.. وبناء الإنسان المصرى 2/2 الأرقام .. لا تكذب
فى مقال سابق فى 28 مارس الماضى بعنوان «الموازنة.. وبناء الإنسان» تحدثت عن قراءة مبدئية للموازنة العامة للدولة 2024/2025 وجدت ان الأرقام وهى لا تكذب على الإطلاق تؤكد أمراً فى غاية الأهمية.. بل والاستثنائية فهى أكبر موازنة فى تاريخ مصر تحمل هذه المخصصات لصالح المواطن.. وبناء الإنسان المصرى على كافة الأصعدة.. وهو ما يجسد بشكل واضح مدى الاهتمام الرئاسى غير المسبوق بالارتقاء بجودة حياة المصريين وتحسين ظروفهم المعيشية.. واتاحة الخدمات الراقية لهم من صحة وتعليم وحياة كريمة ودعم وحماية اجتماعية.. لذلك أقول دائماً ان عوائد البناء والتنمية التى تحققت على مدار 10 سنوات ومازالت تعود بالدرجة الأولى على المواطن.. وهو من يحصد ثمارها فى كافة مناحى حياته.
الموازنة الجديدة تحمل الكثير من الرسائل المهمة حول قوة النشاط الاقتصادى بالدولة المصرية.. حيث وصل اجمالى الناتج المحلى إلى 17.3 تريليون جنيه وهو ما يعكس عمق وجدوى ما تحقق على مدار 10 سنوات وأيضاً يحمل تفاؤلاً كبيراً فى المزيد من الإنجازات.. وتستهدف الدولة معدل نمو يصل إلى 4.2٪ رغم الأزمات والصراعات العالمية والإقليمية الجيوسياسية وكان معدل النمو فى الموازنة الماضية لا يزيد على 2.9٪ وهو ما يشير إلى حالة التعافى التى يشهدها الاقتصاد المصرى ليسترد معدلاته قبل أزمات كورونا والحرب الروسية- الأوكرانية والتى وصلت إلى معدلات نمو تزيد على 7٪.
الأرقام لا تكذب ومخصصات الموازنة العامة الجديدة وبنودها تشير إلى ان الإنسان والمواطن المصرى هو جل أهداف القيادة السياسية وليس جديداً هذا الأمر.. فالرئيس عبدالفتاح السيسى على مدار 10 سنوات يضع المواطن وبناء الإنسان المصرى على رأس أولوياته.. لتعويضه عن عقود المعاناة العميقة على مدار 50 عاماً وأيضاً يجعله يحصد ثمار صبره وتحمله وتضحياته وصموده.. فهو القائل (الشعب هو البطل وهو السبب وسر ما تحقق من إنجازات ونجاحات).. لذلك فإن قراءة الأرقام التى حملتها بنود ومخصصات الموازنة الجديدة تشير وتجسد الأولوية الرئاسية فى الانحياز للمواطن المصري.. فالصحة استحوذت على 496 مليار جنيه بزيادة 30٪ عن العام الماضى وهو أمر بالغ الأهمية.. كما انه يجرى الانتهاء من تنفيذ 58 مستشفى صحة وجامعياً وما سبق من تطوير المستشفيات القديمة ورفع كفاءتها وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية.. وانشاء المستشفيات الجديدة بالإضافة إلى 14 مبادرة رئاسية فى مجال الرعاية الصحية أبرزها القضاء على فيروس (سي) وقوائم الانتظار ومبادرة 100 مليون صحة والتأمين الصحى الشامل وتحمل الدولة الاشتراك الخاص لغير القادرين والذى وصل إلى 2.4 مليار جنيه فى الموازنة الجديدة.
التعليم أيضاً سواء ما قبل الجامعى أو الجامعى استحوذ على أرقام غير مسبوقة وصلت إلى 858 مليار جنيه.. إيماناً من القيادة السياسية بدور وأهمية التعليم فى بناء الدولة الحديثة وقدرته على صناعة الفارق فى مسيرة هذا الوطن وخلق أجيال قادرة على مواكبة العصر.. بالإضافة إلى 635.9 مليار جنيه للدعم والمنح والمزايا الاجتماعية مقارنة بـ532.8 مليار جنيه.. فكلما زاد النجاح ارتفعت المخصصات لصالح المواطن وبناء الإنسان وهو ما حدث بالفعل فى هذا البند حيث بلغ معدل النمو 19.3٪.. فدعم المواد البترولية وصل إلى 154 مليار جنيه بعد أن كان 119.4 مليار جنيه إيماناً من القيادة السياسية بأن المواطن المصرى لا يستطيع تحمل الأسعار العالمية و134.2 مليار جنيه للسلع التموينية و40 مليار جنيه لمعاش الضمان الاجتماعى وتكافل وكرامة بزيادة أكثر من 9 مليارات جنيه و11.9 مليار جنيه للإسكان الاجتماعى و3.5 مليار جنيه لدعم توصيل الغاز الطبيعى للمنازل و18.4 مليار جنيه للتأمين الصحى والأدوية وعلاج غير القادرين.
هذه الأرقام تعكس وتجسد اهتمام وأولوية الرئيس السيسى بالمواطن المصرى وبناء الإنسان.. وأيضاً نجاح رؤيته فى البناء والتنمية وان عوائدها يحصدها الموطن.