التوقف عن ممارسة البلطجة فى المنطقة
بات من الواضح أن هناك إصراراً إسرائيلى مدعوماً أمريكياً للمضى قدماً على تهجير الفلسطينيين من أراضيهم رغم الرفض العربى والدولى حيث يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة من قتل وتدمير وتجويع وتعطيش وتطفيش وترهيب بحيث تصبح الحياة فى غزة لا تطاق كما وصفها الرئيس الأمريكى ترامب لتبدأ إسرائيل بعد ذلك فى مرحلة الترغيب لتشجيع الفلسطينيين على الرحيل وهو ما تقوم به حالياً خاصة بعد موافقة بعض الدول على استقبال المهاجرين الفلسطينيين حيث أعلنت أندونيسيا استعدادها لاستقبال الفلسطينيين المتضررين من الحرب بشكل مؤقت وهى تعلم جيداً أن الخارج من غزة لن يعود إليها فيما بعد.
السؤال: هل من الممكن ايقاف هذا المخطط «الصهيو أمريكى» ووضع إسرائيل وطموحات ترامب عند حدهما؟.. خاصة بعد أن فشلت كل النداءات والإدانات فى ثنى إسرائيل عن تنفيذ مخطط التهجير الذى بدأت بالفعل فى تنفيذه بعد أن أنشأت إدارة خاصة دورها تسهيل مغادرة سكان غزة بشكل «طوعى» حسب البيان الإسرائيلى وهو ليس بطوعى ولا يمت للطواعية بأى صلة فهو تهجير قسرى بعد أن وضعت الفلسطينيين بين خيارين إما الموت فى غزة أو الحياة خارجها.
شيء واحد يجبر إسرائيل للتوقف عن هذا العبث والتراجع عن ممارسة البلطجة فى المنطقة بعد أن أصبح الكلام لا يجدى ولا يقدم بل يؤخر وهو عودة حرب الساحات وتعدد الجبهات عندما كانت تتلقى إسرائيل ضربات من غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن فى وقت واحد لأنه فى تلك الحالة ستصبح إسرائيل مشغولة بالحرب على عدة جبهات وعاجزة عن الاستفراد بالفلسطينيين وحدهم وبالتالى لن تكون قادرة على مواصلة حربً متعددة الجبهات لترضخ فى النهاية على التفاوض من أجل وقف إطلاق النار وفيما عدا ذلك ستواصل إسرائيل مخطط التهجير غير عائبة بنداءات المجتمع الدولى.
أما الرهان على دخول مصر فى حرب مع إسرائيل فهو رهان خاسر رغم تصاعد الحرب الإعلامية بين الجانبين لعدة أسباب أهمها ان هناك اتفاقية سلام موقعة بين البلدن منذ عام 1979 تمنع التهديد باستخدام القوة أو استخدامها وتلازمهما بحل كافة المنازعات التى تنشأ بالطرق السليمة ومصر تتعامل مع السلام باعتباره خياراً إستراتيجياً فضلاً عن أن مصر تدرك تماماً أن الدخول فى حرب مع إسرائيل ستكون حرباً مدمرة ووبالا على المنطقة بأكملها وسيكون الفلسطينيون هم أول الخاسرين.