فى زمن تتصاعد فيه حملات الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك على مدار الساعة، تحاول النهش فى مسيرة الانقاذ والانجاز المصرية، والنيل من ملحمة البقاء والبناء، ومعجزة الإصلاح والتنمية فى كافة ربوع البلاد، وأيضا فى زمن يخشى فيه البعض من الحديث فى الحق والنجاح وترتعش بعض الأيادى وتخاف من أن تكتب عن واقع حقيقى على أرض الواقع تتنامى فيه قوة وقدرة الدولة المصرية وتصعد إلى المقدمة على تلال الفرص التى مهدت لها أكبر عملية بناء وتنميةو قوة وثقل ومكانة فى الداخل والخارج هؤلاء المرتعشون يخشون لومة لائم، رغم أن الحياد فى الوطن خيانة ورغم الاصطفاف فى خندق الوطن شرف فى آتون الحرب الشرسة على مصر، والحملات المستعرة لاستهدافها بالأكاذيب والشائعات والتشويه ومحاولات افقاد المصريين الثقة فى أنفسهم وقدرتهم ووطنهم تأتى «الصفعات» المؤلمة على الوجوه القبيحة لقوى الشر، لتسحق انجازات ونجاحات ومكانة وثقل الدولة المصرية، طوفان الأكاذيب والشائعات، لتخرس الألسنة وتكون كفيلة بتبديد محاولات تشويه الدولة المصرية، التى تأتى تنفيذًا لاجندات خارجية معادية، ينفذها مأجورون ومرتزقة، لتثبت مصر أنها لا تأبه بالأكاذيب، وتواصل قافلتها المسير بقوة نحو بلوغ أهداف التقدم.
نجاحات وقوة وقدرة الدولة المصرية وثقتها وقدرتها على الفعل والانجاز تصيب أهل الشر بالجنون، لذلك تزيد وتيرة الأكاذيب والشائعات لكن الرد يأتى سريعًا وحاسمًا سواء فى فشل مخططات قوى الشر والمؤامرة أو تماسك واستقرار الاقتصاد المصرى رغم الحصار والتداعيات الصعبة للأزمات الإقليمية والدولية، أو انضمام مصر رسميًا لتجمع بريكس وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى لفعاليات قمة تجمع دول بريكس وهى القمة التى شهدت للمرة الأولى مشاركة مصر كعضو فى التجمع منذ انضمامها رسميًا مطلع العام الجارى وألقى الرئيس السيسى عدة كلمات فى الجلسات المختلفة، جسدت أهداف وشواغل الدولة المصرية وحجم نجاحاتها وملامح تجربتها فى مجال التنمية المستدامة وما حققته وعبرت أيضا عن التحديات التى تواجه الدول النامية، وأمل القارة الأفريقية، وكذلك الحديث عن أهمية العدالة وتكافؤ الفرص، والتمويل العادل لمشروعات التنمية فى الدول النامية فى زخم الأزمات والتحديات الدولية والإقليمية، وهو التجمع الذى بات يمثل قوة اقتصادية عالمية هى الأهم ويستحوذ على نسب هى الأكثر سواء على الصعيد البشرى والاقتصادى ومن الناتج العالمى والمساحة الجغرافية عالميًا وعلى هامش قمة تجمع بريكس عقد الرئيس لقاءات ثنائية مهمة للغاية سواء مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أو الصينى جين شى بينج والرئيس الإيرانى وغيرهم، للحديث عن مستوى العلاقات الثنائية والشراكات الاستراتيجية مع موسكو وبكين، وأيضا التباحث فى الكثير من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك خاصة على الصعيد الإقليمى وما يشهده الشرق الأوسط.
الحقيقة أن انضمام مصر لتجمع البريكس لم يأت من فراغ فلو لم تكن مصر دولة ذات أهمية كبرى ولديها قدرات مؤثرة وصاحبة مكانة وثقل إقليمى ودولي، ودور مهم وفاعل فى المعادلتين الإقليمية والدولية ما كان ينظر إليها العالم بعين الاهتمام والحرص والتمسك بانضمامها لتجمع بريكس وهو رد عملى على كل ما تروجه قوى الشر من أكاذيب وأباطيل، وصفعة قوية على وجه المرتزقة القبيح.
أيضا تأتى زيارة الرئيس السيسى للبرازيل للمشاركة فى قمة مجموعة العشرين بدعوة من الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا لتكون هذه المشاركة الرابعة فى قمم مجموعة العشرين بعد الصين عام 2016 واليابان فى 2019 والهند فى العام الماضي، وهو ما يعكس التقدير المتنامى لثقل ومكانة مصر على الصعيد الدولى وأيضا الدور المحورى على الصعيد الإقليمى كركيزة لأمن واستقرار الشرق الأوسط.
دعوة مصر للمرة الرابعة للمشاركة فى قمة مجموعة العشرين لم تأت من فراغ بل لأسباب وحيثيات كثيرة ليس فقط مكانتها ودورها وثقليها الإقليمى والدولى ولكن أيضا لنجاحاتها وانجازاتها فى الداخل فالمكانة الدولية والإقليمية تنطلق من قوة الداخل ونجاحاته ولمصر تجربة عظيمة فى مجال البناء والتنمية المستدامة صنعت تحولاً تاريخيًا فى مسيرة الدولة المصرية التى كادت فى فترة من الفترات تنهار وتضيع وتسقط إلا أن رؤية القائد العظيم الرئيس السيسى وإرادة المصريين صنعت الفارق، وهذه التجربة باتت نموذجًا يحتذى به فى الإقليم والعالم ومسار للدول التى تسعى إلى التنمية ومن أهم ملامح التجربة المصرية أنها ثرية وشاملة، وتنت إصلاحًا وبناء فى كافة المجالات والقطاعات وفى جميع ربوع البلاد، وبناء الحجر والبشر سواء فى مجال البنية التحتية التى هى عماد أى تنمية وتقدم، شبكة طرق ونقل ومواصلات، وموانيء ومطارات، ومدن جديدة ذكية، وبنية تحتية لكل قطاع وطفرات غير مسبوقة من مجالات الزراعة والإسكان والطاقة، بمختلف أنواعها، واستثمار حقيقى فى الموقع الجغرافى المتميز والفريد لمصر، وتطوير قطاعات الصحة والتعليم، وبناء قاعدة صناعية تنطلق بقوة إلى آفاق المستقبل ثم بناء الإنسان الذى يرتكز على رؤية شاملة، تخاطب وتنبى كل مناحى حياته واحتياجاته، من تعليم وصحة، وثقافة وحماية اجتماعية، ومسكن كريم، سبقتها عملية القضاء على تحديات ومعاناة من عقود طويلة مثل القضاء على العشوائيات وقوائم الانتظار واطلاق العديد من المبادرات الرئاسية فى قطاع الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية ثم اطلاق المبادرة الرئاسية حياة كريمة لأضخم واعظم مشروع وهو تنمية وتطوير قرى الريف المصري، كل ذلك جرى تنفيذه من أجل بناء الإنسان المصري، وخفض المعاناة، وتخفيف الاعباء، وتوفير الحياة الكريمة اللائقة بالمصريين اضافة إلى تطوير شامل لمنظومة الخدمات التى تقدم للمواطن، كل هذه التفاصيل التى هى نقطة فى بحر تشير إلى أن مصر لديها تجربة تنموية، تستهدف تحقيق التنمية المستدامة، جديرة بالاهتمام، ومحط الاهتمام الدولى والإقليمي، لأنها ببساطة أحدثت الفارق، وتستطيع أن ترصد الأحوال والظروف قبل هذه التجربة، وبعد تنفيذ الكثير منها لأن هناك الكثير من الجهود والمشروعات، كما يؤكد الرئيس السيسى ما تم انجازه هو مجرد خطوة من ألف خطوة وأن المشوار مازال طويلاً لذلك فإن العالم يدرك قيمة ما حققته الدولة المصرية، وما قدمه قائد عظيم لوطنه من انجازات، وامجاد، فاستحق التقدير والاحترام الدولي، من هنا فإن مصر مدعوة وحاضرة فى التجمعات والقمم والفعاليات الدولية.
موضوعات قمة مجموعة العشرين المنعقدة فى ريودى جانيرو تمثل شواغل واهتمامات دول العالم وعلى الاخص الدول النامية، لذلك فإن موضوعات الشمول الاجتماعى وتدشين التحالف العالمى لمكافحة الفقر والجوع وإصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية وتحول الطاقة فى اطار التنمية المستدامة فى ظل هذه الظروف والأزمات الدولية والإقليمية، تمثل قضايا مهمة.
يتحدث الرئيس السيسى فى كلمته عن الجهود المصرية فى مجال التنمية، وتجربة مصر فى هذا الإطار، وهى تجربة خلاقة وأيضا من أهم التحديات التى تواجه الدول النامية.