تخطئ الشعوب العربية عند ترديد مقولة الصهيونية العالمية ان الحروب الدائرة منذ عام 1948 هو صراع عربى إسرائيلى وان المجتمع الاسرائيلى يدافع عن وجوده.
الحقيقة ان الشعوب العربية تدافع عن تواجدها بأراضيها وتقاوم التمدد الصهيونى العالمى والمجتمع الاسرائيلى الذى يخطط منذ عام 1917 للسيطرة على الشرق الأوسط بالكامل بل وأجزاء من افريقيا وإنشاء الامبراطورية الصهيونية الاسرائيلية.
تشمل خطط المجتمع الاسرائيلى بالكامل وليس نتنياهو فقط كما يصوره الاعلام الصهيونى العالمى على التمدد داخل المجتمعات والشعوب والحكومات العربية والافريقية وإحداث هذا التمدد بصوره المتعددة وأولها التمدد المباشر من خلال الاستيلاء على الأراضى العربية ابتداًءبفلسطين ثم الدول المجاورة وعلى مراحل والاستيطان الاسرائيلى وتهجير الشعوب العربية من أراضيها المحتلة أو تحويلهم لفئات داخل المجتمع الاسرائيلى وتحويلهم لعناصر تابعة للصهيونية العالمية ووصل الأمر إلى تجنيدهم ومشاركتهم فى حروب اسرائيل ضد الشعوب العربية كما يحدث حاليا فى حرب اسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وضد الشعب اللبنانى فى جنوب ووسط لبنان وأسر وإصابة وقتل العشرات من العرب المجندين بالجيش الاسرائيلى وبعد نجاح المجتمع الاسرائيلى فى التمدد نحو سيناء والجولان والضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة فى نكسة 1967 نجح الجيش والشعب المصرى بالإصرار والعزيمة والمقاومة العربية والمصرية الأصيلة فى هزيمة الجيش والمجتمع الاسرائيلى فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973 بعد النجاح فى اعداد الدولة المصرية للحرب بتعاون ومساعدة أصيلة من الدول العربية والصديقة وتلى ذلك النجاح فى استرداد سيناء بالكامل التى تمثل سدس مساحة مصر من خلال العمل الدبلوماسى وعقد اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 والحد من التمدد الصهيونى فى اتجاه سيناء والقضاء على أهداف اسرائيل التمددية وتضمنت خطط الصهيونية العالمية المتمثلة فى اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية إحداث التمدد الثقافى والدينى والعلمى والتكنولوجى الصهيونى داخل المجتمعات العربية والافريقية.
ان اعتراف بعض الدول لإسرائيل بحدوده الحالية طبقاً لقرارات الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن تقسيم فلسطين إلى دولتين اسرائيلية وفلسطينية لا يعوق العمل نحو مقاومة التمدد الاسرائيلى المستمر للاستيلاء على أراض عربية جديدة.
وتعمل مصر باستمرار على مقاومة هذا التمدد غير المباشر مع التركيز خلال الفترة الحالية على تقوية العلاقات مع كينيا وجنوب السودان وأوغندا والصومال وجيبوتى واريتريا وتنزانيا على التوازى مع إحداث الاستقرار السياسى والعسكرى والمجتمعى داخل ليبيا والسودان لتأمين الحدود الغربية والجنوبية لمصر وفرض الفكر والإرادة العربية نحو تحقيق المقاومة الفعلية للتمدد الاسرائيلي.
وهنا نؤكد على الدور الكبير للدولة وادراكها لأهمية تعميق الصناعات الحربية المتطورة داخل مصر وهذا ما نتمناه أيضا على مستوى الدول العربية وزيادة القدرات العربية لتصميم وتصنيع الأسلحة والذخائر والصواريخ المتطورة وأنظمة الاعاقة الالكترونية والاتصالات والطائرات والمعدات البحرية والحد من تشغيل المصانع الحربية بالدول العربية بالصناعات المدنية حيث تهدف الصهيونية العالمية إلى تقليل معدلات تطوير الصناعات الحربية العربية.
لقد أوضحت الأعمال الاسرائيلية والأمريكية فى الحرب الدائرة حاليا أهمية امتلاك العلوم والتكنولوجيات المتطورة وان الحروب الحالية والمستقبلية وهى إلا حروب علمية.
والأعوام السبعة عشر القادمة حتى عام 2041 عام الحسم هى أخطر وأهم سنوات تمر على الشعوب العربية لإيقاف التمدد الاسرائيلى ومقاومة خطط الصهيونية العالمية لإنشاء دولة اسرائيل ما قبل الكبرى من خلال الاستيلاء على أراضى فلسطين بالكامل شاملا القدس الشرقية والجولان وجنوب لبنان واعتراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتلك الحدود الجديدة كمرحلة أولى لإنشاء اسرائيل الكبرى بحلول 2072.
الموقف خطير وصعب ويحتاج للتضامن العربى والدول الصديقة لمنع حدوث هذا التمدد الاسرائيلى خاصة لو نجح ترامب فى الانتخابات القادمة المؤيدة لإنشاء دولة اسرائيل ما قبل الكبرى بكل قوة تنفيذا لتعليمات الصهيونية العالمية المسيطرة على الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل.