بعد ما يقارب الـ9 أيام على التوغل الأوكرانى البرى في مقاطعة كورسك داخل الحدود الروسية، واصلت القوات الأوكرانية تقدمها معلنة عزمها إقامة منطقة عازلة هناك، فى حين عمدت القوات الروسية إلى نصب الخنادق خلف الخطوط الأمامية فى إشارة إلى تزايد المخاوف من تقدم جديد لتلك القوات.
وأعلنت القوات الروسية أمس، تحرير بلدة كروبيتس فى مقاطعة كورسك كانت القوات الأوكرانية قد سيطرت عليها فى وقت سابق، مضيفة أنها استهدفت أيضا بصواريخ «إسكندر» قافلة عسكرية أوكرانية من 15 ناقلة فى سومي.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الروسية تمكنت من تحرير بلدة كروبيتس والقضاء على القوات الأوكرانية المتواجدة فى المنطقة.
وأعلن نائب مدير الإدارة العسكرية السياسية الرئيسية فى القوات المسلحة الروسية، قائد قوات «أخمات» الخاصة، أبتى علاء الدينوف، أن القوات الروسية تقضى تدريجيا على وحدات القوات الأوكرانية على محور كورسك. وصرح لوكالة «تاس»، أمس، بأن «وضعنا طبيعي، والعمل جار. تمكنا من القضاء على العدو فى مواقعنا، وتقدمنا إلى الأمام».
وبدأ أكبر هجوم أجنبى على الأراضى الروسية منذ الحرب العالمية الثانية فى السادس من أغسطس عندما اقتحم آلاف الجنود الأوكرانيين الحدود الغربية لروسيا.وبدعم من مجموعات من الطائرات المسيرة والمدفعية الثقيلة والدبابات، تمكنت الوحدات الأوكرانية منذ ذلك الحين من السيطرة على جزء من أراضي روسيا.
وتتواصل المعارك على طول جبهة بعمق حوالى 18 كيلومترا داخل الأراضى الروسية.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أمس أن قواتها أسقطت طائرات مسيرة أوكرانية فوق منطقة بيلغورود المجاورة فى روسيا وأن قاذفات سوخوي-34 قصفت مواقع أوكرانية فى كورسك.
وقال وزير الدفاع الروسى إن هيئة الأركان العامة العسكرية قد أعدت إجراءات إضافية لحماية منطقة بيلغورود.
وأفادت تقارير بأن مدينة سوجا تتعرض لقصف مستمر من مدفعية ومقاتلات الجيش الروسي، لاسيما الطريق السريع الذى يوصل الإمدادات من أوكرانيا إلى المدينة، بهدف تعطيل الإمدادات العسكرية للجنود الأوكران.
من ناحية أخري، أفادت الأنباء بأنه تم إجلاء 12 ألف شخص من منطقة غلوفشوسكي، بعدما أصبح الجيش الأوكرانى على بعد كيلومترات قليلة من المنطقة،إلى نقاط أكثر أمانا فى مقاطعات أخري.
وكان القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك الروسية أليكسى سميرنوف أشار إلى أن السلطات فى المنطقة قررت إخلاء مقاطعة جلوشكوف من السكان.
وفى شرق أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن قواتها تمكنت من السيطرة على بلدة جديدة قريبة من أحد المحاور الرئيسية، وأن القوات الأوكرانية خسرت قرابة 1120 عسكريا فى معارك بإقليم دونباس.
وقالت الوزارة إن القوات الروسية سيطرت على بلدة إيفانوفكا في دونيتسك، مضيفة أنه «تم صد 7 هجمات مضادة شنتها مجموعات هجومية من اللواء الميكانيكى 53 للقوات الأوكرانية واللواء الخامس عشر من الحرس الوطني».
وتقع بلدة إيفانيفكا على مسافة 15 كيلومترا فقط من بوكروفسك، التى تعتبر مركزا لوجستيا مهما فى شرق أوكرانيا.
على صعيد آخر، يهدد هجوم أوكرانيا وصول إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية، لبعض الدول الأوروبية، حيث يتم ضخ الغاز الروسى إلى الاتحاد الأوروبي، عبر محطة قياس الغاز الواقعة بالقرب من سودجا، والتى يقال إن القوات الأوكرانية استولت عليها، بحسب موقع «إن تى في» الألماني.
ويتردد أن أوكرانيا استولت على سوجا أثناء تقدمها إلى منطقة الحدود الروسية، حيث تضخ شركة غازبروم الغاز الروسى إلى دول الاتحاد الأوروبي، وإن صحت تلك المزاعم فقد يؤدى ذلك إلى توقف مفاجئ فى عمليات التسليم، وسيتعين على دول الاتحاد الأوروبى إيجاد بدائل بحلول نهاية عام 2024 على أقصى تقدير.
وعلى وجه التحديد قد تصبح الأمور صعبة بالنسبة للنمسا وسلوفاكيا، بسبب الهجوم الأوكرانى على منطقة كورسك الحدودية، وترفض الحكومة فى كييف تمديد العقد مع موسكو الذى يضمن تسليم البضائع عبر أراضيها، وينتهى رسميا فى 31 ديسمبر 2024.
وكان خط الأنابيب يزود فى السابق الغاز الطبيعى إلى التشيك والمجر والنمسا وسلوفاكيا وغيرها، ولا يتم فرض عقوبات على استيراد الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية إلى الاتحاد الأوروبي.
وتقوم شركة غازبروم أيضا بتزويد دول الاتحاد الأوروبى مثل المجر واليونان عبر خط أنابيب ترك ستريم، الذى يمتد من الساحل الجنوبى لروسيا عبر البحر الأسود إلى الجزء الأوروبى من تركيا.
وعن قدرة النمسا وسلوفاكيا على الاستمرار فى الاعتماد على إمدادات الغاز من موسكو، على الأقل فى الأشهر المقبلة، سوف يتقرر من خلال القتال الدائر بين الأوكرانيين فى منطقة الحدود الروسية.
وتلقت النمسا حتى مايو الماضى 90 ٪ من وارداتها من الغاز عبر خط أنابيب ترانسغاز، وفى العام الماضي، استوردت سلوفاكيا نصف وارداتها من الغاز الطبيعى عبر أوكرانيا، ويعمل البلدان بالفعل على الاستقلال عن الواردات الروسية.