أكد مصدر مصرى مطلع، أمس، أن مصر وقطر تكثفان جهودهما الدبلوماسية فى محاولة لانقاذ اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة.
أوضح المصدر فى تصريحات خاصة لـ «القاهرة الإخبارية»، أن الاتصالات مستمرة على أعلى مستوى مع الأطراف وسط ضغوط أمريكية ـ إسرائيلية متزايدة لاستئناف العمليات العسكرية إذا لم يتم تسليم الرهائن بحلول السبت المقبل، مشيراً إلى أن الوساطات المصرية والقطرية تسعى لإيجاد مخرج يضمن تنفيذ الاتفاق بشكل متوازن ويحافظ على التهدئة لتجنب تصعيد جديد قد يؤدى إلى مزيد من الخسائر.
كما أكد المصدر أن «القاهرة» والدوحة تعملان على حث الأطراف على الالتزام ببنود الاتفاق وسط تعقيدات سياسية وميدانية تزيد من صعوبة المهمة.
شدد المصدر المصرى المطلع على أن استمرار وقف إطلاق النار يصب فى مصلحة الجميع، محذرا من أن انهيار الاتفاق سيؤدى إلى موجة جديدة من العنف سيكون لها تداعيات إقليمية خطيرة.
يأتى ذلك فيما أكدت صحيفة- نيويورك تايمز- الأمريكية أن اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة أصبح عرضة للخطر مع تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو باستئناف «القتال الشديد».
وذكرت الصحيفة- فى تقرير نشرته أمس، أن مستقبل وقف إطلاق النار فى غزة ومصير القطاع على المدى الطويل أصبح على المحك عندما حذر نتنياهو حركة حماس من أنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المقرر السبت المقبل، فإن القوات الإسرائيلية ستستأنف «القتال الشديد».
وجاء تحذير نتنياهو بعد أن قالت حماس إنها ستؤجل إلى أجل غير مسمى الجولة التالية من إطلاق سراح الرهائن، متهمة إسرائيل بانتهاك بنود الاتفاق.
وقالت الصحيفة إن بيان نتنياهو عكس طلب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى اليوم السابق بإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين بحلول الساعة 12 ظهرا يوم السبت أو «سيندلع الجحيم».. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلى لم يقل إنه يجب إطلاق سراح جميع الأسرى الذين ما زالوا فى غزة؛ وبموجب شروط وقف إطلاق النار، كان من المفترض أن يتم الإفراج عن ثلاثة فقط السبت المقبل.
وبحسب الصحيفة، يرى محللون أنه من الممكن أن تتوصل إسرائيل وحماس إلى حل وسط قبل يوم السبت بشأن الجولة المقررة هذا الأسبوع من إطلاق سراح الرهائن.. وأن هناك عقبة أخرى تلوح فى الأفق فى مارس المقبل، وهو موعد انقضاء وقف إطلاق النار ما لم تتفاوض حماس وإسرائيل على تمديده.
قال محللون إن الأزمة الحالية «هى مقدمة لأزمة أكبر بكثير قادمة فى أوائل مارس».
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الموقف الحالى ينبع جزئيا من اتهام حماس لإسرائيل بعدم الوفاء بوعودها للمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، فقد طلب من إسرائيل إرسال مئات الآلاف من الخيام إلى غزة، وهو الوعد الذى تقول حماس إن إسرائيل لم تف به.
وقال ثلاثة من المسئولين الإسرائيليين ووسيطين- تحدثوا للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مسألة حساسة- إن ما قالته حماس بهذا الشأن كان دقيقا.
وفى غزة قالت حركة حماس إنها لا تزال ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أن إسرائيل هى المسئولة عن أى تعقيدات أو تأخير فى تنفيذه.
وقال القيادى بالحركة باسم نعيم- فى تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أذاعتها أمس- إن الباب مفتوح أمام الوسطاء للتدخل وإعادة اتفاق وقف إطلاق النار إلى مساره.
أضاف أن الحركة تبذل قصارى جهدها لتفادى أى عقبات وأى تحديات لأنها لا ترغب فى أن ينهار الاتفاق، معربا عن استعداد حماس تسليم السجناء يوم السبت المقبل إذا تم تصحيح الوضع عبر الوسطاء.
وجددت حماس رفضها لخطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن السيطرة على قطاع غزة، ووصفت هذه التصريحات بـ»العنصرية».
وأكدت الحركة أنها ستظل ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار ما دام الاحتلال ملتزما به، مشيرة إلى أن الاتفاق تم بوساطة وسطاء وبشهادة المجتمع الدولي.
وفى رام الله أكد عضو المجلس الثورى لحركة فتح، اللواء أكرم الرجوب، أمس أن حكومة نتنياهو استغلت الظروف والواقع الذى تعيشه القضية الفلسطينية، ودعم الإدارة الأمريكية لحكومة نتنياهو، لتنفيذ أجندتها الاستعمارية على أراضى الضفة الغربية، لافتا إلى أن الموقف الأمريكى المنحاز والمطلق للحكومة الإسرائيلية هو ما دفعهم لتنفيذ مخططهم فى الضفة الغربية واستهداف المخيمات والمواطنين سواء فى جنين أو طولكرم.
وقال الرجوب فى مداخلة لقناة «النيل» للأخبار، :«إن موقف السلطة الوطنية الفلسطينية واضح ضد كل الإجراءات الإسرائيلية، وهو الرفض المطلق لكل تغيير على الأراضى الفلسطينية، ولكن الجميع يعرف إمكانيات وقدرات السلطة الفلسطينية لمواجهة هذا العدوان»، لافتا إلى أنه يوجد اليوم 900 بوابة حديدية يعيش خلفها المواطن فى الضفة الغربية، وبالتالى لا يمكن أن تستطيع السلطة الفلسطينية تغيير أى شئ على أرض الواقع لأنها تعيش تحت الاحتلال الذى يفرض إرادته بالقوة.
وأضاف أن استهداف الاحتلال للمخيمات فى الضفة الغربية مثل طولكرم وطوباس وجنين، له أهداف متعددة أهمها القضاء على فكرة الدولة الفلسطينية وحل الدولتين، وبالتالى فإن إسرائيل تسعى من أجل التغيير فى الجغرافيا الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة.
ميدانياً اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، عقب اقتحامها، للمرة الثانية مخيم العروب شمال الخليل جنوب الضفة الغربية.