أعلن أمس المكتب الإعلامى لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتى سيتوجه إلى سوريا اليوم فى زيارة رسمية هى الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
أضاف المكتب أن «الزيارة تأتى تلبية لدعوة رئيس الإدارة الجديدة فى سوريا، أحمد الشرع».
وكان ميقاتى أجرى محادثة هاتفية مع الشرع فى 3 يناير، عقب فرض السلطات السورية قيودا جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها.
تأتى هذه الزيارة فى ظل تصاعد التوتر على الحدود بين البلدين، بعد اشتباك بين الجيش اللبنانى ومسلحين سوريين، أدى إلى تعزيز الإجراءات الأمنية من الجانب السوري.
وتعد هذه الزيارة الأولى لمسئول لبنانى رفيع المستوى إلى سوريا بعد زيارة الزعيم الدرزى وليد جنبلاط.
على الصعيد الداخلي، قال ميقاتى إنه ناقش مع الرئيس اللبنانى الجديد جوزيف عون الخطوات الدستورية لتشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة، مشيرا إلى أن الرئيس طلب منه الاستمرار بتصريف الأعمال حتى يتم تشكيل حكومة جديدة.
أضاف ميقاتى فى مؤتمر صحفي، عقب لقائه الرئيس عون فى القصر الجمهورى فى بعبدا، أمس أن الحكومة المقبلة يجب أن تكون متناغمة مع ما طرحه عون فى خطابه أمام البرلمان يوم الخميس.
وشدد ميقاتى خلال اللقاء، على ضرورة الانسحاب الكامل والسريع لجيش الاحتلال الإسرائيلى من الجنوب اللبناني، لافتا إلى أن هناك مرحلة جديدة تشمل نزع السلاح من جنوب نهر الليطانى.
قال ميقاتى «نحن اليوم أمام مرحلة جديدة.. سنبدأ بجنوب الليطانى من أجل سحب السلاح وأن تكون الدولة موجودة على كل الأراضى بدءا من الجنوب».
وأضاف أن «الرئيس عون وضع خطوطا عريضة لخطة العمل وهناك أمور كثيرة تحدث عنها يمكن تنفيذها والعمل عليها».
وردا على سؤال حول اعتراض البعض على تكليفه تشكيل حكومة جديدة، قال ميقاتى «نقدّر كل الآراء السياسية ولكل شخص حريته فى قول ما يريد والإجراءات الدستورية بشأن تشكيل الحكومة ستأخذ مجراها».
وقال ميقاتى «هناك خطوات دستورية لتشكيل الحكومة التى يجب أن تكون قادرة على تنفيذ التوجه الذى شرحه الرئيس فى خطابه ونحن أمام ورشة عمل جديدة لإنقاذ لبنان».
تابع قائلا: «تمكنا من تمرير المرحلة واستطعنا الحفاظ على الدولة ومرافقها.. وتباحثت مع الرئيس الجديد المرحلة السابقة وتناقشنا فى ما قامت به الحكومة».
وكان الرئيس اللبنانى الجديد جوزيف عون أكد فى خطابه الأول بعد انتخابه الخميس الماضى «بدء مرحلة جديدة للبنان»، وقال «عهدى إلى اللبنانيين أينما كانوا، وليسمع العالم كله، اليوم تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ لبنان».
أضاف أنه سيسعى إلى بناء «دولة تستثمر فى جيشها ليضبط الحدود ويساهم فى تثبيتها جنوبا وترسيمها شرقا وشمالا وبحرا ويمنع التهريب ويحارب الإرهاب.. ويطبق القرارات الدولية ويحترم اتفاق الهدنة «مع إسرائيل» ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضى اللبنانية».
الجدير بالذكر أن انتخاب قائد الجيش اللبنانى رئيسا للجمهورية أنهى شغورا فى المنصب استمر أكثر من سنتين مما ساهم فى تعميق أزمات أمنية واقتصادية وسياسية.