عرف الناقد الراحل أحمد الحضرى «1926 – 2017» جمعيات هواة ومحبى السينما فى لندن عندما كان يدرس الهندسة هناك عام 1951، وانضم لجمعية الفيلم التابعة لجامعة لندن وكانت تعرض كل أسبوع فيلماً يعقبه ندوة مع أحد النقاد وبحضور المخرج أو كاتب السيناريو أو بطل الفيلم، وقرر الحضرى بينه وبين نفسه أن ينقل لمصر هذه التجربة وقد تحقق ذلك عام 1961، وقام بتأسيس جمعية الفيلم.
فى عام 1974 أقامت جمعية الفيلم لأول مرة مهرجاناً سنوياً لاختيار أفضل أفلام العام التى قدمتها السينما المصرية، وهذا العام تحتفل الجمعية باليوبيل الذهبى لمهرجانها السنوى وقد تشرفت بحضور بعض الفعاليات فى مركز الابداع بالأوبرا وأدارت الندوة بعد عرض فيلم «شماريخ» تأليف واخراج عمرو سلامة.
وأعضاء جمعية الفيلم ورئيسها الحالى مدير التصوير محمود عبدالسميع هم الباقون من جيل عشاق السينما الذين ينتمون إلى سنوات الستينيات والسبعينيات، التى شهدت اهتماماً بالثقافة السينمائية نتيجة جهود أحمد الحضرى وتلاميذه الذين أصبحوا أساتذة مثل: يوسف شريف رزق الله وسمير فريد وسامى السلامونى ويعقوب وهبى وهاشم النحاس وأحمد راشد وأحمد عبدالوهاب ومعهم محمود عبدالسميع والجميع هم تلاميذ فى مدرسة جمعية الفيلم والتى انضم لصفوفها عشرات النقاد من أجيال مختلفة لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً.
تمنح ندوات الجمعية الفرصة للحوار مع نوعية خاصة من جمهور السينما، وهم مجموعة من عشاق الأفلام الذين ينظرون للسينما ليس فقط كوسيلة للترفيه بل وسيلة للتثقيف والمعرفة بأحوال العالم وأحداثه المعقدة التى نتابعها ونعيشها يومياً، وفى غالبية الأوقات يكون الحوار حول فيلم أو مخرج ثم ينتقل إلى قضية سياسية أو اجتماعية محلية أو عالمية، وهى أمور تدفع المشاهد العادى للاهتمام بقضايا لم يكن يهتم بها من قبل ويبدأ فى البحث عنها على «جوجل» أو فى الصحافة المقروءة والمرئية.
فى فيلم «شماريخ» قدم المخرج عمرو سلامة قصة تعيش شخصياتها فى عالم خاص تحكمه عصابات الجريمة المنظمة التى عرفتها العديد من بلاد العالم، وهو من بطولة آسر ياسين وأمينة خليل وكليهما يقدم دوراً جديداً عليه فى فيلم ينتمى لأفلام الحركة، وإذا استمر آسر ياسين فى تجديد أدواره سوف يحقق نجاحاً مضاعفاً يستحقه، فهو يتمتع بالموهبة والقبول وبساطة الأداء وهو أقرب أبناء جيله لأداء عمر الشريف أحد كبار فن التمثيل السينمائى فى العالم.
أما أمينة خليل فهى قادرة على أداء أدوار متنوعة وهى ليست قصيرة، ولديها قوام رياضى تستطيع بسهولة أداء أدوار الأكشن بعد أن حققت نجاحاً كبيراً فى الأدوار الرومانسية فى عدد من المسلسلات.
جمهور جمعية الفيلم أبدى اعجابه بالممثل الشاب آدم الشرقاوى الذى قام بدور «فارس» فى فيلم شماريخ، وهو بالفعل ممثل موهوب وقادر على جذب انتباه المشاهد طوال الفيلم، وسوف يكون له مستقبل كبير لو أحسن اختيار أعماله القادمة، كذلك أشاد الجمهور بأداء الممثلة الشابة هدى المفتى التى تستحق الاهتمام وعندها ثقة فى الأ داء يؤهلها للقيام بأدوار البطولة، وكذلك كان أداء الفنان محمود السراج والفنانة سالى حماد والطفلة المفاجأة «لافينا نادر» فى دور «سماح» وهى تذكرنا بالفنانة الراحلة فاتن حمامة وهى تؤدى دور الطفلة «أنيسة» فى فيلم «يوم سعيد» للمخرج محمد كريم إمام الموسيقار محمود عبدالوهاب.
تحية لمهرجان جمعية الفيلم فى يوبيله الذهبى وكل عام والسينما المصرية بخير ونجاح وتألق.