نواصل سلسلة المقالات عن ذكرى المولد النبوى الشريف ونتمنى أن نستفيد من هذه الذكرى النبوية العطرة فى تصرفاتنا ومعاملاتنا وتناول المقال السابق صفة التواضع عند نبينا.. ونتناول نبينا محمد بهذا المقال.
ومن تلك المواقف معاملة الكفار للنبى صلى الله عليه وسلم عند ذهابه إلى الطائف وهبوط ملك الجبال عليه وقال : يامحمد لو شئت أن اطبق على الأخشبين أى جبلين لفعلت ورفض سيدنا محمد ذلك فقال له: «بل أرجو أنْ يخرج الله مِن أصْلابِهِمْ مَن يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئاً».
كما أن الرسول دعا إلى التعايش والمساواة وعدم العنصرية بين البشر بصرف النظر عن دينهم أو جنسهم أو لونهم أو عرقهم إذ قال: «أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، لا فضل لعربى على عجمى ولا لعجمى على عربى إلا بالتقوي، لا فضل لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوي، الناس سواسية كأسنان المشط، ألا هل بلغت اللهم فاشهد».
ومن المواقف الدالة على رحمته انه إذا كان يُصلّى بالناس جماعةً وسمع بكاءَ طفل أسرع فى الصلاة وخفّف منها.. وكان سيدنا محمد.. يهتمّ بشأن الضعفاء ويأمر بحسن مُعاملتهم وأوصى بهم وبأداء حُقوقهم فقال – وهو يوصى الناس بالخدَم الذين يعملون عندهم: «إنَّ إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه ممَّا يلبس.
وفى السنة الثامنة من الهجرة نصر الله نبينا على كفار قريش ودخل مكة فاتحًا منتصرًا وأمام الكعبة المشرفة وقف أهل مكة وقد امتلأت قلوبهم رعبا وهلعًا وهم يفكرون فيما سيفعله معهم بعد أن تمكن منهم ونصره الله عليهم، وهم الذين آذوه وأهالوا التراب على رأسه، وحاصروه فى شعب أبى طالب 3 سنوات حتى أكل هو ومن معه ورق الشجر وتآمروا عليه بالقتل وعذبوا أصحابه وأخذوا أموالهم وديارهم وأجلوهم عن بلادهم، لكن نبينا خاتم المرسلين..قابل كل تلك الإساءات بموقف تربوى فى العفو يليق بمن أرسله الله رحمة للعالمين ـ ، فقال لهم : «ما ترون أنى فاعل بكم.. قالوا : أخ كريم، وابن أخ كريم، قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء».
فالرسول كان رحيماً بكافة الكائنات ومنها الحيوانات لأنها ذات روح، يشعر بالجوع وبالعطش، ويتألم بالمرض والتعب ويُدرِكه ما يُدرِك الإنسانَ من أعراض الجسد، لذا رأيناه تتألم نفسُه ويرقُّ قلبه لحيوان ألمَّ به الجوع ونال منه الجهد.. فعن سهل بن الحنظلية رضى الله عنه قال: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعيرٍ قد لصق ظهره ببطنه، فقال: «اتقوا الله فى هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحةً وكُلُوها صالحةً».
كما عامل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه معاملةً طيّبة، ويظهر فيها الرفق والعفو عن المخطئ وكان يشاورهم فى العديد من الأمور، كما كان يعدهم بالنّصر ويقوّى عزائمهم ويُظهر حبّه فى تعامله معهم ويصف كلاً منهم بوصفٍ يختلف عن الآخر مما يزيد من الألفة والمحبّة بينه وبينهم.
وكان نبينا على معرفة بقدرات أصحابه ونفسيّاتهم..
ويدخل السرور على قلوبهم
وللحديث بقية
كل عام والشعب المصرى بألف خير
مع الدعاء بنصرة الشعب الفلسطينى على العدو الإسرائيلي