منذ عام 1948 والذى خاضت فيه مصر أول حروبها ضد العصابات الصهيونية التى جثمت على صدر فلسطين العربية مرورا بحرب 1967 وحرب أكتوبر 1973 وحتى الآن لم يتغير الموقف المصرى قيادة وشعبا من الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطينى فى حقه فى دولة مستقلة تتمتع بكامل حقوقها القانونية والدولية.
خلال تلك الاعوام التى تقترب من الثمانين عاما مر على مصر رؤساء عظام بداية من الرئيس عبدالناصر وصولا للرئيس السيسى لم يتنازل أيا منهم عن الموقف المصرى تجاه فلسطين أو يسقط فى فخ الضغوط أو الإغراءات الغربية لتغيير موقفها والموافقة على تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه أو أن يتم استخدامه ضد ما يريده الشعب الفلسطينى أو ممارسة دور ما على قيادات منظمة التحرير الفلسطينية أو فصائل المقاومة للتسليم والاستسلام لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة لينعم الكيان المهزوم بالهدوء والأمن بعد أن أفقدته فصائل المقاومة الفلسطينية توازنه ووضعته فى حجمه الطبيعى الذى هو أوهن من بيت العنكبوت.
فى السابع من أكتوبر أسقطت فصائل المقاومة الفلسطينية نظرية الأمن الإسرائيلى وتمكنت من تنفيذ عملية عسكرية منظمة استخباراتيا واستراتيجيا وتمكنت من إبادة فرقة غزة وأسر أكثر من مئتى جندى ولأكثر من خمسة عشر شهرا لم تتوقف عن تنفيذ عمليات عسكرية وإطلاق الصواريخ وظهرت بكامل عتادها أكثر تنظيما وقوة وقدرة على الاستمرار فى المقاومة أعواما عديدة أثناء عملية تبادل الاسرى التى أجبرت فيها الكيان الصهيونى عليها بعدما دمر قطاع غزة وقتل أكثر من خمسين ألفا من الفلسطينيين ولكنه لم يستطع أن يحصل على أسراه إلا بشروط صاحب الأرض والحق.
يخطئ من يعتقد أن الشعوب العربية وقياداتها سترضخ يوما ما لضغوطه او تنسى أو تتوقف عن دعم الشعب الفلسطينى الذى تعرض لأكبر عملية ظلم تاريخى من الغرب الذى زرع هذا الكيان على أرضه ولا يزال يريد تفريغ الأرض من اصحابها الحقيقين لأجل حفنة من المستوطنين التى جمعتهم الأساطير التوراتية تحت اسم دولة إسرائيل.