روسية من أصول أرمينية تعمل بالإعلام وتوصف بالمرأة الحديدية ذات الشخصية النافذة شديدة القوة والنفوذ، قريبة من الكرملين ومن عقل الدولة الروسية والرئيس بوتين بحكم تفردها المهنى الجاد والحاد وإخلاصها الوطنى ومعاركها الشرسة التى لا تنتهى مع أعداء وطنها فى الداخل والخارج، تقود مؤسسات إعلامية ضخمة تشارك بها فى معارك وحروب الدولة الروسية العظمي، لذلك يستهدفها أعداء الدولة الروسية حتى وصل الاستهداف إلى استخدام الطائرات بدون طيار «المسيرات» لمطاردتها وإسكات صوتها الذى أزعج كل الأعداء إلى الأبد، حتى صارت محظورة من دخول معظم دول العالم، فهل تتخيل عزيزى القارئ أن للكلمة القوية واللسان البليغ كل هذه القوة الهادرة المخيفة التى ترعب الآخرين؟ هل فهمنا أهمية الإعلام فى زمن الحرب والتحديات؟ مارجريتا نموذج روسى ذكرنى برجال الإعلام والصحافة الذين كانوا يلتفون حول الرئيس عبدالناصر مؤمنين به وبمشروعه الوطنى وليسوا مجرد مرتزقة يأكلون على كل الموائد، ويحبون الوطن بشروطهم الرخيصة، فإذا كانوا جالسين على كراسى السلطة آمنوا وسبحوا وكبروا وحمدوا وشكروا وإذا خرجوا من السلطة انقلبوا عليها وكفروا بها ولعنوها على رءوس الأشهاد وفى جلساتهم المسمومة، أعود إلى مارجريتا التى شرفت بمقابلتها أثناء زيارتى الأخيرة إلى روسيا لحضور قمة بريكس فى العاصمة التترية قازان، ودارت بيننا نقاشات معمقة حول ملفات النظام العالمى وعملية التحولات الكبرى من الاحادية إلى التعددية القطبية، والحرب الدائرة فى أوكرانيا ودور حلف الناتو فى إشعال الأزمة، وكذلك قضايا الشرق الأوسط خاصة ملفات فلسطين ولبنان والسودان وليبيا وسوريا وإيران، وتأثيرات كل تلك الصراعات على الاقتصاد المصري، تحدثنا عن الأوضاع الاقتصادية العالمية وهيمنة الدولار والإجراءات الحمائية المعرقلة لحرية التجارة، تحدثنا عن المقاطعة الغربية غير المسبوقة لروسيا وتأثيرها على المجتمع الروسي، تحدثنا عن التاريخ والثقافات والحضارات والعرقيات، تحدثنا عن عادات الشعوب والأسرة وأهميتها فى عالم يستهدف بنيانها ويضرب قواعد الأخلاق فى الصميم، والحق أقول كانت جلسة ثرية غنية يغلب عليها الوعى الحقيقى والفهم الصحيح لمجمل الأمور، حدثتنى أيضا عن التحديات المهنية والمقاطعة والاستهداف الغربى للكلمة والرأى وحق الإنسان فى المعرفة وهذه الازدواجية والانتقائية التى تفضح ذلك النظام العالمى الهش العاجز، وأقول بغير حرج شعرت بالغيرة الشديدة من السيدة سيمونيان عندما مر أمامى شريط طويل من الأسماء المصرية فلم أجد من بينهم من يشبه مارجريتا سيمونيان!