البشر لهم حساباتهم التى تختلف عن حسابات الله تعالي، ودائما ما يكون لدى البشر قصور فى الرؤيا واستعجال دائم فى الحُكْمِ على الأشياء، خاصة حين تضيق بهم الأمور، ومن ذلك ما ورد فى قول الله تعالى «وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب»، فى إشارة لاستعجال المؤمنين للحُكْمِ، فكان الرَّدُ فى نفس الآية «ألا إن نصر الله قريب»، إننا الآن، ومع ما يحدث حاليا فى قطاع غزة، نقول «متى نصر الله»، لكن حساباتنا غير حسابات الله، والله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وهذه حكمة الله ومن مقتضيات اسمه «الصبور»، فالله تعالى يعطى الفرصة مرات ومرات، حتى يأتى حكمه القاطع، وحين يعلم المسلم اسم الله «الحَكَمُ» تمام العلم، فيلزمه أن يعلم أن الأمور قد جَفَّتْ بها الأقلام، فيعيش هادئً مُطْمَّئِنَا غير قلق ولا مُتَوَّتِر، لأن «ما شاء الله سيكون»، فلا يكون مضطربا ولا محزونا، وعليه أن يلتزم بالحكمة التى تقول «المقدور كائن والهَّم فضل»، بما يعنى أن كل الأمور قد قضيت، ولا يوجد أمر يحدث لم يسبق به علم الله تعالي، وهذا ما يعطى الإنسان القوة والقدرة على مواجهة المشكلات بالصبر، وبالاستسلام لله تعالي، والذى قد يخرجه من حالة الضيق، فالناس فريقان، فريق يخشى من العاقبة وآخر يخشى من السابقة التى هى «الحكم»، والتسليم بالقدر المكتوب، فينشغلون بما كتب لا بما سيقع.