معارك وجودية كثيرة خاضتها الدولة المصرية.. تجسد صلابة هذه الأمة.. وقدرتها على البقاء والحلول والحقيقة ان سيناء واحدة من أهم هذه المعارك الخالدة.. لأنها دائماً محل استهداف خارجى على مدار التاريخ.. وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومى المصري.. لكن هذه الأمجاد والانتصارات التى تحققت على رمال سيناء أنارت تاريخ مصر وسطرت صفحاته بحروف من نور.
من أجل سيناء التى تعرضت للاحتلال فى يونيو 1967.. خاضت مصر معركة مقدسة شديدة الخصوصية فى تاريخ هذا الوطن.. قررت منذ اللحظة الأولى لما حدث فى 5 يونيو 1967 «إن ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة» حددت الهدف الإستراتيجى هو تحرير سيناء واستعادتها إلى أرض مصر.. وفرض كامل السيادة عليها مهما تكلف الأمر من تضحيات جسام.. لذلك سطرت ملحمة جديدة بعد 6 سنوات وتحديداً فى أكتوبر 1973 حيث عبر الجيش المصرى العظيم قناة السويس إلى الضفة الشرقية محطماً كافة القيود والتحديات والعقبات والصعاب.. وضارباً أروع أمثلة الشجاعة والفداء وعبقرية التخطيط والتنفيذ ليعكس عمق الإرادة المصرية.. وقدرة هذه الأمة على تجاوز انكساراتها وتحويلها إلى انتصارات.
نجحت مصر باقتدار وإعجاز فى تحرير سيناء سواء بالحرب أو السياسة والدبلوماسية حتى عادت (طابا) إلى حضن الوطن ورفع العالم المصرى عليها.. ليضاف مجد جديد إلى تاريخ الأمة المصرية.. وهو قابل للتكرار بما يتسق مع عظمة وقوة الدولة المصرية.. وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى (إذا كان الجيش المصرى عملها مرة فهو قادر يعملها كل مرة.. لأننا أمة حية تمتلك مقومات الخلود والبقاء).
مع ذكرى 25 أبريل عيد تحرير سيناء أتوقف عند حقيقة راسخة وثابتة، ان الرئيس السيسى خاض معركة مقدسة من أجل تطهير سيناء من الإرهاب لينجز العبور الثانى إلى أرض الفيروز.. فقد تعرضت لهجمة إرهابية شرسة تحالفت فيها قوى الشر وسعت إلى كسر الإرادة المصرية وابتزازها.. لكن بفضل تضحيات عظيمة قدمها أبطال الجيش العظيم والشرطة الوطنية فى حرب ضد الإرهاب استمرت 9 سنوات وانتصرت بفضل أرواح أكثر من 3 آلاف شهيد و12 ألف مصاب وبتكلفة وصلت لما يقرب من 100 مليار جنيه.. لكن النتيجة ملحمة وطنية أقرب إلى المعجزة.. فمصر انتصرت على الإرهاب بمفردها وطهرت رمالها واستعادت كامل الأمن والاستقرار.. وهو ما فشلت فيه دول كبرى وأخرى على مدار 20 عاماً لكن هذا الشعب لا يعرف المستحيل.
الأمر المهم الذى أتوقف عنده أيضاً ان الرئيس عبدالفتاح السيسى هو أول رئيس مصرى يجمع بين تحقيق الانتصار فى سيناء وإطلاق أكبر ملحمة بناء وتنمية فى أرض سيناء.. لم تحدث من قبل.. خاصة فى ظل ما يحاك ويستهدف هذه الأرض الطيبة وما تعرضت له على مدار العصور من حملات وهجمات وأطماع ومؤامرات ومخططات.. لذلك فإن الرئيس السيسى يستحق التحية والتقدير والاعتزاز.. بما تبناه من إرادة ورؤية وقدرة على تحدى التحدي.. وهدف إستراتيجى وطني.. لتأمين وحماية وصون وتحصين سيناء من خلال أمرين غاية فى الأهمية تضمن عدم تكرار ما تعرضت له سيناء من تهديدات ومخاطر كالآتي:
أولاً: بناء القوة والقدرة وقوة الردع من خلال جيش وطنى قوى وقادر يتمتع بأعلى درجات الكفاءة والاستعداد القتالى والجاهزية ومع هذه القدرة فإنه يتبنى عقيدة شريفة يحمى ويدافع ولا يعتدى أو يهاجم أحداً.. لذلك فإن الاستثمار الذى رسخه الرئيس السيسى فى بناء القوة والقدرة وتطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات التسليح فى العالم.. رؤية عظيمة وقراءة استباقية واستشراف للمستقبل لما يحدث فى المنطقة من صراعات وتوترات وأطماع وتهديدات ومخاطر.. فالقوة المصرية جل أهدافها وغاياتها هى حماية الأمن القومي.. وفى القلب منه سيناء التى كانت ومازالت تتعرض لمؤامرات وأطماع غير مسبوقة تواجه بشموخ وصلابة وقوة من قائد وطنى عظيم وهدف مصر من الاستثمار فى القوة هو حماية مشروعها الوطنى لتحقيق التقدم.
ثانياً: تبنت الدولة المصرية برؤية الرئيس السيسى مشروعاً وطنياً عملاقاً لبناء وتنمية وتعمير سيناء أطلق تزامناً مع الحرب على الإرهاب وانتهت مرحلته الأولى باستثمارات وصلت إلى 650 مليار جنيه.. وانطلقت قبل عدة أشهر المرحلة الثانية منه بتكلفة 360 مليار جنيه لتنعم سيناء بالاطمئنان والبناء والرخاء والأمن والاستقرار.. فى ظل قوة وقدرة وصلابة الدولة المصرية ومؤسساتها.. لذلك يحسب للرئيس السيسى أنه وضع سيناء فى قلب الحماية والبناء والتنمية ولتظل مطمئنة لا يمسسها سوء ولن يتكرر ما حدث فى العقود الماضية.