لا أدرى هل من حُسن حظ وطننا العربى الكبير ان يقع فى هذه البقعة الاستراتيجية الهامة من قلب العالم ام من سوء حظه؟!!!
بثوابت التاريخ وشواهده ووقائعه فان كل حضارة وكل تاريخ وكل احداث كبرى وكل تحولات عظيمة نبتت من هنا من ارضنا ومنها انتشرت وتطورت وتمددت الى مختلف بقاع الارض.
نحن صنعنا بذور الحضارة ونثرناها فى العالم كله..حضارته ازدهرت وانبتت حضارات زاهرة تتفاخر بها الشعوب والاقوام الاخري.
وبينما كانت الحضارات الاخرى تشهد قفزات هائلة فى العلوم والفلسفة كانت حضارتنا تتراجع بسرعة كبيرة للخلف وتغرق نفسها فى غيبيات وبينما نحن غارقون فى ظلام الماضى هبت علينا رياح استعمارية عاتية ادركت قيمة ومكانة الوطن العربى الكبير.. عقدت المؤتمرات واجرت الدراسات وارسلت البعثات تستطلع وتبحث من أين يتسللون اليه من اقصر الطرق وللاسف نجحت خططهم ووضعوا استراتيجيات متكاملة عن انسب واسهل سبل الهيمنة والسيطرة وهناك وثائق سرية افرج عن بعضها تفضح مؤامراتهم تجاه منطقة تمر عبرها اهم خطوط التجارة العالمية وتمتلك ثروات معدنية ومنسوباً حضارياً هائلاً ومن اهم الوثائق السرية وثيقة «كامبل» التى تسربت وضعها سياسيون وفلاسفة وعلماء ينتمون لأخطر 7 دول استعمارية اجتمعوا فى مستهل القرن العشرين خلال مؤتمر عقد بلندن استمر عامين أهم بنودها زرع الطائفية والكراهية والصراعات المذهبية والتجزئة واصطناع كيان يمنع اتصال المشرق العربى بالمغرب العربى وبنود اخرى كثيرة.
انهمر على وطننا العربى طوفان استعمارى تنوعت غزواته واصبح مسرحا لصراعات تحالف الشر لمد النفوذ وحماية مصالحه والحصول على اكبر قدر من كيكة الثروات وبعد ان حمل عصاه ورحل لم يستسلم خرج من الباب تاركا كل أسباب التجزئة والصراعات الطائفية والمذهبية وصنع جماعة الاخوان الارهابية لتفريخ وانتاج جماعات ومليشيات مسلحة تتحارب على مصالح ضيقة وعاد بوسائل شيطانية من الشباك الاقتصادى والمساعدات ومنظمات المجتمع المدنى وازداد الصراع بين القوى الدولية على المنطقة واصطنع لنفسه قوى شيطانية ارهابية حولت الوطن العربى الى ساحة للصراع ايضا لتحقيق مكاسب لنفسه ولكى تظل الدول العربية فى حالة ضعف وتحت ضغوط التدخلات والتهديدات لا تتقدم.
إزاء هذه الاوضاع غير الطبيعية التى تواجه المنطقة دون غيرها من مناطق العالم فهل آن آوان اليقظة واستدراك أسباب ما جرى والتركيز على القضايا والتحديات الحقيقية وعلى رأسها تحول المنطقة لساحة صراعات اقليمية ودولية لا ناقة ولا جمل لنا فيها بل ندفع دوما فاتورتها الباهظة بينما المناطق الاخرى تتطور اقتصاديا وتزدهر اجتماعيا وكيف نحمى وطننا والامل ان تصبح القمة العربية آلية لتنفيذ اجندتها وقراراتها لايماننا ان القادة العرب الاكثر ادراكا واهتماما بوضع هذه الاولويات موضع التنفيذ.
قمة البحرين القادمة واحدة من اهم القمم العربية تنعقد وشرار العدوان الصهيونى الوحشى قد يتطاير لكل المنطقة فى ظل عصابة صهيونية لا تلتزم بقوانين لا تؤمن الا باقتراف المجازر والابادة والتدمير والارض المحروقة وتحظى بحماية غربية.