وسط اجواء روحانية وبالقرب من قلعة محمد على ومنطقة الفسطاط التى تعد واحدة من اقدم العواصم الإسلامية حيث بنيت بعد الفتح الاسلامى لمصر « 21 هـ – 641 م « واتخذها عمرو بن العاص العاصمة الجديدة وأطلق عليها اسم الفسطاط اى الخيمة ، والعديد من المواقع الأثرية جامع عمرو بن العاص وكنائس مصر القديمة ومنطقة المراسم ومركز الفسطاط للحرف التراثية وقبة مسجد وضريح الامام الشعبى تقع عين الصيرة. وتعتبر عين الصيرة شياخة من شياخات حى مصر القديمة وفيها البحيرة التى تعتبر معلماً تاريخياً فى القاهرة ، وواحدة من البحيرات الطبيعية الرئيسية كما تمثل جزءاً هاماً من تاريخ وتراث المدينة . تبلغ مساحة تلك المنطقة 23 فداناً من اجمالى المساحة البالغة 63 فداناً . وتمتاز بحيرة عين الصيرة بجمالها الطبيعى وعرفت بهذا الاسم نسبة إلى العين العذبة التى كانت تنبعث منها وكانت تعتبر مصدراً للمياه العذبة فى القاهرة الإسلامية القديمة ، ويعتقد ان هذه العين كانت تساهم فى إرواء عطش السكان المحليين ورى الاراضى الزراعية المحيطة بها كما أن مياهها الكبريتية تستخدم فى علاج الأمراض الجلدية المختلفة ولذا اعتبرت مقصداً للسياحة العلاجية . وفى موسوعة « مدينة القاهرة فى الف عام « التى كتبها عبد الرحمن زكى قيل ان اهالى القاهرة كانوا يستشفون بمياه عين الصيرة وحماماتها منذ خمسمائة سنة، فاكتسبت شهرة فى علاج كثير من الامراض المستعصية ، وقد اثبتت التجارب بالفعل ان مياهها و الطمى الموجود بها يقضى على امراض الحساسية و الصدفية ، ووفقاً للباحثين فإن ما يشاع عن ان البحيرة تكونت قبل زلزال 1926 ، ومن الممكن ان يكون الزلزال ساهم فى توسيع البحيرة إلا انها كانت موجودة بالفعل منذ العهد المملوكى ولكن يرجع عدم ذكرها فى المراجع التى تعود لذلك العصر هو عدم وجود توثيق لعين صغيرة إلى جانب بعدها النسبى عن التجمعات البشرية وعدم حدوث وقائع تاريخية بالقرب منها كعين الفيل التى كانت تغمر بمياه فيضان النيل كل عام .
وفى كتاب « التطور العمرانى لمدينة القاهرة منذ نشأتها وحتى الآن « للدكتور أيمن فؤاد لم تصبح القاهرة العاصمة الحقيقية ومركز الحكم فى مصر الإسلامية إلا بعد احرقت الفسطاط عمداً 564 هـ 1168م وجاء سور صلاح الدين ليجسد الوحدة الحقيقية للعاصمة فصمم إلا يحيط بالقاهرة وحدها بل وبالقلعة وما تبقى من مدينتى الفسطاط والقطائع. وبعد تطوير البحيرة والمنطقة المحيطة بها تغير اسمها إلى بحيرة القاهرة وتم تطوير منطقة الفسطاط بالكامل حيث اصبحت متنزهاً كبيراً يضم مشروعاً ترفيهياً متكاملاً وممشى سياحياً ولاند سكيب ونخيلاً واشجاراً اضافة إلى نوافير مائية تضيء بعدة ألوان بعد غروب الشمس ، وامام البحيرة تم اعداد المتحف القومى للحضارة والذى يضم اكثر من 50 ألف قطعة أثرية تروى قصة الحضارة من قديم الأزل وحتى الآن . وجدير بالذكر انه فى عملية التطوير والتجديد الشاملة تمت اخلالها زالة كميات هائلة من النفايات والمخلفات المتراكمة فى المنطقة المحيطة بالبحيرة حيث تم انتشال ما يقرب من نصف مليون متر مكعب من تلك المواد الضارة . ويتردد على المنطقة اعداد كبيرة من السائحين والمصريين الذين يعشقون تلك الأجواء الروحانية و الذين يترددون على قبة مسجد وضريح الامام الشافعى رضى الله عنه ، وهى قبة تاريخية ضخمة بالاضافة للمسجد ذو الطراز المميز والشاهد على عظمة وسيرة من يرقد داخله حيث يضم رفات محمد بن إدريس بن العباس الشافعى القرشى صاحب ثالث المذاهب الإسلامية الذى تنتهجه مصر.
اما عجائز تلك المنطقة فإنهم يأتون للحصول على البركة من الضريح والدعاء والتضرع من اجل تحقيق احلامهم البسيطة .