرثاً له كحامى الحمى لدولة إسرائيل..إذ أن «نتنياهو» الذى يقضى ولايته السادسة والذى تفوق مدة حكمه تلك المدة التى قضاها «ديفيد بن جوريون» يسوق نفسه على إعتبار أنه رجل الدولة الوطنى الذى يغار على دولة إسرائيل والذى يدرك جيداً حقيقة النوايا الخبيثة لأعداء إسرائيل .. وعلى الرغم من ذلك صرح «أبرام بورج» رئيس الكنيست السابق والعضو فى «حزب حداش» قائلاً إن التاريخ سيذكر أن نتنياهو هو أسوأ زعيم يهودى على الإطلاق بعد ذلك الإنهيار المروع وغير المسبوق فى هجوم السابع من أكتوبر.. بينما أكد رئيس الوزراء الأسبق «نفتالى بنييت»على أن إسرائيل قد شهدت مستوى غير مسبوق من الإنهزامية والإنقسام والتمزق النفسى والضعف فى جهازها المناعى وهو الأمر الذى أدركه أعداؤنا فقاموا بشن هحوم السابع من أكتوبر.. وكما يقولون إن هذا الشبل من ذاك الأسد كناية عن مدى تأثر «نتنياهو» بوالده «بنزيون» الذى وافته المنية عن عمر يناهز 102 عام وهو ما يتضح من خلال كلمة رثاء الأبن للأب الذى غرس فيه تلك الدموية والغلظة .. ويتضح ذلك من خلال عبارات التأبين لوالده قائلاً لقد علمتنى يا أبى أن هناك عنصرا ضروريا لأية كائن حى والأمة هى كائن حى ألا وهو القدرة على تحديد مصدر التهديد والخطر فى الوقت المناسب وهو ما أفتقده شعبنا فى المنفى .. وقد استطرد قائلاً لقد علمتنى يا أبى أن أتفحص الواقع وفهم كل ما يحمله من استنتاجات ودلالات ولا غرابة فى ذلك إذ كان والده أحد مساعدي»زئيف جابونتسكي»زعيم الصهيونية اليمينية الذى رأى أن الصهيونية هى عبارة عن أجندة لاتحض على النضال والكفاح وقد تنبأ بتلك الكارثة التى حلت باليهود فى أوروبا,, أن ذلك يفسر لنا شخصية «نتنياهو» الدموية وصلفه وتجبره والتى تعد جميعها جزءاً من إرث والده اليمينى المتطرف الذى كان يرى أنهم كانوا متسامحين للغاية مع البريطانيين الذين حكموا الفلسطينيين خلال فترة الإنتداب وكانوا على استعداد للتفاوض مع العرب.. كل ذلك يفسر لنا ذلك الإرث الذى ورثه «نتنياهو» عن والده «بنزيون» الذى قال فى أحد سردياته إنهم يجهزون لنا نهاية رائعة ألا وهى إقامة دولة عربية على أرض إسرائيل وهى نظرة لا تنطوى على أى بعد إنسانى إذ رأى أن الجور هو محور الصراع العربى وأن هدفه المعلن هو القضاء علينا.