لاشك ان التشغيل التجريبى للمنظومة الجديدة لزيارة الأهرامات كان لها الكثير من الايجابيات..واظهر بعض السلبيات التى يمكن العمل على تداركها..وقد كان الجميع يتوقع هذا..وفى مقدمتهم شريف فتحى وزير السياحة والآثار الذى حرص على زيارة المنطقة قبل التشغيل التجريبى بيومين..واصدر عدة قرارات بعد الجولة التى رافقه خلالها الدكتور نادر الببلاوى رئيس غرفة شركات السياحة ، ونائبه كريم محسن..والمهندس عمرو جزارين رئيس اوراسكومبيراميدز..وكان احد اهم القرارات التى اتخذها الوزير السماح للاتوبيسات السياحية التى تقل سياح الرحلات السريعة الذين يصلون عبر الموانى البحرية المصرية المختلفة..بالدخول بأتوبيساتهم الى المنطقة وتنفيذ الزيارة بها خاصة وان الوقت المخصص لها يكون قصيرا جدا..
فى اليوم الاول من التشغيل التجريبى كان الوزير يتابع كل التحركات داخل المنطقة من الصباح الباكر لحين وقت انتهاء الزيارة للوقوف على اى سلبيات تظهر لايجاد حلول سريعة وفورية لها..وبالفعل مع الثامنة صباح بدأت تدفقات السائحين والزوار لزيارة المنطقة من مختلف الجنسيات ليتبين فى نهاية اليوم ان الاقبال على زيارة المنطقة فى هذا اليوم كان غير مسبوق حيث سجلت البوابات دخول أكثر من 21 الف زائر فى هذا اليوم..بزيادة قدرها 120 ٪ عن متوسط معدل الزيارة اليومى..ومع زيادة اعداد الزائرين للمنطقة تم اتخاذ قرار بزيادة عدد الاتوبيسات التى تنقل الزائرين بين المحطات السبعة فى المنطقة الى 54 اتوبيسا بدلا من 30مع تقليل زمن التقاطر من 5 الى 3 دقائق ..ثم تعديل زمن التقاطر بعد ذلك ليصبح دقيقة واحدة..
ولاشك ان الدولة عندما اعلنت عن بدء التشغيل التجريبى كان هدفها الوقوف على اى معوقات او سلبيات تتسبب فى عدم تحقق الهدف من هذه المنظومة..وهو تحسين التجربة السياحية للزائر..وهو الهدف الاساسى من هذه المنظومة بخروج الزائر من المنطقة بعد انتهاء الزيارة ولديه الرغبة فى العودة اليها مرة اخرى..وان يساهم بطريقة مباشرة فى الترويج للمنتج السياحى المصرى من خلال الدعاية المباشرة لمصر عند عودته لبلاده..وهى افضل انواع الدعاية والترويج والتى يكون لها مصداقية كبيرة..عند من يرغب فى زيارة مصر..واذا كانت الدولة تهتم بنتائج التشغيل التجريبى ونجاح تشغيل المنظومة بشكل عام..فإن الشركة التى تم تكليفها إدارة المنطقة تحرص ايضا على هذا النجاح..
ولكى تكتمل المنظومة وتنجح التجربة كان لابد من ان يستمع الجميع الى شركات السياحة المنظمة للبرامج السياحية..وهنا كان الدور البارز لغرفة شركات السياحة..وايضا كان لابد من الاستماع الى المرشدين السياحيين وهو ماحرصت عليه الشركة المنظمة من خلال الجولة التى نظمتها لهم قبل بداية التشغيل التجريبى..حيث اعترض عدد كبير منهم ممن يصطحبون مجموعات كبيرة تصل لاكثر من ٠٤ سائحا على عدم تخصيص أتوبيس لكل مجموعة لاتمام الزيارة بنجاح..وتخوفهم ايضا من عدم نجاحهم فى تجميعهم فى اتوبيس واحد..او تجميع عدد من المجموعات فى اتوبيس واحد..وهنا تكون المشكلة فكيف يمكن للمرشد ان يشرح؟..وهل يشرحون كلهم فى نفس التوقيت وتتداخل الاصوات ؟..وهنا كان الحل من قبل الشركة التى طرحت امكانية تخصيص اتوبيسات للمجموعات بالحجز مقابل ٠٤ دولارا للفرد..وهو رقم مبالغ فيه جدا يمكن مراجعته وتخفيضه كثيرا..
وقد صدر قرار لوزير السياحة والآثار عقب ثانى يوم فى التشغيل التجريبى بالسماح ايضا لجميع الاتوبيسات السياحية التى تقل اكثر من 53 سائحا بالدخول بذات الاتوبيس..مع مطالبة شركة اوراسكومبيراميدز بزيادة عدد مقاعد الاتوبيس الكهربائى لتصبح 50 مقعدا مع تزويدها بأحزمة الامان..
وهناك مطلب آخر للمرشدين اعتقد انه يمكن الموافقة عليه..وهو انه فى بعض الاحيان تكون المجموعة السياحية من كبار السن..ويقوم المرشد السياحى بشرح المنطقة بالكامل خلال تحرك الاتوبيس..دون ان ينزل السائحون..فهل يستجاب لهذا المطلب؟..
بقيت المشكلة الازلية والمستمرة وهى مشكلة الخيالة والجمالة واصحاب الدواب والذين لابد ان يلتزموا بمنطقة التريض..المخصصة لمن يرغب من السائحين او الزائرين فى ركوب الخيول او الجمال او التنزه بالكارته..وانه لابد أن يتأكد اصحاب الدواب جميعا ان الدولة حريصة على تواجدهم بالمنطقة..ولكن فى اطار التنظيم الذى يقدم الخدمة للسائح بصورة افضل..
وفى النهاية نأمل ان تكون فترة التشغيل التجريبى كاشفة لكل السلبيات..وكافية للقضاء عليها..وتحيا مصر .