ردود فعل عديدة عالمية أعقبت حفل افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية المقامة حالياً فى باريس.. وبرغم أن هذا الحفل يمثل مسابقة مميزة لأول مرة فى حفلات الافتتاح لأنه أقيم خارج الملعب وأقيم على ضفاف نهر السين بالعاصمة الفرنسية وفى أماكن مميزة تاريخية مما أضفى على الحفل تميزاً واضحاً إلا أنه فى نفس الوقت فاقت ردود الفعل السلبية للحفل كل التوقعات حتى وصل الأمر إلى اعتذار رسمى بل وقامت اللجنة الأوليمبية بمسح الفيديو الخاص بحفل افتتاح الألعاب الأوليمبية.. كانت أبرز الانتقادات الموجهة للحفل والتى أثارت الجدل تجسيد لوجه العشاء الأخير لليوناردو دافنشى من خلال عدد من الفنانين المتحولين جنسياً بخلاف ظهور مغنى عار وهو يجسد الرب الأفريقى ديونسيس ولعل أهم الدروس والمواقف من هذا الحفل العالمى الذى يبهر الدنيا كل أربع سنوات هي:
أولاً: وضحت الصورة فى العالم كله بأن هناك من يريد ترويج الأخلاق الفاسدة لدرجة أن العلم الأوليمبى ذا الحلقات الخمس ظهر فى بداية الحفل مقلوباً قرب برج إيفل وكان هذا الخطأ إعلاناً بأنه من الممكن أن نقلب كل شيء ولعل هذا تعبير لبعض الأخطاء الكبرى الأخرى فى هذا الحفل والتى أثارت جدلاً حقيقياً وأثارت استياء الكثيرين خاصة المشهد التمثيلى للوحة العشاء الأخير للسيد المسيح عليه السلام وظهر فى اللوحة أشخاص يرتدون أزياء نسائية وهذا المشهد كان رسالة واضحة من أنه أصبح مقبولاً أو متاحاً السخرية من المسيحية وإذا كان ذلك يحدث فى أوروبا حيث الغالبية المسيحية فهى إعلان جاء بأنه من الممكن والمقبول السخرية من كل الأديان السماوية بل وكشف فاضح لمؤامرات الاساءة للدين.. أى دين!!
ثانياً: كتب أحد الفرنسيين.. إن أكثر من مليار شخص حول العالم شاهدوا الحفل وهذا أفضل ما يمكن أن تقدمه فرنسا: رجل يرتدى ملابس خادشة للحياء ومحاط بنساء متحولات جنسياً وامرأة بدينة ترتدى تاجاً عملاقاً وهو رسالة لتأكيد ما يسمونه بالحداثة العلمانية العميقة وهى تحد صارخ لكل القيم والأديان السماوية.. كما ظهر فى أحد العروض راقصون يمثلون مجتمع المتحولين جنسياً وهى محاولة وصفها المتابعون بأنها اقحام لهذه القضية الشاذة فى أكبر حدث رياضى عالمى للتويج لها والاساءة إلى القيم وخلق مجتمعات سيئة فى كل أنحاء العالم وهو ما تهدف إليه الماسونية وكأنه ــ كمال قال البعض ــ احتفال بالشيطانية والاعتداء على الأطفال ونبذ القيم والهجوم على الفطرة الإنسانية.
ثالثاً: جاء بيان الأزهر الشريف الذى استنكر من خلاله المشاهد المسيئة للمسيحية وكذلك الترويج للشذوذ والتحول الجنسى وتحذير الأزهر بوضوح شديد من خطورة استغلال المناسبات العالمية لتطبيع الإساءة للدين والترويج لقيم يرفضها الدين والقيم الأخلاقية المتعارف عليها.. جاء هذا البيان إعلاناً رسمياً وواضحاً عن قيمة الأزهر وحرصه على الأديان ودفاعه القوى عن المسيحية وأننا شعب واحد ورفضه أى اساءة لمقام السيد المسيح عليه السلام ومقام نبوته الرفيع حيث أكد الأزهر مجدداً رفضه الاساءة لأى نبى من أنبياء الله ورسله وأكد أن أى اساءة للمسيح أو أى نبى عار على مرتكبى تلك الاساءة ومن يقبلها.
تأكيد الأزهر إعلان رائع من الاخوة والمحبة وحقيقة الأديان فى رفض كل ما يخالف الفطرة الإنسانية السليمة ورفض محاولات الاساءة للأديان أو للفطرة السليمة أو القيم الدينية الإنسانية المعلومة بالضرورة.
رابعاً: من الواضح جلياً أن كل ما وقع فيه البشر طوال التاريخ الإنسانى وأن الله أرسل رسلاً لابلاغ رسالته وتقويم الأخطاء كما حدث مع قوم لوط وكذلك مع فرعون وهود وثمود وغيرهم فإن هذه الأخطاء والجرائم الإنسانية تتكرر هذه الأيام وبأشكال مختلفة لضرب المجتمعات الإنسانية وهدم الأديان السماوية والاساءة للفطرة البشرية وهو ما يجعل حكماء العالم وأهل الفضل والمدافعين عن الأديان والقيم والفطرة الإنسانية السليمة يستعدون لهذه المواجهة التى زادت فى الآونة الأخيرة وهم يستهدفون مجتمعات عريقة كانت القيم الدينية والفطرة السليمة هى سلوكها الأول والأهم والأقوى فى مواجهة كل عدوان عليها أياً كان شكله أو اسلوبه أو طريقته.
خامساً وليس أخيراً: قد يبدو أنهم يسيئون إلى القيم لكن رد الفعل القوى ضدهم ورفض خططتهم وفضحهم أكد أن الحق باق وأن الله غالب على أمره إن شاء الله إنها دروس عديدة ومواقف كثيرة حاولنا الاقتراب منها لعلنا نكون قد أبرزنا أهمها ولنكن مستعدين دائماً للدفاع عن ديننا وقيمنا وفطرتنا السليمة.