على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة استمرت موائد الرحمن التى تقام فى شهر رمضان تقربا الى الله لمساعدة الفقراء وغير القادرين بما يجسد أعلى درجات التكافل الاجتماعى بين المواطنين مؤكدين انها تجارة رابحة مع الله مهما ارتفعت الاسعار والتكاليف بينما فضل البعض توزيع وجبات جاهزة لانها تصل لمن يستحقها من الفقراء والمحتاجين ممن يتعففون.
تعد موائد الرحمن من ابرز مظاهر التكافل الاجتماعى التى يتميز بها شهر رمضان عن باقى شهور السنة فمن خلالها تقدم وجبات إفطار تتنوع ما بين مائدة واخرى حسب الاحياء التى تقام فيها والاشخاص الذين ينفقون عليها.
فى البداية يقول محمد السيد تاجر اكسيسوار: موائد الرحمن عادة رمضانية لا غنى عنها يفطر عليها الفقراء والاغنياء ممن يفطرون خارج منازلهم مشيراً إلى تنوع يموائد الرحمن منها الخمس النجوم التى يقيمها الفنانون ونواب البرلمان ينتظرها الكثير من المسلمين كل عام وأصحابها لا ينظرون إلى ارتفاع الاسعار طمعاً فى الأجر والثواب الاعظم.
يضيف عبد الشافى السيد أعمال حرة ان اقامة موائد الرحمن فى شهر رمضان ضرورة ملحة لاطعام عابر السبيل لا يمكن استبدالها بالشنط الرمضانية رغم ارتفاع الاسعار حيث يظل من يقيمها صامدا فى مواجهة الغلاء لانها تجارة مع الله وهى رابحة مهما زادت الاسعار والتكاليف.
يلتقط طرف الحديث مرزوق نوفل مهندس قائلا موائد الرحمن مظهر من المظاهر الرمضانية وبدونها لا يكون لرمضان أى مذاق أو نفحات نظرا لان ثوابها كبير دون النظر لمن يفطر عليها فالجزاء عند الله كما ان غلاء الاسعار ليس فى اعتبار أصحابها فشهر رمضان شهر الخيرات والاحسان.
يوافقه الرأى ناصر فهمى ان الخير موجود ليوم الدين لان موائد الرحمن التى تقام كل عام هى مظهر اساسى من مظاهر الشهر الكريم مهما كانت الظروف والتكاليف.
يضيف خالد إمام طالب من اسيوط أن موائد الرحمن مختلفة فى الصعيد عنها فى القاهرة حيث تقوم المساجد يافطار غير القادرين من المسلمين كما ان المقتدرين ماديا هم الذين يتحملون تكاليف اعداد هذة الموائد بالاضافة إلى قيام كل عائلة باقامة إفطار لفقراء العائلة.
يوضح ياسر عبدالله أمام باحد المساجد ان الحكمة من اقامة موائد الرحمن إفطار للصائم وعابر السبيل دون النظر لحالته المادية غنى أو فقير ولا يهم مقيم موائد الرحمن ان من يجلس عليها مسلم أو غير مسلم المهم الحصول على الاجر والثواب واتباع سنة الله ورسوله مشيرا إلى ان العمل بموائد الرحمن تطوعى وعن طريق قبول تبرعات عينية ومادية مقابل ايصالات كما ان غلاء الاسعار لا يمنع اقامتها فمن يتاجر مع الله رابح دائما.
يضف منصور عبد الوهاب احد العاملين فى جمعية الخير والتقوى يتم توزيع شنط رمضان بدلا من اقامة مادة رحمن على الفقراء والمحتاجين حيث ان الجمعية مسئولة عن مئات الاسر بينما تقوم بعض الجمعيات الاخرى واصحاب الخير توزيع وجبات جاهزة قبل الافطار على المنازل للاسر المتعففين وغيرهم من المحتاجن.
تشاركه الرأى منال عبد الله قائلة: أهالى الخير ورجال الأعمال وبعض أصحاب المعارض يقومون بتجهيز وجبات فاخرة لافطار الصائمين الذين دعتهم ظروفهم للافطار خارج منازلهم.
الشيخ سعيد هزاع بالأوقاف يعلق قائلاً: ان موائد الرحمن من مظاهر الشهر الكريم فهى للفقراء والمحتاجين حيث ان الله عز وجل جعل الصوم فريضة وقيام الليل تطوعا بشهر رمضان مشيرا إلى ان من يقوم بافطار الصائم ولو بشربة ماء وتمرة يكون جزاؤه هو مغفرة للذنوب وعتق رقبة من النار واجره مثل اجر الصائم دون ان ينقص من اجر الصائم شيئاً.
واضاف هزاع ان رسولنا الكريم لم يحدد الحالة المادية للصائم كونه غنياً أو فقيراً كما ان الحكمة من صوم شهر رمضان ان يشعر الغنى بألم الفقير وعطشه ليتصدق عليه مشيرا إلى ان الفقراء فى امس الحاجة لأيدى العطف والرعاية فى مثل هذا الشهر الكريم.
اما الشيخ سعد الفقى وكيل الاوقاف بكفر الشيخ يقول ان الاصل فى اقامة موائد الرحمن بر الفقراء والتكافل بين افراد المجتمع واشاعة الود والخير وكذلك التصدق ولان عبادات رمضان كثيرة جدا لذا فإن مائدة الرجمن تعتبر تصدقا بطريقة سلوكية لتحقق الهدف فى شهر العبادة من كثرة الطاعات واطعام الطعام واعطاء كل محتاج حاجته للتحقق الغاية المنشودة منه وهى التجارة مع الله.
الدكتورة نادية رضوان استاذ علم الاجتماع تشير إلى ان مائدة الرحمن تلعب الدور الاكبر فى العلاقات الاجتماعية وتقوى البنية الاجتماعية للمجتمع المصرى لأن المجتمع فقير بطبيعته حيث يوجد الغالبية منه يعيشون على حد الكفاف لذا موائد الرحمن تحث على تماسك أفراد المجتمع وتشعر الفقراء بان الاغنياء يهتمون بهم كما انها تذيب العلاقات والفروق الاجتماعية وبالتالى تحد من غلظة الفقراء من حقد وغل على الاغنياء كما انها تقوى روابط المجتمع فى عنصر من العناصر المحبوبة للتكافل الاجتماعى علاوة على ثوابها من الناحية الدينية.