مدبولى: رؤية الرئيس لتطوير الدولة ببناء المدن الجديدة العملاقة وتطوير قلب القاهرة التاريخية
22 مليار جنيه استثمارات.. والمشروع رئة خضراء للعاصمة
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى أن القيادة السياسية وجهت بأهمية تطوير ورفع كفاءة مختلف مناطق الجمهورية، مشيرا إلى أن التطوير ليس فقط ببناء المدن الجديدة العملاقة التى تم تنفيذها، كالعاصمة الإدارية الجديدة أو مدينة العلمين، وغير ذلك.
جاء ذلك خلال تفقد مدبولى مشروع «أرابيسك» بسور مجرى العيون وتسليم عقود عدد من الوحدات السكنية للمُستفيدين بحضور المهندس شريف الشربينى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية وإبراهيم صابر محافظ القاهرة والمهندس عادل سعيد النجار محافظ الجيزة ومسئولى وزارة الإسكان والشركة السعودية المصرية للتعمير التى تتولى تسويق وإدارة المشروع، والمكتب الاستشارى المخطط والمصمم.
كشف مدبولى عن إصرار الرئيس عبدالفتاح السيسى على تطوير قلب القاهرة التاريخية، الذى أصيب بالعديد من عوامل التدهور خلال الفترات السابقة، قائلا: «منطقة سور مجرى العيون كان يشار إليها دائما أنها ضمن مناطق الفقر والتلوث، وأحيانا الجريمة والخروج على القانون.. وحجم العمل الذى نراه اليوم يعكس حجم الجهود المبذولة لتحويل المنطقة إلى أجمل منطقة من المناطق عمرانياً وحضاريا» مذكرا بالصورة التى كانت عليها المنطقة قبل البدء فى تنفيذ أعمال التطوير، حيث كانت تقع بها المدابغ قبل نقلها إلى مدينة الروبيكي، مضيفا: «هذه المنطقة كانت من أكثر نقاط القاهرة تلوثا وتدهوراً فى الفترة السابقة».
كما أكد الحرص على تنفيذ أعمال التطوير بما يتلاءم مع نفس الطابع المعمارى والعمرانى والحضارى لهذه المنطقة التاريخية المتواجدة فى قلب القاهرة، مستعرضا ما استغرقته أعمال التطوير من جهود للتصميم مع الدكتور محمد الخطيب، والتنفيذ مع الشركات المختلفة للوصول إلى هذا الشكل الجمالى الحالي.
وجدد رئيس الوزراء التأكيد بالقول «إنه لولا وجود رؤية حقيقية وحرص من القيادة السياسية على تطوير منطقة سور مجرى العيون وإعادتها إلى مكانتها، ما كنا لنرى التغيير الحادث فى هذه المنطقة»، منوها بمتابعة الرئيس السيسى لمختلف الأعمال والتفاصيل الخاصة بأعمال تطوير هذه المنطقة، وغيرها من المشروعات المتعلقة بتطوير ورفع كفاءة عدد من المناطق الأخرى بشكل مستمر.
وأضاف: أن متابعة الرئيس السيسى أعطت المزيد من الطاقة والحرص لسرعة الانتهاء من مثل هذه المشروعات فى أسرع وقت ممكن بالرغم من مختلف التحديات والعقوبات..ولفت إلى ما ذكره وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، خلال عرضه، عن حجم مشروعات التطوير المنفذة فى إطار محافظة القاهرة التاريخية فقط، والتى تتجاوز تكلفتها الـ22 مليار جنيه، ومن بينها مشروع تطوير حديقة الفسطاط، ومنطقة بحيرات عين الصيرة، وبحيرة الفسطاط، هذا المشروع الذى سيكون قلب القاهرة الأخضر، والرئة الخضراء للقاهرة.
أكد رئيس مجلس الوزراء أن مشروع «أرابيسك» بمنطقة سور مجرى العيون يمثل نموذجاً لتحقيق رؤية الدولة لإعادة إحياء المناطق التاريخية وتعزيز دورها كمحرك للتنمية الثقافية والسياحية، لافتاً إلى أن المشروع يعزز من خلال موقعه الاستراتيجى فى قلب حى الفسطاط التاريخي، مكانة المنطقة كوجهة ثقافية وسياحية، كما يستهدف إيجاد بيئة محفزة للاستثمار والتنمية فى منطقة تعد إحدى أقدم وأهم المناطق الثقافية والتاريخية فى مصر.
تفقد رئيس الوزراء نماذج وحدات المستفيدين للوقوف على مستوى الجاهزية وجودة التشطيب وتوجه إلى نقطة مشاهدة للتعرف على مكونات المشروع المختلفة.
و قال وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية إن مشروع «أرابيسك» يعتبر أول «كمبوند» جاهز للانتقال فى الفسطاط الجديدة، ويعد إنجازاً بارزاً لوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، يتم تسويقه بالتعاون مع الشركة السعودية المصرية للتعمير..وأضاف الوزير: ان «أرابيسك» يسهم فى إيجاد بيئة عمرانية متكاملة تلبى احتياجات السكان مع الحفاظ على التراث الثقافى والمعمارى لمنطقة الفسطاط وسور مجرى العيون، كما يعزز الهوية الوطنية عبر إبراز المعالم التاريخية وتوفير مجموعة متكاملة من المرافق والخدمات المصممة لتلبية جميع احتياجات السكان والزوار، مع مساحات خضراء وحدائق، ومنافذ تجارية متنوعة تضم متاجر للتسوق، ومطاعم، ومقاهى تقدم تجارب فريدة، ومبانى إدارية وتجارية، وفندقاً، مما يجعله بيئة مثالية للأعمال والخدمات والسياحة.
رئيس الوزراء قال إن حجم المشروعات التى يتم تنفيذها فى قلب القاهرة القديم تتجاوز الـ 22 مليار جنيه، مضيفاً أنه تم تطوير حديقة الفسطاط وبحيرات عين الصيرة وبحيرة الفسطاط الأخرى وهى ستكون قلب القاهرة الأخضر ومساحتها 005 فدان تتحول إلى حدائق القاهرة أو حدائق الفسطاط مثل النهر الأخضر فى العاصمة الإدارية الجديدة.
وأكد أن حدائق الفسطاط ستكون الرئة الخضراء داخل القاهرة، لافتاً إلى أن حدائق الفسطاط قديماً كانت منطقة المخلفات الصلبة التى تلقى فيها القمامة والبحيرات كانت فى تلوث شديد جداً وكانت بها العديد من المناطق غير الآمنة التى تم إزالتها وتحولت إلى قلب نابض أخضر وفيه كل الأنشطة الترفيهية والثقافية لخدمة مدينة القاهرة القديمة، ويتم تنفيذ ذلك بالتزامن مع تطوير القاهرة الخديوية..وأشار إلى وجود تكليف مكاتب عالمية لتضع تصوراً لإعادة استخدام القاهرة الخديوية وتحويلها إلى مناطق فنادق وسياحة وعمران لاستعادة شكل باريس الشرق التى كانت موجودة، وأيضاً هناك أعمال تطوير كبيرة فى منطقة القاهرة التاريخية والإسلامية ومثلث ماسبيرو ومنطقة ميدان الأوبرا وحديقة الأزبكية.
ووجه مدبولى التهنئة إلى جميع المواطنين الذين تسلموا الوحدات السكنية التى تمثل جزءاً من المرحلة الأولي، مشيراً إلى أن المتبقى من المشروع اللمسات الأخيرة لمبنى الفندق والجزء التجاري.
وقالت رئيسة جهاز مجرى العيون وماسبيرو المهندسة منى عبدالسلام ـ خلال مؤتمر صحفى أمس لتسليم العقود للمواطنين أصحاب الوحدات فى سور مجرى العيون ـ إن تطوير منطقة سور مجرى العيون يهدف إلى تغيير المنطقة من العشوائية إلى الحضارية، وتنشيط الوجهة السياحية بالتعاون مع محافظة القاهرة وصندوق التنمية الحضارية وإنشاء مجتمع متكامل على الطراز الإسلامى ومنطقة ترفيهية تضم مسارح وأسواقاً تاريخية، وأيضاً تغيير المشهد خلف سور مجرى العيون لأحد مناطق القاهرة التاريخية والتى تعد فى قلب العاصمة الفسطاط فى الأزمنة السابقة.
وأوضحت أنه بموجب اتفاقية مع محافظة القاهرة تم إقامة المرحلة الأولى من سور مجرى العيون على مساحة 59 فداناً وهو المشروع السكنى «أرابيسك» والمبنى الفندقى والتجارى وهو المشروع السكنى الذى يتكون من 97 عمارة سكنية و91 عمارة أرضى و05 عمارة أرضى «6 متكرر» و4291 وحدة سكنية تتراوح مساحتها من 521 متراً إلى 071 متراً وهناك 81 محلاً تجارياً أسفل العمارات.