الدكتور نادر رياض سمعت عنه الكثير منذ التحاقى بالعمل الصحفى فى بداية التسعينات، فالكل فى الوسط كان يتحدث عنه بسرد الحكايات المُشوقة والمليئة بالمواقف الوطنية والقومية والصناعية، بطولات على كافة الأصعدة حتى أصبح كيانًا لايستهان به، كل هذه الروايات النبيلة وّلدت داخلى شعوراً جارفاً بلقائه، لكن للأسف لم أتمكن من ذلك إلا بعد 20 عامًا وتحديدًا فى عام 2013 أثناء التكريم الذى نظمه بعناية لأوائل الثانوية العامة بالتنسيق مع جريدة الجمهورية التى ترعى الأوائل على مدار 60 عامًا على التوالى وحتى الآن.
وجدت نادر رياض فى اللقاء الاول مختلفاً ونادراً كل طباعه وسلوكه وتفاصيله حصرية لايفعلها إلا هو، استمتعت بحواره مع الأوائل، كل كلمة قالها مدروسة فوجدته فاهماً حكيماً لديه تجارب عديدة، حرفيًا هو نهر علم نهر خير نهر محبة والأهم من ذلك مصرى حتى النخاع وطنى قومى رجل صناعة من الطراز الأول، حقيقى هناك الكثير والكثير عن نادر رياض حيث تعلمت منه فى اللقاء الاول مايكفى للحكمة والرشد، حرصت بشدة فى نهاية حواره مع الطلبة أن أشكره على هذه الدروس القيمة فابتسم وقال لى أنت الأفضل والأحسن، فكان ولا يزال قمة التواضع والاحترام.
إن كل ما دار بداخلى وتوقعاتى منذ اللقاء الاول بالدكتور نادر رياض وجدت اجابته حرفيًا فى كتاب «محطات فى حياة رجل الصناعة نادر رياض»، هذا الكتاب الذى تناول تاريخه على مدار 8 عقود تقريبًا كلها حافلة بالكفاح والنجاح، محطات مشرفة مضيئة بدأت من مدينة دمياط فى عام 1934 ومازال القطار يجوب كل أنحاء المعمورة وتتجدد المحطات بكل ما هو مفيد للبشرية، يحمل الكتاب فى طياته رسائل عميقة ومؤثرة تشمل كافة أنماط المجتمع والمتبع من العادات والتقاليد داخل الأسرة المصرية والحياة التى تعيشها العائلات منذ زمن بعيد، مرورًا بمرحلة الطفولة وأنظمة التعليم والمتبع داخل المدارس فى العهود السابقة وكل مايدور كشاهد يروى مشاهد وأحداثاً لم نعشها من قبل.
فى الحقيقة إن محطات نادر رياض مثيرة ومؤثرة وجميعا خارج الصندوق كل محطة فيها نموذج فريد، وظل يقاتل ويكافح حتى وصل إلى هذا الحد من النجاح، وأصبح له بصمة قومية محفورة بحروف من نور تستزيد منها الأجيال القادمة قدوة وطريق.
حقا ان عالم نادر رياض واحة خضراء نبتت بغزارة وأثمرت ثماراً طيبة لينفع أبناء الوطن، فقد وضع خبرته الطويلة وعلمه الغزير ومشروعاته الصناعية والتجارية وكل تجاربه الناجحة فى خدمة قضايا الوطن مثل البطالة وتوفير احتياجات السوق المحلى من معدات الإطفاء والحريق بأحدث التكنولوجيا الألمانية.
تواضع الدكتور نادر رياض لفت انتباه كل من يتعامل معه يحرص دائماً على التواصل ولم يترك مناسبة عامة أو خاصة وطنية أو دينية إلا ويشارك فيها.
أختتم الحديث بمقولة للدكتور نادر رياض فى كتابه محطات رجل الصناعة، قال: جميل ان ترتفع الأعلام ومعها الهامات تطالب بكل الطموحات، وجميل أيضا أن يرتفع الحس الوطنى لكل مجتهد ولكل صاحب رأى حر يسعى أن يرى فى وطنه مصر ما تستحقه من مكانة باعتبارها أقدم الحضارات والممالك التى عرفها التاريخ البشري.