الأفعال مطلوبة تنفيذا لأمر الله تعالى عباده بالعمل، والأسباب والنتائج من الله، لكن علينا أن نأخذ بها، مع اعتقادنا أن المُسَبَبُ لا ينتج بالضرورة، وأن الفاعل الحقيقى هو الله سبحانه وتعالي، كالذى يحدث بين النار والاحتراق، فمحدث الإحراق بعد ملاقاة النار هو الله سبحانه وتعالى وليس النار، بدليل أن سيدنا إبراهيم عليه السلام لم يُحرق، فالنار جماد ليس لها إرادة، ولو اعتقدنا بأن النار هى التى تحرق، فكأننا تعترف بفاعل مؤثر غير الله سبحانه وتعالي، وهكذا الإنسان كثيرا ما يقوم بعمل حسابات واحتياطات دقيقة جدا، وتأتى النتائج عكسية تماما، فى حين قد تأتى النتائج بأكبر مما فكر وقدر، وهذا يدل على أن هناك فاعلا خفيا، سبحانه وتعالي، وهذا هو الإيمان الذى يسخر منه الماديون، وللأسف الشديد كثير من شبابنا، بدأت تتفلت منه هذه الأنظار الدقيقة، وهذه الأنظار هى التى جعلت المسلمين الأوائل يؤمنون بالله ويثقون بقدرته، قال تعالى «إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين» ثم «ألف يغلبوا ألفين»، فكيف يغلب الألف ألفين؟ بالحساب لا يمكن، لكنهم كانوا يغلبون، لأنهم مسلحون بقوة خفية جدا، هذه القوة هى عقيدة اليقين فى نصر الله وتأييده ودعمه لمن آمن بقدرته ووثق بمشيئته، وهذه سنن الله فى الكون لا تتبدل ولا تتغير، ولينصرن الله الفئة المؤمنة على ضعفها فى العدد والعتاد، حتى يعجب ملاك القوة من تلك المعادلة الإلهية التى لا تعرف مقاييس البشر، وهذا النصر لا يتحقق إلا لمن استفرغوا الأسباب المؤدية للنصر، ثم بعها استفرغوا من حولهم وقوتهم، وآمنوا بحول الله وقوته، وأن الله أكبر مما يجمع أعداؤهم