بعد رحلة كفاح طويلة فى مضمار الحياة – يحتاج الإنسان الذى كبر وصار مسناً – إلى يد حانية تحنو عليه وتربت على كتفيه ولسان يقول له – لست وحدك – نحن معك – نشد عضدك – وسنضمن لك حياة كريمة وسعيدة تليق بمسيرتك – سنعوضك عن شقاء السنين – لأنك أعطيت كثيرا ولك الحق فى أن ترتاح بقية عمرك.. فقد وفيت تجاه اسرتك وبلدك.. وأعطيت بما فيه الكفاية.. لذا حان الوقت للمكافأة ليس من الأهل وانما من الدولة أيضاً.
هكذا كانت نظرة المشرع الذى قام بوضع مشروع قانون حقوق المسنين ووافق عليه مجلس النواب نهائياً قبل بضعة أيام لطمأنة حوالى ٩ ملايين مسن فى الدولة.. وقال ان الدولة لم ولن تنساكم.. فقد وضع القانون نصوصا ومواد ملزمة للجميع بحق المسن فى الدعم الصحى والاجتماعى والاقتصادى على الدولة – وبحسن الرعاية وعدم عقوق الأبناء مهما كانت الخلافات – وعلى المجتمع بألا يتنمروا بهم وأن يعطيهم الأولوية فى الجلوس بالمواصلات العامة وأن يأخذوا بأيديهم لعبور الطريق وباحترامهم فى الأماكن العامة وتبجيلهم عند التحدث معهم وغير ذلك من الأمور التى أعتبرها من أبسط الحقوق من الصغار تجاه الكبار والمسنين خاصة فى هذا الزمان الذى للأسف توارت فيه بعض القيم والمبادئ والتقاليد الاجتماعية.
الحقيقة القانون – بعد الاطلاع على نصوصه ومواده – فيه تقدير كبير واهتمام أكبر بالمسنين وتوقيرهم.. فقد أشار إلى إنشاء صندوق رعاية المسنين – له شخصية اعتبارية – لم يتحدد بعد شروطه وماهيته واحكامه وكيفية الانفاق منه وهل يمكن الاقتراض منه.
كما ينص القانون على الحق فى استخدام المواصلات العامة بكافة أنواعها فيما عدا الطيران وارتياد المسارح ودور السينما التابعة للدولة وكذلك حضور حفلات الموسيقى والأوبرا والاشتراك فى الأندية والرحلات الداخلية والخارجية – كل ذلك بالمجان – أو بأسعار مخفضة لبعضها خاصة الأندية، بالإضافة إلى ايجاد نظام للضمان الاجتماعى لتقديم المعونة المالية لغير مستحقى المعاش أو لأصحاب المعاشات الصغيرة التى لا تغطى الاحتياجات الأساسية للمعيشة وأيضاً إقامة نظام للرعاية الصحية لغير القادرين والمشتركين فى التأمين الصحى وأيضاً وهذا يهم شريحة لا بأس بها من المسنين وهو توفير عدد كاف من دور المسنين لأن هناك حالات تحتاجها مثل الذين يعيشون بمفردهم فى مساكنهم اما لفقد الأسرة أو لظروف عائلية أقصد «عقوق الوالدين» وإما لأن بعض المسنين يفضلون الذهاب إلى دار المسنين لقضاء بعض الوقت نهارا كنوع من الاستفادة من عروض القائمين على تلك الدور بعمل رحلات أو حفلات سمر داخل تلك الدور.
صراحة.. القانون فيه الكثير من المميزات التى تضمن حياة كريمة خاصة لأصحاب الظروف الصعبة والاستثنائية.. نتمنى سرعة التطبيق والخروج إلى الواقع.. فهو بمثابة طوق النجاة والعلاج السيكولوجى لحالات مرضية نفسية يتعرض لها المسن عندما يدرك ان الحياة تتسرب منه وانه بعدما كان قويا فتيا وصاحب حيثية فى العمل أو المجتمع صار بلا قيمة أو فائدة.. أو على هامش الشعور حتى من الأهل، لذا لم يغفل المشرع وضع عقوبات مغلظة ضد المعتدين على حريات المسنين والمتنمرين عليهم والذين لا يقدرون ظروفهم النفسية والاستثنائية خاصة من الأبناء العاقين والجاحدين وهم للأسف ليسوا بالأقلية.. وكم قرأنا وسمعنا ليس فى وسائل الاعلام المختلفة.. بل من الأوساط الاجتماعية.. قصصا يشيب لها الشعر ويندى لها الجبين منها طرد الابن للأب أو الأم من الشقة للزواج فيها أو الطرد بحجة اصابته بمرض «الخرف» أو الزهايمر.. أو أخذ الأب أو الأم بالسيارة وتركهما فى الشارع أو وضعهما فى غرفة معزولة واهماله أو حتى الوصول إلى درجة القتل.
مرحباً بالقانون الرائع وأذكر الأبناء برعاية الوالدين وحسن معاملتهما وأقول لهم: تحملوا آباءكم.. مهما كانت ظروفهم المرضية.. وانه كما «تدين تدان».. والأيام دول بينكم ومصير الصغير يكبر ويصير كهلاً ولا يجد من يرعاه.. إذا لم يكن رحيماً – هذا عقاب الدنيا – أما عقاب الآخرة فجميعنا يعلمه.
.. وأخيراً:
> نتمنى سرعة خروج قانون رعاية المسن إلى النور.
> مبروك لحسام حسن ادارة المنتخب فنياً.. نتمنى الوصول للمونديال.
> برافو ملاحقة الدولة لمافيا السوق السوداء.
> اهتمام تركيا بإقامة منطقة صناعية بمصر جاء فى وقته ونريد المزيد.
> نحن فى انتظار افتتاح المتحف المصرى الكبير.
> الاكثار من أماكن معرض «أهلا رمضان» سنقطع الطريق على المحتكرين والجشعين.