الحل لا يكون بتهجير الفلسطينيين بل بإقامة دولتهم المستقلة
على حدود 4 يونيو 1967 دائماً وأبداً ما كانت مصر الحصن الحصين والمدافع عن القضية الفلسطينة والأمة العربية، كانت وستظل الملاذ للأمتين العربية والإسلامية وقت المحن والأزمات، تواصل مصر موقفها الثابت والرافض لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، رغم الضغوط الأمريكية المتزايدة والتلويح بفرض عقوبات اقتصادية وقطع المساعدات العسكرية والإنسانية عن القاهرة، ورغم هذه التهديدات، لم تتراجع القيادة المصرية عن موقفها التاريخى الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدة أن الحل العادل لا يكون بتهجير الفلسطينيين، بل بإقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وجددت مصر رفضها أى طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية محذرة من تداعيات تصريحات مسئولين بالحكومة الإسرائيلية بشأن بدء تنفيذ مخطط تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه واعتبرت ذلك خرقاً صارخاً وسافراً للقانون الدولي، والقانون الدولى الإنساني، رغم ما شهدته الأيام الأخيرة من تصاعد فى الضغوط الأمريكية على مصر، فى محاولة للضغط على القاهرة لتغيير موقفها الرافض للتهجير القسرى للفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء أو أى دولة أخري، ليأتى الرد المصرى واضحا وحاسما، حيث أكد الرئيس السيسى فى أكثر من مناسبة أن مصر لن تسمح بحدوث هذا السيناريو تحت أى ظرف، مشدداً على أن القضية الفلسطينية لا يمكن حلها عبر تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها.
واتخذت مصر خطوات احترازية لتعزيز أمنها القومي، حيث عززت التواجد العسكرى فى مناطق الحدود مع قطاع غزة، وشددت الرقابة على المعابر لمنع أى محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريا إلى الأراضى المصرية، كما قامت مصر بتكثيف تحركاتها الدبلوماسية لفضح المخططات التى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.. كما جاء الدعم المصرى حازماً وداعماً للموقف السعودى بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى والرئيس الأمريكي، والتى تضمنت دعوات لإقامة دولة فلسطينية فى الأراضى السعودية، وهو ما اعتبرته الرياض تجاوزا غير مقبول لسيادتها، وأكدت مصر دعمها الكامل للسعودية فى مواجهة هذه الادعاءات، مشددة على ضرورة احترام سيادة الدول العربية وعدم فرض حلول على حسابها.
كما أعلنت مصر عن استضافتها قمة عربية طارئة بالقاهرة فى 27 فبراير الجاري، وذلك بعد التشاور والتنسيق مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة، لبحث التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية، بعد المقترح الذى قدمه الرئيس الأمريكى بالسيطرة على قطاع غزة وإنشاء ما وصفها بريفييرا الشرق وإعادة توطين الفلسطينيين فى أماكن أخري، وتسابق الخارجية المصرية الزمن بإجراء اتصالات مكثفة من قبل الوزير بدر عبد العاطي، مع عدد من نظرائه العرب، لعقد القمة الطارئة، لبحث تداعيات التصريحات الأمريكية الأخيرة، ووضع موقف عربى موحد لمواجهة الضغوط المتزايدة، لتؤكد عبر موقفها الثابت والراسخ أنها لن تسمح بتهجير الفلسطينيين، ولن تقبل بأى حلول على حساب سيادتها وأمنها القومي، كما تبقى القاهرة فى طليعة المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، ساعية لتوحيد الموقف العربى لمواجهة التحديات الراهنة، فى رسالة واضحة بأن القضايا المصيرية للأمة العربية لا يمكن أن تكون محل مساومة أو ابتزاز.. ودائماً وأبداً تحيا مصر.