كل علوم البشر ناقصة لأنها تتغير وتتبدل، تكون جهلا أو تكون خطئا، على خلاف ما عليه المَعلوم، وكل هذه نواقص، وعلم الله تعالى مُنَّزَهٌ عنها، فعِلْمُه تعالى أزلي، وفيما لا يزال، يعلم ما كان وما يكون وما سيكون كيف سيكون، قبل أن يوجد، فهذا هو العِلْم الإلهي، وهم يصفونه بالشمول وبالامتداد والاسترسال، ويصفونه بأنه الأزلي، وعِلْمُه فى الأزل، وفيما لا يزل، لكن بعض المفكرين قد ضلوا الطريق فى تفسير «علم الله»، حين قالو «إذا كان الله عَلِم كل شيء، فمثلا إذا علم أن شخصا سيأتى فى زمان ما وسيشرب الخمر وسيُعاقب مثلا، فما ذنبه هنا، ونرد عليهم بأن «العلم» هنا ليس صفة تأثير، ولكنه صفة كشف، بمعنى أنها تكشف الأشياء والموجودات لكنها لا تؤثر فيها ولا فى خلقها
ويتجلى إيمان العبد باسم الله «الخبير» فى أفعاله وحياته بتعهد العبد لباطنه وخفايا قلبه من الأمراض القلبية كالحقد والحسد والغضب، وهذه آفات القلب، فعلى العبد أن يتعهدها ويحاربها ويكون بها خبيرا، لأنه لو غفل عن هذا لا يصح أن يأخذ من اسم الله «الخبير» أى نصيب، فهو محروم تماما، والذى يأخذ بنصيبه هو الذى يتعهد نفسه وأمراض قلبه باستمرار، بأن يكون خبيرا بها، وألا ينشغل بالحياة ومظاهرها ولا يلتفت إلى ما فى قلبه من آفات وأمراض وذنوب وآثام، فيستفيد من اسم الله «الخبير» فى محاربة آفات القلب، وما أكثرها الآن، بل الناس يندر أن تجد شخصا يتوقف ولو قليلا ليحاسب نفسه على هذه الآفات أو هذه الأمراض