العلاقات المصرية الأوروبية والتعاون المشترك والتشاور حول القضايا المختلفة، سواء ما يتعلق بالعلاقات الثنائية أو المنطقة، كانت محور النقاش خلال اليومين الماضيين سواء فى القمة الثلاثية التى استضافتها القاهرة أول أمس وجمعت الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره القبرصى ورئيس الوزراء اليونانى، أو استقبال الرئيس السيسى لروبرتا ميتسولا رئيسة البرلمان الأوروبى أو الاتصال الذى تلقاه من رئيس المجلس الأوروبى أنطونيو كوستا.
خلال القمة والمباحثات مع ميتسولا وكوستا كان حرص الرئيس التركيز على تأكيد الثوابت المصرية فى كافة القضايا الإقليمية والملفات المختلفة، من الأوضاع فى غزة إلى الملف السورى وما يحدث فى ليبيا والتطورات فى السودان.
فى مقدمة الثوابت المصرية التى أكد عليها الرئيس عدم قبول تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين وضرورة اقرار حق الدولتين وكذلك دعم استقرار سوريا ووقف الحرب فى غزة والسودان والسعى لعدم التصعيد بالمنطقة.
العلاقات الثنائية وتعزيز الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبى وقضايا المنطقة كانت أبرز الملفات التى تناولها لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى ، أمس «روبرتا ميتسولا» رئيسة البرلمان الأوروبي، بحضور المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب، والدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج، و»انجلينا ايخهورست» سفيرة الاتحاد الأوروبى فى القاهرة.
صرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية ، بأن الرئيس السيسى وجه التهنئة لرئيسة البرلمان الأوروبى على توليها منصبها ، مؤكداً استعداد مصر للعمل المشترك معها لتعزيز الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، بما فى ذلك تعزيز العلاقات البرلمانية مع الجانب الأوروبى لضمان التواصل الفعَّال بين الشعوب.
وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول سبل تطوير العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي، حيث تم تناول موضوعات التعاون فى المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، وآليات تفعيل الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الجانبين فى كافة محاورها.
كما تطرق اللقاء إلى أهمية مواصلة التعاون فى قضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب، حيث تم التأكيد على ضرورة دعم الجهود الحثيثة التى تبذلها مصر لمنع الهجرة غير الشرعية، واعتبارها خط الدفاع الأول عن أوروبا فى هذا السياق، خاصة فى ظل استضافتها لأكثر من تسعة ملايين أجنبى نتيجة الأزمات التى تشهدها المنطقة، فى الوقت الذى تكبدت فيه الدولة خسارة تقدر بحوالى سبعة مليارات دولار من إيرادات قناة السويس فى عام 2024 بسبب الهجمات التى قام بها الحوثيون على السفن التجارية فى باب المندب نتيجة استمرار الحرب فى غزة.
وأشار المتحدث الرسمى إلى أن اللقاء شهد كذلك تبادل الآراء حول الأوضاع الإقليمية، حيث استعرض الرئيس السيسى الجهود المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع، مشدداً على ضرورة تطبيق حل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق السلام المستدام والاستقرار فى المنطقة، ومؤكداً على ضرورة العمل على تجنب تصعيد الصراع، وتعزيز الجهود لاستعادة الأمن والسلم الإقليمي، بما فى ذلك تثبيت وقف إطلاق النار فى لبنان وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701.
كما تناول اللقاء الأوضاع فى سوريا، حيث أكد الرئيس السيسى على حرص مصر على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وضرورة أن تشمل العملية السياسية جميع الأطياف السورية، مشدداً على أن مصر سوف تقف دوماً مع الشعب السورى الشقيق.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الجانبين تباحثا أيضاً بشأن الأوضاع فى ليبيا والسودان والصومال، حيث شدد الرئيس السيسى على حرص مصر على وحدة تلك الدول الشقيقة وأمنها واستقرارها.
ومن جانبها، أكدت رئيسة البرلمان الأوروبى على تقدير الاتحاد الأوروبى ودوله الكبير لمصر، وللدور الحكيم الذى تلعبه فى حماية استقرار وأمن المنطقة وشعوبها، مشددةً على حرص الاتحاد الأوروبى على تعزيز التنسيق والتشاور المستمر مع مصر فى جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك.
.. وفى اتصال هاتفى من رئيس المجلس الأوروبى :
نحذر من تحول الصراع بالمنطقة لحرب شاملة
رفضنا قاطع .. لمحاولات «تصفية القضية» وتهجير الفلسطينيين
مصر «خط الدفاع الأول» أمام الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر تواصل جهودها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى قطاع غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين وتيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى أهالى القطاع.. مشددا على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد لضمان تحقيق السلام والاستقرار والتنمية بالمنطقة.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفى تلقاه الرئيس السيسي، أمس من أنطونيو كوستا رئيس المجلس الأوروبى تناولا خلاله عدداً من القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك.. حسبما صرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوي.
وحذر السيسي، خلال الاتصال ، من مغبة استمرار أو تصعيد الصراع فى المنطقة وتحوله الى حرب شاملة.. مشدداً على الدور المنوط بالمجتمع الدولى بما فى ذلك الاتحاد الأوروبى للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق ينهى الحرب فى غزة ويثبت وقف إطلاق النار فى لبنان ويعيد المنطقة إلى طريق الاستقرار.
وشدد الرئيس على رفض مصر القاطع لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين.
واستعرض السيسى ، خلال الاتصال الهاتفى ، ثوابت الموقف المصرى بشأن الأوضاع فى سوريا وبشكل خاص ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها وأهمية الشروع فى عملية سياسية تشمل جميع اطياف الشعب السوري.
وشدد الرئيس السيسى على أهمية دعم الاتحاد الأوروبى لمصر فى جهودها الرامية إلى تحقيق الاستقرار الإقليمى لا سيما فى ظل استضافتها لأكثر من 9 ملايين أجنبي؛ نتيجة الأزمات والصراعات فى منطقة الشرق الأوسط..موضحا أن مصر تعد خط الدفاع الأول أمام ظاهرة الهجرة غير الشرعية المتجهة نحو أوروبا.
وهنأ السيسي، أنطونيو كوستا بمناسبة توليه منصبه مؤخراً كرئيس للمجلس الأوروبي.. مؤكداً على اهتمام مصر بمواصلة تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبى ومعه كرئيس للمجلس الأوروبى وذلك فى وقت يشهد فيه التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبى زخماً ملحوظاً مع ترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، حيث أكد الرئيس فى هذا الصدد على ضرورة التنفيذ الكامل لكافة محاور هذه الشراكة.
وحرص المسئول الأوروبى على التعبير عن تقديره العميق للدور الذى تضطلع به مصر والرئيس السيسى كركيزة أساسية لاستقرار المنطقة.. مؤكداً على اهتمام الاتحاد الأوروبى بمواصلة وتكثيف التشاور مع مصر ودعم جهودها الحثيثة للحفاظ على الاستقرار الإقليمى فى هذه المرحلة الحساسة.