لاشك أن القمة العربية الطارئة التى تستضيفها القاهرة يوم 4 مارس القادم، ستتخذ موقفا عربيا موحدا ضد تهجير الفلسطينيين سواء إلى مصر أو الأردن أو السعودية أو أية بقعة على الأرض. وتتناول القمة مناقشة التطورات الخطيرة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، والتصدى لخطط تهجير الفلسطينيين. وتأتى هذه القمة فى ظل تصاعد التوترات فى المنطقة، واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وتكتسب هذه القمة أهمية خاصة لعدة اعتبارات لأنها تأتى فى وقت حرج، حيث يواجه الشعب الفلسطينى خطر التهجير القسرى من أرضه. وانعقاد القمة فى هذا التوقيت الحساس يعكس حرص الدول العربية على التصدى لهذا المخطط. وتتمتع مصر بمكانة مرموقة فى العالم العربي، ودورها القيادى فى المنطقة لا يمكن إنكاره، واستضافتها للقمة يعكس ثقة الدول العربية فى قدرة مصر على قيادة الجهود نحو حل القضية الفلسطينية.
والمعروف أن الدول العربية تواجه تحديات مشتركة، مثل الإرهاب والتطرف، والتدخلات الخارجية، والأزمات الاقتصادية. والقمة فرصة للدول العربية لتوحيد رؤاها وتنسيق جهودها لمواجهة هذه التحديات، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التى تبقى على رأس أولويات العالم العربي.
وتسعى القمة إلى إيجاد حل عادل وشامل للقضية، يضمن للشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه فى تقرير المصير.
ومن المتوقع أن تتضمن أجندة القمة العربية فى القاهرة عدة مواضيع رئيسية، حول آخر المستجدات فى هذا الملف، والجهود المبذولة لإحياء عملية السلام، والتصدى لخطط تهجير الفلسطينيين.
بالإضافة إلى مناقشة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، بما فى ذلك بناء المستوطنات، وهدم المنازل، والاعتقالات التعسفية.
كما يتم بحث سبل تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، والتخفيف من معاناته، ومناقشة التدخلات الخارجية فى الشئون الفلسطينية، والتأكيد على ضرورة احترام سيادة الشعب الفلسطيني.
ويتطلع العالم العربى إلى أن تسفر القمة العربية فى القاهرة عن نتائج ملموسة، تحقق الآمال والتطلعات فى تحقيق الاستقرار والازدهار فى المنطقة.
ومن المتوقع أن تصدر القمة قرارات مهمة بشأن القضايا المطروحة على جدول الأعمال، وأن تعزز التعاون العربى فى مختلف المجالات، وعلى رأسها دعم القضية الفلسطينية.
وتبقى القمة العربية فى القاهرة فرصة تاريخية للقادة العرب لتوحيد الصفوف، وتجاوز الخلافات، والعمل المشترك لمواجهة التحديات التى تهدد المنطقة.
ويشكل منع تهجير الفلسطينيين موقفاً عربياً موحداً وثابتاً، حيث تتفق الدول العربية على رفض أى مخططات أو محاولات لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه.
وتؤكد الدول العربية على تمسكها بحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة، وعلى رأسها حقه فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967.
ويكتسب الموقف العربى الموحد بشأن منع تهجير الفلسطينيين أهمية خاصة، لأنه يهدف إلى حماية حقوق الشعب الفلسطينى فى أرضه، والتصدى لأى محاولات لانتزاع هذه الحقوق منه.
ويساهم فى الحفاظ على الهوية الفلسطينية، ومنع أى محاولات لطمس هذه الهوية أو تغيير الواقع الديموجرافى فى الأراضى الفلسطينية. ويعتبر الموقف العربى الموحد عنصراً أساسياً لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، حيث يؤكد على ضرورة حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً، يضمن للشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة.
كما يساهم فى تعزيز التعاون العربى لمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتصدى لأى تهديدات للاستقرار فى المنطقة.
وكذلك تحرص الدول العربية على تأكيد موقفها الموحد بشأن منع تهجير الفلسطينيين فى المحافل الدولية، حيث تدعو إلى تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتؤكد على ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني.
وتقوم الجامعة العربية بدور هام فى تنسيق المواقف العربية، والتعبير عن الموقف العربى الموحد بشأن منع تهجير الفلسطينيين فى المحافل الدولية.
يبقى الموقف العربى الموحد بشأن منع تهجير الفلسطينيين موقفاً ثابتاً وراسخاً، حيث تعتبر الدول العربية أن القضية الفلسطينية هى قضيتها الأساسية، وأن دعم الشعب الفلسطينى وحماية حقوقه واجب عليها.