> إذا أردت أن تسمو بوطنك إلى أرقى مراتب التقدم والرقي.. فعليك بالتطوير المستمر للتعليم.. لأنه بمثابة عامود الخيمة الذى بصلاحه ينصلح حال البلاد والعباد.. وها نحن نرى دول العالم المتقدم كيف وصل بها الاهتمام بالتعليم إلى أعلى درجات التقدم وها هو التعليم فى دول مثل اليابان وبريطانيا والولايات المتحدة.. وغيرها يحظى برعاية واهتمام شديدين من جانب المسئولين فى تلك الدول علاوة على توفير البنية التحتية على أعلى المستويات.. ناهيك عن الإعداد المتميز للمعلم وتقديره مادياً وأدبياً لانه يخرج من بين يديه من ستقوم الدولة على اكتافهم.. من طبيب ومهندس وضابط ومحام وغير ذلك..
وفى مصر بدأت نهضة التعليم منذ عهد بانى مصر الحديثة « محمد على باشا» 1840-1805 وكانت البدايات مبشرة بالفعل فخرجت البعثات إلى أرقى دول أوروبا وكان افرادها من نجباء المصريين وعادوا ومعهم العلوم الحديثة التى أسهمت بالفعل فى إرساء قواعد النهضة وبرز ذلك جلياً من خلال النهضة الشاملة التى شهدها هذا العصر والتى مازالت لها بعض الآثار الباقية حتى يومنا».
وظل الأمر على هذا المنوال.. ولكن كما يقال دوام الحال من المحال.. بعد عصر محمد على بدأ منحى التعليم بل والنهضة عموماً فى انحدار خاصة فى عصر خلفاء محمد علي.. ودخول بريطانيا محتلة أرض مصر 1954-1882 هذه الحقبة تراجع فيها التعليم تراجعاً كبيراً.. وبعد يوليو 1952.. بدأ الاهتمام يعود تدريجياً للتعليم المصرى وتمثل ذلك فى إنشاء العديد من المدارس والجامعات الحكومية وحدثت انفراجة حيث اتيحت فرص التعليم لكل المصريين.. وانتجت مصر تعليماً مميزاً وكانت الكوادر المصرية ملء السمع والبصر فكان الأعلام البارزون من أبناء مصر فى كل القطاعات يٌشار اليهم بالبنان فمن منا لا يذكر د.على ابراهيم علم الطب ود.مصطفى مشرفة ود.سميرة موسى ود.يحيى المشد.
وعصرنا الحالى حيث تذخر بالعديد من جامعات الولايات المتحدة والكثير من جامعات اوروبا بعلماء وأساتذة مصريين.
ولكن وفى غفلة من الزمن اصاب التعليم فى مصر نوع من الترهل وانعكس بالفعل على تقييم التعليم المصرى على المستوى العالمى مما اخرجه من بعض التصنيفات العالمية.. وهنا كان من الواجب والضرورى ايجاد نوع من الاصلاح الجذرى لحال التعليم فى مصر بعد أن شهد خلال الفترة الأخيرة بعض السلبيات التى يجب القضاء عليها ولعل ابرزها ضرورة عودة دور المدرسة لتكون هى الملاذ الآمن للطلاب بعيداً عما سٌمى بالتعليم الموازى خلال الفترات الأخيرة والممثل فى انتشار السناتر فى طول البلاد وعرضها.. والتى وللأسف نجحت فى جذب طلاب المراحل المختلفة سواء الابتدائى أو الاعدادى أو الثانوي.. للدرجة التى وصلت إلى خلو مقاعد الدرس فى مدارس الحكومة من طلابها وتسربهم إلى السناتر اياها.. أيضا المدرسون يأتون صباحاً إلى مدارسهم من أجل مجرد التوقيع فى الدفاتر استعداداً للذهاب مبكراً إلى مقار عملهم فى السناتر.. كل هذا وغيره أثر بالسلب.. لذا ونحن مقبلون على موسم دراسى جديد ووزير تعليم جديد.. نرجو أن يكون إصلاح حال المدارس والمعلم معا هما الشغل الشاغل للوزارة والقضاء المبرم على كل اشكال التعليم الموازى التى تلتهم المليارات من موازنة الأسر المصرية التى تعانى بطبيعة الحال.. والضرب بيد من حديد على كل من يشارك فى هذه الصور السلبية التى تنعكس على حال التعليم فى مصر.. اصلاح التعليم يبدأ بقرارات قوية جريئة لا تخشى أحداً ونحن على ثقة فى تغير الحال إلى الافضل مع القيادة الجديدة فى وزارة التعليم والممثلة فى د.محمد عبداللطيف.. ورجاله الأفاضل.