تحملت مصر ما يفوق طاقة أى دولة منذ عام 1948.. وظلت طوال هذه السنوات الداعم الأكبر للشعب الفلسطينى ونضاله.. ووقفت دائماً ضد محاولات تصفية قضيته ولن تسمح بتمرير مخطط التهجير الذى يحلم به الصهاينة لاحتلال فلسطين إلى الأبد!!.. لا يتوقف دعاة تهجير الفلسطينيين عن الترويج لمخططهم بشتى الطرق وعندما فضحتهم مصر لجأوا إلى الادعاء بأنهم يحافظون على حقوق الإنسان الفلسطينى لأن الحياة فى غزة أصبحت مستحيلة والمكان تهدم وصار دماراً وخراباً ولا يصلح للعيش فيه، ولذلك يجب ترحيلهم حتى يتم إعادة بناء وتعمير غزة خلال 51 عاماً وتحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»!!
موقف مصر الثابت من البداية والرافض للتهجير القسرى تبعه رفض أردنى وعربى وذلك شجع كل دول العالم على رفض الفكرة وقالت الخارجية الفرنسية إن التهجير يهدد استقرار المنطقة وإن المستقبل يكمن فى إقامة الدولة الفلسطينية بدلاً من خرق القانون الدولى وسيطرة دولة ثالثة على غزة!!.. وبعيداً عن مواقف الدول فإن كافة الفصائل الفلسطينية رفضت الخروج من الأراضى المحتلة ابتداء من «فتح والسلطة إلى حماس والجهاد الإسلامى».. وجاء رد الشعب قوياً ومؤكداً على أن الفلسطينيين يفضلون العودة إلى أراضيهم وإلى غزة المدمرة وسط الخراب ورائحة الدم على أن يتركوا وطنهم إلى أى مكان فى العالم حتى ولو كان جنة.. وقد كان مشهد عودة النازحين من جنوب إلى شمال غزة أكبر رد عملى على دعاة التهجير!!.. يتباهى بنيامين نتنياهو بأن أمريكا فى ولاية الرئيس ترامب الأولى نقلت سفارتها إلى القدس واعترفت بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة.. ولذلك فإنه يمضى فى مخطط التهجير اعتماداً على أن أمريكا ستؤيده وربما حصل على الضوء الأخضر من ترامب ولن يتخلى الصهاينة عن هذه الفكرة إلا إذا قوبلت بموقف عربى موحد وصلب وبإجراءات قوية خاصة أن العرب يمتلكون من أوراق الضغط والقوة الكثير لو أرادوا.
.. وفى مصر علينا التكاتف ونبذ الخلافات لأن بلادنا تتعرض لمؤامرات لابد للشعب كله أن يقف صفاً واحداً ويتصدى لها.. ولا ننكر أن الشعب فقد اهتمامه بالسياسة والحياة العامة لأسباب عديدة أهمها الحالة الاقتصادية التى جعلت تدبير لقمة العيش له الأولوية عند الأسرة المصرية.. وقد تكون الحسنة الوحيدة لدعاة مخطط تهجير الفلسطينيين هى عودة الناس فى مصر وفى الوطن العربى إلى الاهتمام بالشأن العام والإحساس بالخطر الذى يهدد المنطقة وبالظلم الواقع على الشعب الفلسطينى.. لذلك ترى الجميع يرفضون التهجير.. والأهم أن بجاحة الصهاينة ومن يؤيدونهم وإصرارهم على تمرير مخططهم وتفريغ غزة والضفة والقدس من أهلها قد وحد المصريين من جميع الفئات والطوائف والأحزاب ووحد الشعوب العربية.. وقرب بين الفصائل الفلسطينية التى لابد أن تتوحد فى النهاية قبل ضياع كل شىء!!.
الغريب أن الولايات المتحدة التى تؤيد تهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى تقوم بالقبض على المهاجرين إلى أمريكا وإرسالهم إلى سجن جوانتينامو.. والأغرب أنها تستقبل نتنياهو ولا تقوم بالقبض عليه وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية التى أمرت باعتقاله فى أى مكان يذهب إليه؟!
على العرب أن يعلموا أن الأراضى والحقوق لا تعود بالأقوال ولا بالشجب ولا بالإدانة.. فاللغة الوحيدة التى يعرفها العالم هى القوة.. ولا بديل أمامنا سوى التكاتف والعمل على استعادة الأراضى المحتلة فى كل الوطن العربى وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.. ولن يفعل ذلك سوى العرب أنفسهم.. فلا أحد يقدم الهدايا أو يفعل شيئاً يأتى بالحقوق نيابة عن صاحب الحق!!.
«الست».. وحدت العرب!!
>> ما يحلم به العرب من المحيط إلى الخليج ويبدو مستحيلاً.. حققته كوكب الشرق.. وليس مرة واحدة ولكن فى الخميس الأول من كل شهر ولسنوات عديدة.. حيث كان يجتمع العرب جميعاً لسماع «الست»!!.. رغم رحيل أم كلثوم منذ نصف قرن مازالت أغانيها الأكثر إقبالاً من المستمعين.. ولا يقتصر ذلك على كبار السن ولكنك تفاجأ بأطفال وشباب يرددون أشهر أغنياتها ويحفظونها.. ولا تجد مطربة جديدة إلا وتحصل على شهادة ميلادها من الجماهير عن طريق غناء تراث أم كلثوم!!.. الإقبال على أغانى كوكب الشرق يثبت أن الناس تبحث عن الفن الأصيل والكلمات الهادفة والألحان الشرقية والأصوات الجميلة.. وأن الشباب لا يستمعون فقط للأغانى الهابطة ومطربى المهرجانات!!.
تابع المشاهدون احتفالية ماسبيرو فى الذكرى الخمسين لكوكب الشرق أم كلثوم وتكريم أسرة مسلسلها الذى مر على عرضه 52 عاماً.. واستعادوا زمن الفن الجميل.. وهى احتفالية تستحق الإشادة وتعيد لتليفزيون الدولة مكانته وتجعلنا نتحسر على أيام «أم كلثوم».
جبريل.. أديب الصحافة!!
>> فى عام 2020 حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب بعد 54 سنة من فوزه بجائزة الدولة التشجيعية وقال يومها فى تواضع «لم أفكر أبداً فى حصد الجوائز.. وأشكر كل أصدقائى الذين دعمونى فى مرضى.. وأشكر من رشحونى للحصول على الجائزة».
رحل الأديب الكبير الأستاذ محمد جبريل «87 عاماً» منذ أيام بعد أكثر من 60 عاماً قدم خلالها للمكتبة العربية ما يزيد على 50 عملاً إبداعياً ما بين الدراسات الأدبية والروايات والقصص والسير الذاتية والبحث فى التراث.. وفقدت دار التحرير برحيله أحد أساتذة الصحافة ورموز المهنة حيث بدأ فى «الجمهورية» عام 1959 قبل أن ينتقل إلى جريدة «المساء» ويتولى رئاسة القسم الثقافى ويتخرج على يديه أجيال من الأدباء والصحفيين.. وفى فترة ذهب إلى سلطنة عمان ورأس تحرير جريدة الوطن لعدة سنوات وأصبح له تلاميذ فى الخليج.
كان الأستاذ جبريل إنساناً رقيقاً صاحب خلق رفيع لم يستغل أبداً عمله فى الصحافة وشهرته الأدبية للحصول على مزايا ً.. فقدنا برحيل الأستاذ جبريل إنساناً رائعاً وصحفياً وأديباً مبدعاً لم يحصل على ما يستحق من تقدير ولم تحظ أعماله بالتكريم اللائق.. وفقدت شخصياً أستاذاً وصديقاً.. رحم الله الأستاذ محمد جبريل وألهم أسرته وكل تلاميذه وأحبابه الصبر والسلوان.