احتفلت مصر والعالم يوم 10 مايو الحالى بيوم الطيور المهاجرة ولأن مصر من أكبر مسارات هجرة الطيور فى العالم كانت دعوة وزارة البيئة والجمعية المصرية للطيور للاحتفال من مرصد الجلالة العالمى فرصة لا تتكرر للاقتراب من عالم الطيور المهاجرة والتعرف على الجهود المصرية لسنوات عديدة فى هذا المجال حتى أصبحت مصر رائدة فى حماية الطيور المهاجرة.
تقول الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة خلال استضافة مصر لمؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي في 2014، واجهنا تحدي كبير للتوفيق بين اختيار التوسع في الطاقة المتجددة مع حماية الطيور المهاجرة وصون التنوع البيولوجي في ذات الوقت، هنا نشأت فرصة كبيرة لمصر لبناء قدراتها الوطنية في مجال مراقبة وحماية الطيور المهاجرة، وكانت خطوة فارقة في اعادة النظر للإجراءات، مما أثمر عن حصول مصر على جائزة أيوا العالمية لصون الطيور المهاجرة في أفريقيا واليورو اسيوي في 2019.
وأوضحت دكتورة ياسمين ان جهود حماية الطيور المهاجرة أيضا تضمنت العمل على انشاء مواقع مشاهدة ومراقبة الطيور، وكان بدايتها في شرم الشيخ حيث تم معالجة بحيرات الأكسدة لتكون موقع مناسب، وعقد شراكات مع الشركات السياحية لوضع مشاهدة الطيور ضمن أنشطة السياحة البيئية المقدمة بها، كما تم استعادة موقع طبيعي آخر لمراقبة الطيور في بحيرة قارون بالفيوم، حيث تدخلت وزارة البيئة في 2018 لمواجهة التدهور البيئي في البحيرة والذي ادى لعزوف الطيور عن المرور به وتم استعادة النظام البيئي له مرة أخرى، وبعد 3 سنوات عادت الطيور له مرة أخرى والأهم زيادة الاهتمام الشعبي بالحياة البرية والشغف بمتابعة مسارات الطيور المهاجرة.
فى ذات السياق أوضحت وزيرة البيئة حرص الوزارة على المشاركة فى الإحتفالية التى تنظمها الجمعية المصرية لحماية الطبيعة بمرصد طيور الجلالة كموقع رائد لمسار هجرة الطيور في مصر و بمشاركة خبراء الطبيعة والإعلاميين من جمعية كتاب البيئة والراصدين لتسجيل مشاهداتهم من الطيور، وتُرفع هذه البيانات على منصة eBird العالمية، لتُسهم في إنتاج صورة علمية شاملة عن أوضاع الطيور وهجراتها وتغير أعدادها، مما يساهم في توجيه جهود الحماية عالميًا.
الاحتفال من أعلى مرصد الجلالة له مذاق عظيم حيث تحلق ارواحنا مع كل طائر يعبر المرصد لنعرف نوعة واعداده وأهميته وفى نفس الموقع الذي ضم مسئولى وزارة البيئة مع ممثلي الجمعية المصرية لحماية الطبيعة مع الشباب الهواة مع مصوري الحياة البرية مع عدد كبير من جمعية كتاب البيئة من هذا المكان المهيب والذى يمثل الوصول إليه مغامرة بكل المقاييس حاولنا الاحتفال بطريقتها من خلال التعرف على أكبر كمية معلومات عن الطيور الحوامة.
يقول واتر البحري كبير مسئولي الحماية بالجمعية المصرية لحماية الطبيعة: “نحن آخر الموسم لأننا نبدا 15 فبراير ولمدة 3 شهور كل يتم الرصد بعد الشروق بساعة وقبل الغروب بساعة وعلى مدار الموسم يتم تحديد الأنواع والإعداد وتمكن فريق الجمعية المصرية لحماية الطبيعة هذا الموسم من تسجيل 354571 طائرًا مهاجرًا حتى الآن ومن بين هذه الأعداد، وثّق المرصد مرور أكثر من 90٪ من التعداد العالمي لعقاب السهول، وأكثر من ٥٠٪ من التعداد العالمي للباشق الشامي، من بين 34 نوعًا مختلفًا تم رصدها هذا العام؛ مما يجعل المرصد مصدرًا عالميًا مهمًا للبيانات العلمية الخاصة بالطيور”.
ويضيف واتر المهمة ليست سهلة لكن نحب عملنا وشغوفين به جدًا لأن الجو هنا من شمس إلى أمطار فجأة ووجود الطيور مؤشر على الحفاظ على كل الحياة البرية كلها وفى مصر هناك 4 مسارات للهجرة العين السخنه جبل الزيت سهل القاع ورأس محمد تلك والمنطقة هنا توفر دوامات الهواء الساخن تستغلة الطيور لتصعد لأعلى ومن أكثر الطيور المرصودة النسر المصرى، الحادية السوداء، اللقلق الأبيض، البجع الأبيض، عقاب السهول، وحوام العسل علما بأن الحوامة هى التى تستخدم الهواء الساخن و90% منها طيور جارحة لذا جبل الجلالة هو آخر نقطة فى مسار الهجرة.
وحول إقامة مرصد الجلالة لاستقبال المهتمين أوضح أنه تم عمل رسومات مع الهيئة الهندسية لإقامة كيان للمرصد ليعمل كمنصة دولية ومركز تعليمى لمصر كلها ومركز تدريب لمرشدين السياحة البيئية كما يتم تدريب المراقبين للطيور بجبل الزيت.
علما بأن اى تغيير فى جبل الزيت أو جنوب سينا أو جبل الجلالة يغير مسار الطيور المهاجرة وبالتالى نعمل على الحفاظ على الطبوجرافيا الخاصة بالمسار ومن ثم سيتم بناء المرصد العالمى الجلالة بنفس الأحجار الموجودة وبحيث يتم من خلاله نشر التدريب الكافى للباحثين من مصر وخارجها ونشر ثقافة الحفاظ على الطيور وزيادة الوعى بأهميتها ومدى ما تقدمة من خدمة بيئية حيث يستطيع الطائر الواحد التهام اكثر الآفات الزراعية لمساحة نصف فدان يوميا واكيد بوصول تلك المعلومة لعدد أكبر من المزارعين سيتم الحد من الصيد العشوائي لكثير من الطيور المهاجرة.
ويشير واتر إلى أنه يمر 34 نوع من الحوامات بالجلالة وتتوقف الاعداد على العوامل المناخية فعندما تزيد العواصف تزيد الاعداد لأنهم ام يستطيعوا العبور على سيناء لكن لابد من وجود أكثر من محطة ليتم التعاون بشكل علمى وتوفير المعلومات بين جبل الجلالة وجبل الزيت ورأس محمد وسهل القاع لاحدد بدقة تلك الأعداد جميعا التى مرت على مصر خلال موسم الربيع لكن القطاع الخاص مثل جبل الزيت لا يعطينا الاعداد التى تم رصدها حتى نعلم الصورة الكاملة للهجرة فى خليج السويس.
لكن رغم ذلك شهد هذا العام رصد أنواع عديدة كانت فى طريقها إلى الانقراض نتيجة الصيد وتغير المناخ والعام الحالي عاد للظهور النسر روبن الذي لم يشاهد إلا في إفريقيا ولم يسجل من سنه 1965مما يعني أن البيئه اصبحت افضل وان التنوع البيولوجي يتجه لاتجاه الافضل في هذا المجال كذلك تم مرور 18 ألف طير من طائر الباشق الشامي ما يعادل 95% من تعداد الطير في العالم كله نتيجه وجود عوامل جويه سيئه في سيناء فمرت كل هذه الطيور من مرصد الجلاله هذا العام.
وحول المخاطر التى تواجهها الطيور الحوامة اكد ان الصيد وانشاء محطات طاقة الرياح أكبر مشكلتين وأكبر مثال عقاب السهول اصبح مهدد بالانقراض ويتم صيدة من بعض المصريين لالتقاط صور معه فى السوشيال ميديا وللاسف أصبح امتلاك الصقور موضه وترند وزاد صيد الجوارح وخصوصاً العقبان سواء بالاسواق أو اون لاين لذا تعمل الجمعية من خلال رصد ميدانى وتوعية المواطنين في المدارس والجامعات والتجمعات السكانية المختلفة.
محمد حسين مسئول الطاقة بجمعية الحفاظ على الحياة البرية، تستخدم الطيور الحوامه الهواء في مسارات الهجره هواء دافئ اعلى جبل الجلاله بعد قطع مسافات طويله من اوروبا الى افريقيا ،و نفس الفكره طواحين الهواء تستخدم تيارات الهواء القويه في توليد الكهرباء، ولان ربنا أنعم على مصر بمنطقه خليج الزيت التي تتميز بسرعه رياح اتجهت الدوله المصريه لانشاء محطات توليد الرياح فى تلك المنطقه في نفس الوقت تقع في مسار هجره الطيور فإذا كانت مصر تستهدف انتاج كميات ضخمه الطاقة النظيفة من منطقه جبل الزيت في السويس تصل في 2030 تصل الى 42% من انتاج الطاقه المتجددة مما يعني وجود تعارض بين تنميه المنطقه وزياده انتاج الطاقه وبين مسار طيور المهاجر لكن لمصر رحله نجاح سابقه من خلال مشروع الغلق عند الطلب بالتعاون بين وزارة الكهرباء ووزارة البيئه وكان دور الجمعيه استشاري حيث يتم تدريب العاملين بشركه الكهرباء على التحقق من الطائر ومعرفه اشكال مختلفه منهم حتى يتم الغلق مع ورود اول طائر يدخل منطقه الجبل الزيت ليتم غلق طواحين الهواء ومرور الطيور بسلام.
ويوضح حسين أنه لنقل تلك الطاقه لابد من خطوط لنقل الطاقه فاصبحت تلك الخطوط من اكبر مهددات مسار الطيور على مستوى مصر و بالتعاون مع الجمعيه المصريه لحمايه الطبيعه ووزارة الكهرباء تم استيراد عواكس لتلك الخطوط بحيث يراها الطيور عن بعد ويتفادوا الاصطدام بها والحمد لله رب العالمين وصلنا الى صفر حوادث وهو ما سيتم فى كافة الخطوط القادمة قبل اطلاق التيار الكهربائي فيها لتامين مسار الطيور المهاجرة.





