محمود فهمى النقراشى باشا الذى اغتاله عبدالمجيد أحمد حسن الطالب بمدرسة الطب البيطرى وعضو جماعة الإخوان المسلمين انتقاماً منه لحل الجماعة وإغلاق مقراتها ومصادرة أموالها، اغتاله اثناء دخوله مقر الوزارة وقبل ان يستقل المصعد فى طريقه لمكتبه هو ابن على أفندى النقراشى الذى كان يعمل بوظيفة بحسابات البوستة المصرية بالإسكندرية.. ولد محمود فهمى فى مدينة الإسكندرية وعاش بها فترة مع أسرته حيث لاحظ والده تفوقه وحبه للعلم منذ طفولته فألحقه بمدرسة «فالو» الفرنسية وكان فى الخامسة من عمره فأتقن اللغة الفرنسية لينتقل بعد ثلاث سنوات إلى مدرسة جمعية العروة الوثقى بمنطقة الجمرك ومكث بها إلى أن حصل على الشهادة الابتدائية فى يونيو 1903، ثم التحق بعد ذلك بمدرسة رأس التين الثانوية ليحصل على شهادة البكالوريا قسم الادبيات عام 1906 وكان ترتيبه الأول على الإسكندرية.. وبعد ذلك انتقلت إقامة النقراشى إلى القاهرة ليدرس لمدة عام فى مدرسة المعلمين العليا وليلتحق بسبب تفوقه بالبعثة التعليمية المصرية فى جامعة نوتنجهام فى إنجلترا بتوصية من سعد زغلول باشا الذى لفت انتباهه تفوقه وفى عام 1909 اجتاز النقراشى امتحانه النهائى ويحصل على دبلومها بتفوق.
وقد عين عقب عودته من بعثته الدراسية بوزارة المعارف «التربية والتعليم» مدرساً بمدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية ثم مدرساً بمدرسة محرم بك الثانوية، وكانت التقارير التى كتبت عنه سبباً فى تدرجه الوظيفى السريع من مدرس للرياضيات إلى ناظر للمدرسة الأولية الراقية للبنين وفى سبتمبر 1919 نقل إلى مدرسة السويس الأميرية بسبب موقفه السياسى والذى كان مناوئاً للاحتلال البريطانى كما كان على اتصال برجال الوفد واشترك مع زملائه الموظفين فى أحداث ثورة 1919، وظل النقراشى يشغل وظيفة ناظر مدرسة السويس حتى تقرر تعيينه مديراً للتعليم بمجلس مديرية أسيوط واستمر فى هذا المنصب حتى 20 يونيو 1920 حيث طلبت وزارة الزراعة نقله إليها.. عمل بوظيفة وكيل قسم الإدارة والإحصاء ثم مديراً للقسم ليرقى بعد ذلك فى ديسمبر 1923 لوظيفة مدير للتعليم الزراعى بالأقاليم.. وقد ساعدته هذه الأعمال على الصعود إلى درجات سلم المناصب الإدارية العليا، ومن مساعد السكرتير العام بوزارة المعارف إلى وكيل محافظ مصر والتى كانت بناء على قرار من الزعيم سعد زغلول رئيس مجلس الوزراء آنذاك إلى وكيل لوزارة الداخلية.. وقد عرف عن النقراشى خلال عمله فى تلك الوظائف محاربته للاحتلال البريطانى مما أدى إلى إحالته للمعاش بعد شهر واحد فى نوفمبر 1924. وكان النقراشى ناشطًا سياسياً منذ اشتراكه فى الحركة الوطنية للاستقلال حيث شارك فى أحداث ثورة 1919 وحكم عليه بالإعدام من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزى بسبب احداث هذه الثورة ثم صدر قرار بالعفو عنه، واعتقل من قبل سلطات الاحتلال فى مصر فى نوفمبر 1924 بعد حادث مقتل السير لى سناك سرداب الجيش المصرى وحاكم عام السودان حيث حامت حوله الشكوك فى أن يكون له يد بعملية الاغتيال، وبعد مرور عدة شهور من الحادث تم اعتقال المسئولين عنه وبالتالى تبرئة النقراشي.. وقد تم انتخابه عضواً بمجلس الشعب عن دائرة الجمركة بالإسكندرية فى سبتمبر 1926 فساعده هذا المنصب على كسب خبرة كبيرة وحنكة كشخصيّة سياسية.