هذه اللقاءات المصيرية فوق أرض القاهرة جرت باختيار كافة الفرقاء.. المختلفين والمتفقين سواء.. بسواء
الرئيس الأمريكى حرص على الإشادة بدور مصر ورئيسها.. تأكيدا لحسن النوايا.. وعلى عدم تغيير المواقف
زيارة أردوغان لمصر.. تعد طفرة فى العلاقات بين مصر وتركيا وتأتى بإيجابيات ليس لها مثيل منذ أكثر من عشر سنوات
وما يمنع من الاحتفال بعيد الحب؟!
بالعكس لحظة واحدة «رائقة» المعانى كفيلة بترطيب أجواء تستمر سنوات
الآن.. عندما يأتى الحديث عن السلام فى أى مكان بالعالم فلابد من ذكر مصر.
وها هى مصر تستضيف كافة الأطراف التى لها صلة مباشرة بمشكلة الشرق الأوسط من أول إسرائيل وحركة حماس وحتى الولايات المتحدة الأمريكية وقطر وحتى كتابة هذه السطور لم يبد أى من هؤلاء ثمة ملاحظة أو اعتراضا أو حتى رأيا بشأن الاجتماعات المتتالية والتى تستمر وقتا طويلا كل يوم بغية الوصول إلى الهدف المنشود.
>>>
ويمكن القول إن الجهود التى تبذلها مصر فى سبيل ذلك تنبئ إلى حد ما بقرب التوصل إلى اتفاق يرضى إسرائيل وتقبله حركة حماس وبغير تعليق من أمريكا التى تخشى من إعادة اتهامها بالانحياز لصالح إسرائيل وإن كان مندوبها الممثل فى رئيس وكالة الاستخبارات المركزية يرى أن أى اختلافات يمكن أن تنشب فهذا أمر طبيعى بالنسبة لأية مفاوضات أو مباحثات حيث تكون الهوة شاسعة فى البداية بعدها تأخذ فى الاقتراب رويدا رويدا..
ورغم ذلك فإن السؤال الذى يدق الرءوس بعنف:
تُرى ماذا يمكن أن يحدث لو فشل هذا الاجتماع المصيرى وذهب كل طرف إلى حال سبيله دون التوصل إلى شيء..؟!
أنا شخصيا أرى أنه لا مناص أمام كلٍ من الطرفين الرئيسيين المتنازعين سوى التنازل عن بعض متطلباتهما حتى ولو كان تنازلا يساوى بعض الثمن ولا أقول كل الثمن.. حيث إن الاثنين قد اكتشفا أن هذا التحدى الصارخ من جانب أى منهما تجاه الآخر يستحيل أن يستمر إلى نهاية المدى لأسباب عديدة:
> أولا: جيش إسرائيل حاول بشتى السبل والوسائل إسكات أو منع صواريخ كتائب القسام دون جدوى وبالتالى إذا لم يتم التوصل إلى الاتفاق المأمول فسوف يستمر إطلاق هذه الصواريخ ليظل الإسرائيليون فى مدنهم وقراهم بل فى قلب عاصمتهم تل أبيب فى «مرمي» تلك الصواريخ الأمر الذى يجعلهم يعيشون فى ذعر وخوف وعدم أمان حتى نهاية العمر..!
> ثانيا: لم تلق دعوتهم لإبادة أهالى غزة قبولا من أية جهة من الجهات حتى من الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها التى اشتهرت دوما بتقديم العون والمساندة لإسرائيل فى شتى المجالات..!
> ثالثا: حتى بالنسبة لإبعاد قادة حماس من غزة لم يجد هو الآخر أى تأييد أو حتى تعاطفا ملموسا.
> رابعا: بصرف النظر عن بيانات حماس التى تتضمن اغتيال بعض ضباط وجنود الجيش الإسرائيلى إلا أن الحركة تدرك بحق أن الحرب غير متكافئة وأن الاستمرار سيجعل الأرض مخضبة بدماء شهداء حماس حتى الوصول إلى نقطة فاصلة تتوقف عندها المقاومة دون أن تجد من يعيد إليها الحياة ثانية..!
>>>
على الجانب المقابل فإن ما يشد الانتباه فى اجتماع القاهرة تلك الرسالة التى بعث بها الرئيس الأمريكى جوبايدن والتى تأكدت معانيها على لسان ويليام بيرنز رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الذى حرص على تكرارها عدة مرات خلال كل اجتماع أن الرئيس بايدن يبعث بتحياته للرئيس السيسى ويؤيد جهود مصر الحثيثة فى دفع مسار التهدئة فى قطاع غزة ووقف إطلاق النار فضلا عن دور مصر المحورى فى تقديم وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ اندلاع الأزمة.
وبديهى يريد الرئيس الأمريكى فى هذا المجال محاولة تصحيح تصريحات سابقة ربما تكون قد فُهمت خطأ أو أتت دونما قصد فكان هذا الكلام الواضح والصريح الذى أوكل إلى واحد من أهم معاونيه ليذكره خلال الاجتماعات التى يتابعها العالم بأسره بكل اهتمام وجدية وأمل وتفاؤل.
>>>
والآن تعالوا نتوقف معا على محطات مهمة للغاية من محطات هذا التقرير وأعنى بها زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والتى بدأت أمس.
بكل المقاييس هى زيارة تاريخية لأنها تأتى فى ظروف صعبة إقليمية وعالمية وذلك بعد ظروف كانت أصعب أيضا محليا وعالميا.
إنها تأتى بعد قطيعة استمرت نحو 11 عاما بين البلدين العزيزين الشقيقين وبصراحة لم يكن أى من القائدين راضيا فى قرارة نفسه عن هذه القطيعة.. لكن أحيانا تقفز إلى السطح صور وأشكال وظواهر وأحداث تقف حائلا دون تحقيق المراد.
الحمد لله.. ها هو المراد قد تحقق وها هو الرئيس أردوغان يجيء إلينا بقلب خالص النوايا صادق التعبير فى نفس الوقت الذى يستقبله فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى بنفس المشاعر وذات الرغبة الصادقة فى استئناف حياة طيبة رائقة نقية الأمر الذى ينعكس تلقائيا بطبيعة الحال على البلدين الشقيقين وعلى شعبيهما اللذين يكن كل منهما للآخر أوفى علامات الحب وأسمى آيات المودة.
على الجانب المقابل ربما هذه العودة لا تعجب بعض الذين يعيشون على بذر بذور الخلاف وسط أى أرض طيبة وهذا شيء وارد لكن إن شاء الله سوف يضرب الرئيسان السيسى وأردوغان المثل لتستمر المسيرة المصرية – التركية فى وفاق ومحبة وأمان فى رعاية الله سبحانه وتعالي.
>>>
ثم.. ثم.. بعيدا عن السياسة ما رأيكم فى الاحتفال بعيد الحب..؟
هناك من يرفض الاحتفال به وسط هذه الظروف القاسية التى يعيشها بعض إخواننا وأهلينا وهناك من يرى أن الاحتفال بعيد الحب يغزى مفهوم الحب فى حد ذاته والذى كلما ترسخت أغصانه امتلأت الأجواء بالرائحة الحلوة الأخاذة..
>>>
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد نظم أبنائى «الابنة والولدان» لى ولوالدتهم أحلى وأغلى وأروع مائدة حب فى هذه الحياة.. وأنا لا أقصد مائدة الطعام والشراب فقط بل مائدة الأحاسيس الدافئة ومشاعر العرفان بالجميل..
وأنا بدورى أقول لهم:
أبدا نحن لم نفعل لكم سوى ما تستحقونه بالفعل من تكريم ورعاية وفضل فوق فضل لأننا كنا ندرك أنا ووالدتكم وأنتم مازلتم فى المهد أنكم تستحقون مستقبلا الكثير والكثير والحمد لله صدقت توقعاتنا وأكثر.
بارك الله فيكم وأعزكم وجعلكم قدوة لأبنائكم وبناتكم.. إنه نعم المولى ونعم النصير.
>>>
و.. و.. شكرا