هى أعظم وأغلى النعم.. بل هى جائزة ثمينة لا تقدر بمال.. تمنح لكل الأجيال.. إنها نعمة الأمن والأمان والاستقرار.. ويُحسب للرئيس السيسى أنه نجح برؤية حكيمة وإرادة صلبة فى استعادة الأمن والاستقرار لمصر.. بعد أن عانت الفوضى والانفلات.. وكانت على شفا الضياع والسقوط.. فلم تأت هذه النعمة اعتباطاً أو صدفة.. ولكن نتاج تضحيات عظيمة.. وثمن غالٍ من أرواح ودماء الشهداء الأبرار والمصابين الأبطال وثمار رؤية رئاسية حققت أهدافها فى استعادة الأمن والاستقرار وأيضاً الحفاظ عليه بمعالجة ومقاربة شاملة أمنياً واقتصادياً وتنموياً ودينياً وفكرياً وثقافياً.. وكذلك سياسات دولية عظيمة واستراتيجية لامتلاك القوة والقدرة.. تحمى السلام وتمنع العدوان.
أغلى النعم
الأمن والأمان والاستقرار من أعظم وأغلى النعم.. وهى ترمز للترابط والاصطفاف والوعى والبناء والتنمية والإبداع والانطلاق.. لكنها فى ذات الوقت لا تأتى ولا تتحقق من فراغ ولكن نتاج جهود وتضحيات وثمن كبير تدفعه الأمم من أجل أن تنعم بالاستقرار الذى هو نعمة دائماً مستهدفة من قوى الشر والباطل والزيف.. فالفوضى أبداً لا تأتى بخير.. ولا تؤدى إلى طريق النماء والبناء والتنمية والخير والسلام.. ولكن تجلب الخوف والانهيار والسقوط والخراب والدمار.. بل وفقدان الأوطان.
الحقيقة أن مصر مرت بتجربة مريرة عانت فيها الفوضي.. وغاب عنها الأمن والأمان والاستقرار وكادت تسقط فى براثن الضياع.. والسقوط.. فقد كانت أحداث ٥٢ يناير ١١٠٢ مؤلمة ومأساوية على مصر.. نسجت فيها مؤامرة خططت لها قوى الشر لاصطياد البلاد.. والدفع بها فى أتون الفوضى والانقسام والفتن والخراب والتدمير ومحاولات لإسقاط الدولة المصرية واستهداف مؤسساتها الوطنية.. لم نر مثل مشاهد يناير ١١٠٢ مثيلاً.. فقد كانت شاذة وغريبة على طباع وعقيدة المصريين الذين رفضوا تدمير وطنهم.. لكن جماعة الشر والإرهاب والضلال والعمالة.. وهى الإخوان المجرمون تحالفت مع قوى الشر فى الخارج.. متعانقة مع المرتزقة والعملاء.. حاولوا خداع الشعب وتزييف وعيه من أجل تحقيق أهداف الخارج فى تقسيم وإسقاط وإفشال وإضعاف مصر.. فانتشر الخراب والدمار وإحراق مؤسسات الدولة والاعتداء على أجهزتها.. ولولا عناية الله وموقف الجيش المصرى العظيم الذى تصدى لمؤامرة إسقاط مصر.. فحافظ عليها.. وعبر بها إلى بر الأمان.. ثم جاءت ثورة ٠٣ يونيو ٣١٠٢ لتستأصل شأفة جماعة الإخوان المجرمين من مصر.. وتعزل حكمها.. بإرادة ملايين المصريين التى حماها جيش مصر العظيم.. عندما لبى قائده – حينها – المشير عبدالفتاح السيسى نداء وطنه وحمى إرادته.. ولبى مطالبه فى عزل الجماعة الإرهابية.. وإنقاذ البلاد والعباد من ويلات الفوضى والحرب الأهلية والتقسيم.. ورغم أن مصر عادت لأهلها وأبنائها إلا أنها بسبب فوضى يناير ١١٠٢ خسرت كثيراً على كافة الأصعدة سواء أمنياً وخارجياً، واقتصادياً، ويكفى أن تعلم أن مصر خسرت ٠٥٤ مليار دولار نتاج فوضى يناير ١١٠٢.. بعد أن توقفت الحياة وتجمد الاقتصاد والإنتاج.. والسياحة والتصدير واشتعال المظاهرات الفئوية.. واتخاذ قرارات خاطئة.. تحت وطأة الضغوط وحفاظاً على الوطن وهو ما زاد من الأعباء على موازنة الدولة.. بالإضافة إلى الخسائر فى الأرواح.. وتدمير المنشآت والمؤسسات.
الحقيقة أن أهم الركائز الاستراتيجية لرؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد توليه مباشرة أمانة المسئولية الوطنية فى قيادة مصر هى استعادة الأمن والأمان والاستقرار والذى كان أهم وأعظم مطالب المصريين الذين كان لسان حالهم يقول.. لا نريد طعاماً أو غذاء.. أو أى شيء.. ولكن نريد الأمن والأمان.. لذلك كان الخيار الاستراتيجى للرئيس السيسى هو البدء على الفور فى خوض معركتين مصيريتين وحتميتين.. هما معركتا البقاء والبناء.. كان من الممكن أن يقول الرئيس السيسى إن البلاد تتفرغ أولاً لمعركة البقاء واستعادة الأمن والأمان والاستقرار من خلال الحرب على الإرهاب والقضاء عليه الذى هدد مصر وشعبها وأسقط آلاف الشهداء والمصابين.. لكن الرئيس السيسى اختار المضى فى الطريقين معاً وفى نفس التوقيت وفى تزامن صعب للغاية.. فانطلق فى طريق استعادة الأمن والاستقرار وأيضاً بدأ فى مسار البناء والتنمية الشاملة فى كافة المجالات والقطاعات وفى جميع ربوع البلاد.
نجحت «مصر – السيسي» فى المسارين.. استعادت كامل الأمن والأمان والاستقرار.. وجنت ثمار الإصلاح والبناء والتنمية من خلال آلاف المشروعات القومية التى غيرت وجه الحياة فى البلاد.. وعادت على المواطنين بالكثير من المكاسب وفرص العمل والارتقاء بالخدمات وجودة الحياة.. والقضاء على السلبيات والتحديات مثل فيروس «سي»، والعشوائيات وقوائم الانتظار وإطلاق مشروع تنمية قرى الريف المصرى للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة».. وتحسين الأجور والمعاشات.. والتوسع فى برامج الحماية الاجتماعية والصمود أمام تداعيات الجائحة العالمية.. وآثار قاسية للحروب والصراعات الدولية والإقليمية.. كما أن الوطن بات لديه فرص عظيمة لبلوغ التقدم خاصة أنه يمتلك ذخيرة من الفرص فى مجالات عدة مثل الطاقة والموانئ والصناعة والزراعة.. والمنطقة الاقتصادية والهيدروجين الأخضر فى بلد ينعم بأعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار ولديه بيئة استثمارية مثالية تعد إحدى أهم الدول الأكثر نجاحاً للاستثمارات فى ظل بنية تحتية عصرية وتشريعية تتيح ميزات وتيسيرات هى من الأبرز فى المنطقة والعالم.
استعادة كامل الأمن والأمان والاستقرار لم يكن أمراً سهلاً.. أو طريقاً ممهداً بالورد.. فالحقيقة الثابتة التى لا لبس فيها ونشهد بها جميعاً نحن المصريين أن الرئيس السيسى لم يتسلم بلداً يعيش بشكل طبيعى أو بلدا لا يعانى أزمات وتحديات تراكمت على مدار عقود.. ومعاناة عميقة واجهت المصريين.. لم يتسلم بلداً مثل دول أوروبية أو حتى على الأقل دولة لم تشهد اضطرابات وفوضى وانهياراً حاداً ومؤامرات ومخططات.. ناهيك عن تراكم أزمات وتحديات ومشاكل من عقود سابقة.. لذلك يحسب للرئيس السيسى أنه نقل مصر من حالة إلى حالة أخري.. من الفوضى والانفلات إلى أعلى درجات الأمن والاستقرار.. ومن الانهيار والتراجع الاقتصادى والمشاكل والأزمات والمعاناة العميقة إلى إنجازات ونجاحات غير مسبوقة.. وحياة كريمة وخدمات لائقة، ووطن يزخر بالفرص ويتطلع إلى المستقبل الواعد بثقة وفرص كثيرة فيما هو أقرب للمعجزة لمن كان يرى أحوال وأوضاع مصر قبل الرئيس السيسي.. يشفق ويأسى على هذا الوطن العظيم.. ومن يراها الآن يدرك أنه أمام معجزة حقيقية تحققت فى هذا البلد.. فكل شيء من حولنا تغير إلى الأفضل.. هناك إنجازات حقيقية فى كافة المجالات.. الأمل يتعاظم والآمال والتطلعات ترى الواقع.
استعادة الأمن والأمان والاستقرار من أعظم وأغلى النعم خاصة بعد تجربة مريرة عاشتها مصر بعد أحداث ومخطط يناير ١١٠٢.. وخلال حكم الإخوان المجرمين وأيضاً فيما يدور فى المنطقة من ويلات للفوضى والانفلات والصراعات.. وسقوط دول.. واقتتال أهلي.. فكل جوار الدولة المصرية يعانى الاشتعال والفوضي.. لذلك ندرك قيمة الأمن والاستقرار فى مصر والتى ترسخت بفضل حكمة القيادة السياسية ورؤيتها وإرادتها الصلبة التى وضعت هدفاً استراتيجياً فى ظل ظروف وأوضاع وتحديات صعبة ومعقدة.. إلا أنها حققت هذا الهدف بجدارة واقتدار.. ونال المصريون ما كانوا يتطلعون إليه فى حياة آمنة ومستقرة.. لكن هذه النعمة التى تحققت بفضل الله ثم قيادة وطنية شريفة ومخلصة لم تأت من فراغ أو صدفة ولكن تحققت لأسباب كثيرة أبرزها الآتي:
أولاً: خاضت مصر وجيشها وشرطتها معركة الحرب على الإرهاب والفوضى والانفلات بإصرار وإرادة ودفعت ثمناً باهظاً من أجل تحقيق ذلك الهدف.. فإذا تحدثنا عن أكثر من ٣ آلاف شهيد وأكثر من ٢١ ألف مصاب.. ومليار جنيه شهرياً تكلفة الحرب على الإرهاب على مدار ٠٩ شهراً.. بإجمالى ٠٩ مليار جنيه.. فإن هذا ثمن كبير دفعته الدولة المصرية من أجل توفير واستعادة أعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار.
ثانياً: حكمة القيادة السياسية التى تقود البلاد بثقة وهدوء وثبات.. ولا تغامر بأمنها واستقرارها.. وتبنيها لسياسات خارجية شريفة.. ترتكز على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول والدعوة الدائمة إلى تغليب لغة العقل والحوار.. وإعلاء المصلحة للوطن.. وأن الحوار والتفاوض يجنب الأوطان الصراعات والحروب التى لا تحقق أى شيء سوى إهدار الوقت والثروات والموارد على فرص النمو والتنمية.. كما أن القيادة السياسية تحافظ على مصر من خلال رؤية عبقرية وشاملة من خلال العمل على امتلاك القوة والقدرة إيماناً بأن القوة تحمى السلام وتمنع العدوان.. وعدم الاستجابة بذكاء وحكمة لمحاولات الاستدراج والتوريط لمصر من خلال قوى الشر التى تعمل على تأجيج وإشعال كل ما حولنا.. براً وبحراً.. فامتلاك القوة على درء التهديدات.. مع وجود الحكمة هو أساس تحقيق الأمن والأمان والاستقرار.. ولذلك فإن رؤية الرئيس السيسى منذ البداية عملت على أن تكون مصر دولة قوية وقادرة.. لديها جيش وطنى يتسلح بالقدرة والجاهزية.. جيش يحمى ويصون ويدافع.. ولا يهاجم ولا يعتدي.. «فمن يملك جيشاً وطنياً قوياً.. يملك أمناً واستقراراً».. تلك العبارة العبقرية التى قالها الرئيس السيسى هى جوهر القضية.. فالأقوياء لا يجرؤ أحد على الاعتداء أو العدوان عليهم.. وامتلاك مبدأ الردع يجعل كل من يسعى إلى المساس بنا يفكر ألف مرة.. لذلك فإن أمن وأمان واستقرار مصر رغم المحيط المضطرب والجوار المشتعل والمنطقة الملتهبة.. يعود بالأساس إلى رؤية الرئيس السيسى فى بناء القوة والقدرة والردع التى ترتكز على الحكمة ومبادئ شريفة.. وهى الدفاع عن الوطن وأمنه القومى وحدوده وأرضه.. وحقوقه المشروعة وثرواته ومقدرات شعبه
ثالثاً: إن مصر وهى تعمل على استعادة الأمن والأمان والاستقرار قررت القضاء على الإرهاب.. ثم مسبباته فى اقتلاع جذور التشدد والتطرف والعنف والكراهية.. ونشر التسامح والوسطية والاعتدال والتعايش وعدم التمييز وإصلاح المؤسسات الدينية وتطهيرها من بؤر التطرف والمغالاة.. وتطهير المنابر وإقامة دولة القانون والمؤسسات.. فليس هناك كيانات موازية لمؤسسات الدولة.. فالمساجد لها جهة وطنية تشرف عليها.. تتمتع بأعلى درجات العلم والجدارة فى الحديث بأمور الدين.. ولا مجال لفوضى الفتاوى وعشوائيتها.. لذلك جرى تطوير غير مسبوق لدار الإفتاء المصرية.. وأيضاً أصبحت الدولة موجودة فى كافة ربوع البلاد.. تعمل على مساندة ودعم المواطن.. وتوفير احتياجاته والارتقاء بالخدمات المقدمة له.. فلا مجال أن تحل أى جهة أو جماعة أخرى بديلاً لمؤسسات الدولة مثلما كان يحدث فى الماضى من وجود جمعيات.. وجماعات تقوم بتزييف وعى المواطنين فى القرى والنجوع والمناطق العشوائية مقابل تقديم مساعدات جل أهدافها سياسية.. لذلك تم تطهير البلاد من المتاجرين بالدين.. والمتطرفين والمتشددين الذين كانت لهم وللأسف قنوات تليفزيونية ومنابر ومساجد بعينها مخصصة لمحاضرات الإفك والتطرف والتشدد ونشر الكراهية للوطن.
رابعاً: الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى أطلقت استراتيجية تنموية غير مسبوقة.. وهى التجربة المصرية فى مجال البناء والتنمية لتحقيق التقدم.. أبرز أهدافها ومقاصدها هو بناء الإنسان المصرى وتعويضه عن عقود المعاناة والأخطاء السابقة.. لذلك فإن الدولة بدأت مسار البناء والتنمية فى كل ربوع البلاد فى القرى والنجوع والتوابع.. وقضت على العشوائيات.. ويشهد الريف المصرى أكبر مشروع للتطوير والتنمية وتوفير الخدمات التى تتساوى لما يقدم لمواطنى المدن الكبرى بالإضافة إلى الاهتمام غير المسبوق بالتعليم والرعاية الصحية من خلال الارتقاء بمستوى المنظومة الصحية واطلاق ٤١ مبادرة رئاسية فى مجال الرعاية الصحية.. بالإضافة إلى الاهتمام غير المسبوق ببرامج الحماية الاجتماعية والدعم.. وضمان وصوله لمستحقيه وفق قواعد وبيانات دقيقة.. حتى أصبحت مخصصات ذلك فى الموازنة العامة للدولة تبلغ ٠٣٥ مليار جنيه.. كل هذا الاهتمام بالإنسان والمواطن المصرى رسخ حالة الأمن والأمان والاستقرار.. فهى مصالحة تنموية لترسيخ الولاء والانتماء والتخلص من حالة التبوير التى خلفتها جماعة الإخوان الإرهابية والعميلة.. وتطهير العقول من العبث والزيف والخداع الإخواني.
إن الأمن والأمان والاستقرار جرى تحقيقه فى مصر وفق رؤية رئاسية خلاقة تعاملت معه على كافة المسارات الاقتصادية والتنموية والأمنية والفكرية والتوعوية.. لذلك تشهد مصر حالة فريدة من الاصطفاف الوطنى خلف قيادة وطنية شريفة واستثنائية صنعت لهذا الوطن الفارق.. ونقلته من حالة الضياع إلى المستقبل الواعد.. ومن الفوضى إلى أعلى درجات الأمن والاستقرار.
لذلك تحية إلى أرواح شهداء مصر من أبطال الجيش والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم لنعيش بكرامة وأمن وأمان واستقرار.. وتحية لقائد عظيم «حبيب المصريين» الذى لبى آمالهم وتطلعاتهم فى حياة آمنة ومستقرة يحدوها الأمل والثقة فى المستقبل الواعد.