إسرائيل تغتال 16قيادة إيرانية .. وضربات «طهران» تكبد «تل أبيب» خسائر غير مسبوقة
«الموساد» ينشر فيديو لعملائه وهم يقومون بتركيب قاعدة لـ «المسيرات» الهجومية
السلطات الإيرانية تعتقل «5» .. بتهمة التقاط صور والتعاون مع «الكيان»
أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن سلاح الجو تمكن من تصفية تسعة من أبرز العلماء والخبراء الذين لعبوا أدوارا محورية فى تطوير البرنامج النووى الإيراني، وذلك خلال سلسلة من الغارات التى نفذت مع انطلاق عملية «الأسد الصاعد».
وكشف الجيش فى بيان أن العلماء يعدون من «العقول العلمية الفاعلة» فى برنامج إيران النووي، مشيرا إلى أن كلا منهم يمتلك عقودا من الخبرة فى مجالات دقيقة، مثل الفيزياء النووية، والهندسة الذرية، والكيماوية، وهندسة المواد.
يأتى ذلك فى وقت صعب بالنسبه لإيران الذى تحاول فيه السيطرة على الوضع بعد سلسلة الاغتيالات التى وقعت خلال الضربات الاسرائيلية التى ليس فقط راح على إثرها،عدد من العلماء الإيرانيين البارزين، بل أيضاً عدداً من القادة العسكريين.
عينت القوات المسلحة الإيرانية، أمس، قائدا جديدا للقوة الجو فضائية بالحرس الثوري، بعد مقتل اللواء أمير على حاجى زاده القائد السابق لتلك القوات.
وقال المرشد الإيراني، على خامنئي، إنه جرى تعيين، سيد مجيد موسوي، قائداً جديداً لقوة الجو – فضاء، بناء على اقتراح القائد العام للحرس الثوري، مضيفاً أنه تم الاختيار وفقاً لما يمتلكه موسوى من كفاءة وخبرة قيادية قيمة.
وكانت طهران قد أقرت، أمس، بمقتل اثنين من كبار القادة فى هيئة الأركان العامة للجيش، نتيجة الهجمات الإسرائيلية.
وفى سياق الاختراقات الأمنية لتل أبيب داخل إيران، اعتقلت أمس السلطات فى البلاد خمسة أشخاص فى مدينة يزد وسط إيران، بتهمة التقاط صور والتعاون مع إسرائيل.
وكان الموساد الإسرائيلى قد نشر أمس الاول مقطع فيديو يوثق فيه وجود عملاء له داخل إيران، قاموا بتركيب قاعدة للطائرات المسيرة المتفجرة داخل إيران.
ووصف مصدر أمنى إسرائيلى العملية التى نفذها الموساد بأنها استثنائية – على حد وصفه – وذلك من حيث النطاق، مضيفاً أن كلاً من الجيش الإسرائيلى وجهاز الموساد، شاركا فى تنفيذها إلى جانب الصناعات الأمنية الإسرائيلية.
ووفقا للمصدر، استندت العملية إلى سنوات من التخطيط، وجمع المعلومات، إلى جانب نشر قدرات عسكرية داخل إيران فى وقت سابق، متحدثا عن 3 عمليات نفذها الموساد داخل إيران بالتزامن مع الهجوم الجوي.
وكشف المصدر أيضاً أن عملاء الموساد أقاموا قاعدة للطائرات المسيرة المفخخة بالقرب من العاصمة طهران، مؤكدا أنه تم إشراك قوات خاصة وعملاء عملوا فى عمق إيران، دون أن ترصدهم أجهزة الاستخبارات الإيرانية.
وفى سياق متصل بالضربات الاسرائيلية على المفاعلات النووية الإيرانية، أعلن أمس المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن بلاده أكدت تعرض موقع فوردو النووى لأضرار محدودة عقب هجمات إسرائيل.
ومع تضرر منشأة نطنز الرئيسية، تواجه إيران خيارات محدودة لمواصلة برنامجها النووي، إذ يشير مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسى إلى أن «أفضل رهان لإيران هو نقل الوقود إلى منشأة التخصيب الأصغر فى فوردو، المدفونة عميقًا تحت جبل فى قاعدة للحرس الثورى الإيراني»، والتى يقدر عمقها بـ»800 متر تحت الأرض، مما يجعلها على الأرجح محصنة ضد الأسلحة الإسرائيلية المخصصة لتدمير المخابئ».
وفى نطنز، دمرت الضربات عدة منشآت فوق الأرض، وألحقت أضرارًا جسيمة بالنظام الكهربائي، ما أدى إلى انقطاع التهوية والكهرباء فوق الأرض وتحتها، كما دمرت أيضا منشأة أبحاث صغيرة، وهى منشأة التخصيب الوحيدة فوق الأرض فى إيران، وفق تقرير صادر عن معهد أولبرايت، استنادًا إلى دراسة صور الأقمار الصناعية عالية الدقة.
ووفقاً لتصريحات مسئولين لوسائل إعلام عبرية، أعلن مسئول عسكرى اسرائيلي، أن موقعى أصفهان ونطنز النوويين الإيرانيين تضررا بشكل كبير جراء الغارات الإسرائيلية على المنشأتين.
وأضاف المسئول أن إيران ستستغرق أكثر من بضعة أسابيع لإصلاح الأضرار فى الموقعين.
وأشار إلى أن إسرائيل هاجمت أكثر من 150 هدفًا فى إيران بمئات المقذوفات، مضيفًا أن الطريق الجوى إلى العاصمة الإيرانية طهران أصبح مفتوحًا فعليًا.
وميدانياً، ذكرت وكالة تسنيم أن حريقا فى مصفاة فجر جم، للغاز فى جنوب إيران قد اندلع دون ذكر تفاصيل. كما أعلنت وسائل إعلام إيرانية أخرى، عن وقوع انفجار فى قاعدة عسكرية بإقليم كرمنشاه الغربي.
وأشارت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية، إلى سماع دوى انفجار فى ثكنة الإمام الحسن العسكرية فى محافظة كرمانشاه، جراء هجوم إسرائيلي.
وأضافت الوكالة أنه سُمِع أيضًا دوى انفجار فى مدينة آبادان فى محافظة خوزستان، جنوب غربى البلاد.
فى المقابل، كانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أعلنت صباح اليوم أن دفعة سادسة من الصواريخ أُطلقت من إيران واستهدفت مناطق واسعة من إسرائيل.
وخلفت الهجمات الإيرانية – فى أحدث حصيلة – مقتل 3 إسرائيليين، سقط اثنان منهم بقصف على مدينة ريشون ليتسيون جنوب تل أبيب، بينما قُتلت إسرائيلية جراء قصف بصاروخ إيرانى فى مدينة رمات جان فى وقت مبكر من فجر اليوم.
وبلغ عدد المصابين نحو 172 إسرائيليًا، وسط حديث عن دمار غير مسبوق فى منطقة تل أبيب الكبري.
ومن جانبها قالت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، إنه «لا معني» لإجراء محادثات حول ملفها النووى مع الولايات المتحدة فى سلطنة عمان، فى الوقت الذى تتعرض أراضيها لهجمات إسرائيلية.
و أضاف المتحدث باسم الوزارة، إسماعيل بقائي، فى بيان، قبل ساعات من المحادثات التى كان من المقرر عقدها غداً،خلال اتصال مع مسئولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبي، كايا كلاس، أن «الأعمال العدائية لإسرائيل ناجمة عن دعم واشنطن المباشر»، مؤكدا أن «استمرار المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة فى ظل استمرار وحشية النظام الصهيونى أمر غير مبرر».