هل تم تكريم النجوم الكبار المؤثرين فى مسيرة السينما المصرية الطويلة بقدر استحقاقهم؟ وهل كرمت سامية جمال بعد ما قدمته للسينما المصرية؟ وهل تم تكريم الفنان القدير عبدالمنعم ابراهيم بقدر ما اعطى للجمهور؟
مساء الاحد الماضي، فى اليوم الثانى لمهرجان جمعية الفيلم بقاعة الابداع بدار الأوبرا المصرية شارك جمهور الجمعية والمهرجان فى ندوة عن (سامية جمال) وكتابها الذى اختارت مؤلفته الناقدة ناهد صلاح له اسم (الفراشة) وقدمت الكثيرعن حياة فنانة كبيرة فى التمثيل والرقص من خلال حوار أداره الاستاذ مصطفى الطيب وشاركت فيه السيدة منيرة أباظة شقيقة الممثل الكبير وفتى السينما الوسيم رشدى أباظة، النقاش كان مهما وجذابا على مدى ساعة واحدة لكى يبدأ بعده عرض فيلم (بيت الروبي) احد اهم افلام عام 2023 التى اختارها النقاد وجمهور جمعية الفيلم، وحيث دارت مناقشته بعد العرض بحضور بعض العاملين به، وفى الايام التالية سيرى جمهور المهرجان بقية الافلام المختارة كأفضل افلام 2023، (والتى تعد من الاقل عددا بين افلام دورات هذا المهرجان العريق) وتكريم ذكرى (عبدالمنعم ابراهيم) بحضور ابنتيه سمية وسهير من خلال كتاب تحدث عنه للناقد محمود عبدالشكور بعنوان (وجوه لا تنسي)، واليوم، الخميس، سيكرم المهرجان الفنان الكبير فؤاد المهندس مع نقاش عن إبداعه مع الناقد وليد الخشاب وكتابه عنه الذى اختار له عنوانا ملهما هو (مهندس البهجة) وتقدم هذه النقاشات والمعلومات فى اطار فكرة جديدة للجمعية وأعضائها ورئيسها فى دورتها الخمسين تحت عنوان (المئويات) بهدف تكريم المبدعين فى مئويات ميلادهم كنوع من التقدير لإنجازهم الفنى الذين قدموه تحت الشعار الدائم للمهرجان وهو (نحو سينما مصرية). والذى بدأ مبكرا فى الدورة رقم (١١عام 1985) بتكريم الفنانة مارى منيب ومنحها درع الريادة فى الانتاج والتمثيل.
كل هؤلاء العظماء
ولدت (جمعية الفيلم) عام 1961 بدعوة الناقد الكبير احمد الحضرى لتأسيس جمعية لدعم السينما الجيدة والسينمائيين المبدعين والمتحمسين لقضايا الوطن، وبعد اكثر من عقد على انشائها واقبال الجمهور على الانضمام اليها قرر مجلس ادارتها أقامة (أسبوع جمعية الفيلم للسينما المصرية) كمناسبة سنوية لاختيار الافلام الاهم وتكريم مبدعيها، واكتشاف النجوم الجدد فى كل فروع العمل السينمائى السبعة وهى الاخراج، السيناريو، التصوير، المونتاچ، المناظر، الموسيقي، التمثيل (لهذا سميت السينما الفن السابع)، ويقتصر الاشتراك على الافلام المصرية التى أنتجت فى العام السابق، (وهكذا قمت أنا والناقدان سمير فريد وسامى السلامونى بأعلان تأسيسه بينما اقيمت دورته الاولى عام 1974) كما صرح رئيس جمعية الفيلم مدير التصوير السينمائى محمود عبدالسميع، ووقتها، تكونت اول لجنة تحكيم للمهرجان (عام 1975) من اسماء هامة هى احمد كامل مرسي، احمد الحضري، صلاح ابو سيف، كمال الشيخ، شادى عبدالسلام، مصطفى درويش، حسن فؤاد، رءوف توفيق، سمير فريد، فتحى فرج، كمال رمزي، يوسف شريف رزق الله، سامى السلامونى (وهم من اهم اسماء صناع السينما ونقادها فى هذا الوقت) ومن الجدير بالذكر هنا ان المخرج الكبير صلاح أبوسيف رأس لجنة تحكيم المهرجان تسعة مرات بينما رأسها مؤسس الجمعية أحمد الحضرى خمس مرات كما استطاع مدير التصوير السينمائى محمود عبدالسميع، رئيس الجمعية الآن، مع أعضاء مجلس الإدارة، تطوير العمل فى البرنامج الاسبوعى للجمعية على مدار العام، وإضافة المزيد إلى المهرجان السنوى مثل الإهداءات الى نجوم رحلوا، او موجودين بيننا ولازالوا متألقين، وهو ما بدأ عام 2006.
وقد قرر مجلس جمعية الفيلم أن يكون شعار الدورة الحالية للمهرجان « تحيا فلسطين » باعتبارها «حدوتة مصرية» وقضية «العرب الأولى» يهدى المهرجان دورته الخمسين إلى اسمي النجم الكبير صلاح السعدني، والمخرج والسيناريست الكبير عصام الشماع، بيان صدر منذ ايام عن المهرجان يجدد فيه الإضافة التى بدأت عام 2006 فى الدورة 32 بأهدائها الى الفنان أحمد زكي، فى ذكراه الاولي، وفى الدورة الأربعين، يهدى المهرجان دورته إلى ثلاثة، المخرج توفيق صالح، والسيناريست المنتج ممدوح الليثي، والناقد والكاتب رفيق الصبان، وفى نفس الدورة (عام 2014) يصل الإهداء الى شخصية رابعة داعمة للسينما والجمعية هى الاب يوسف مظلوم رئيس المركز الكاثوليكى تقديرا لدوره فى دعم جمعية الفيلم منذ بدايتها وعلى مدى ربع قرن، وبعدها تهدى الجمعية دورتها رقم 41 الى روح فاتن حمامة (سيدة الشاشة العربية) وفى الدورة 42 يذهب الإهداء الى روح الفنان الكبير نور الشريف، وفى الدورة 45 تهدى الدورة الى روح الناقد الكبير على ابو شادي، وبعدها، الدورة 46، تهدى الى روح الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله لتصل هذا العام إلى الكبيرين صلاح السعدنى وعصام الشماع.
حسين فهمي.. وحكاية ضيف الشرف
فى عام 2005، بدأ المهرجان تقليد جديد هو اختيار احد نجوم العمل السينمائى كضيف شرف، وهو ما حدث مع الممثل الكبير أحمد زكى الذى كان اول ضيف شرف لمهرجان جمعية الفيلم فى الدورة 26 كما كان ايضا اول من أهديت لهم الدورة بعد رحيله بعام، بعدها توقف الإهداء وعاد بعد ٨ سنوات من جديد بإهداء (آثار الحكيم) الدورة 39 عام 2013، وإهداء النجم محمود ياسين. الدورة 41، والدورة 42 للنجمة بوسي،وبعدها النجم محمود حميدة عام ٢٠١٧، ثم الفنان عزت العلايلى الدورة ٤٤،وبعده النجمة يسرا، الدورة 45، والفنانة سميحة ايوب، الدورة 46 عام 2020، وبعدها الفنان حسين فهمى الدورة 47، عام 2021، وبعدها استمر حتي. الدورة الخمسين التى بدأت فى الاول من يونيو الحالى وحيث بدأ واضحا التجاوب الكبير بينه وبين جمهور المهرجان، خاصة مع مشاركة ثمانية افلام قام بطولتها فى مهرجانات الجمعية على مدى 41 دورة منذ أن شارك بفيلم (العار) فى الدورة التاسعة وحصل على جائزة احسن ممثل للدور الاول، اما بقية الافلام التى اختيرت من النقاد والجمهور فهى (الإخوة الاعداء)، و(المذنبون) و(موعد على العشاء)، و(آه يا بلد آه) و(جرى الوحوش) و(اللعب مع الكبار) و(مافيا)، واخيراً فإن المهرجان أعاد من جديد الى أعماله جائزة أفضل فيلم اجنبى عرض فى مصر بعد توقفها، اضافة الى دعم واستمرار جوائز الافلام العربية التى يختارها الجمهور والنقاد من بين الافلام التى عرضت فى مصر، وهذا العام ذهبت الجائزة الى افلام، (وداعاچوليا) السودانى للمخرج محمد كوردوفاني، و(علم) السورى اخراج فراس خورى والفيلم الفلسطينى (حمى البحر المتوسط) للمخرجة مها حاج. اما الافلام المصرية التى تم اختيارها للتحكيم فهى اربعة افلام فقط هى (بيت الروبى ) اخراج بيتر ميمي، و(وش فى وش) اخراج وليد الحلفاوى و(ڤوي، ڤوي) اخراج عمر هلال، و(19ب) اخراج احمد عبدالله السيد.